مسؤولون نص ردن وتصريحات عريانة!

 

رياض الحسيني / كاتب صحافي وناشط عراقي مستقل

www.alhusaini.bravehost.com 

الشجب والاستنكار الذي اثار اهتمامي هو ما صرّح به الرئيس الامريكي بوش ووزيرة خارجيته حيث ذكرت وسائل الاعلام العالمية ومنها العراقية بالطبع ادانة العملية الارهابية التي تعرّض لها "احد مباني مجلس النواب العراقي"! مباني يا سيادة الرئيس؟! وماذا عن العشرين فردا الذين ذهب اثنان منهم من دون غداء؟! وماذا عن الثمانية عشر الباقين الذين لم يكملوا لقمتين على بعض بينما تناثرت "الدولمة" على طول المطعم وعرضه؟! بالمناسبة احد الاصدقاء النواب ذكر لي شخصيا عبر الهاتف وهو يضحك ضحكا كالبكاء ان بعض نواب البرلمان الموقر قد سبح بمرقة الباميا بينما فضّل البعض الاخر منهم مرق الفاصوليا وذلك على هامش تناثر القدور يمنة ويسرة! الغريب ان خبر "تعرض احد المباني" قد استحوذ على مجمل الشريط الاخباري على القناة العراقية ولم يعر اي اهتمام لحالة النواب المساكين وبقية العاملين معهم وكأن هؤلاء ليسوا بشرا وليس لهم حق علينا ولو من باب الدعاء لهم او عليهم فالامر سيان!

طبعا وبسبب نقدنا البنّاء هذا سنُتهم اولا وسيجد لنا من يحملوننا على سبعين محملا تهمة جاهزة وعلى مقاسنا وهذا من فضل ربي! اما ثانيا فلن ندّخر نحن جهدا لابراز مواطن الخلل علنا نجد آذانا صاغية لتعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين طالما انهم قد انبروا لهذه المهمة الصعبة من دون "احم ولا دستور"! وحتى لانزيد الطين بلّة كما يقول المثل فنترك الاسماء للذاكرة العراقية الطازجة!

التصريحات المتوقعة بعد كل هجوم ارهابي على الشعب العراقي والبنى التحتية والفوقية هي هي. ولرب سائل يسألني عن المقصود بالبنى الفوقية لاقول البنى الفوقية هم اعضاء البرلمان العراقي "لانهم فوق القانون"! ولا انسى عضواته حتى لا اتهم بالوقوف ندا ضد تحرر المرأة وحقوقها المهدورة وكرامتها المسلوبة على مر العصور والدهور! كمواطن عراقي يحق لي في عراق اليوم ان اقول ما اؤمن به من معتقدات واصرّح به من آراء مستفيدا كغيري من الهامش الديمقراطي الذي منّت به علينا حكومتنا الرشيدة، وان بدا انه يضيق شيئا فشيئا! من جملة ذلك التصريحات التي استطيع ان اصفها بانها عريانة ورأفة بمن اطلقها اقول انه مسؤول نص ردن ولا ازيد!

مسؤول-بالمناسبة كلمة مسؤول تنطبق على المرأة الرجل- صرّح او بالاحرى صرّحت بان قرارا قد اتخذ لاعادة بناء "جسر الصرّافية" على وجه السرعة "نكاية بالارهابيين" طبعا وفعلا تم الايعاز الى احدى شركات وزارتها ! تصريح مشابه جاء في ثناياه انه قد وجّه المسؤول الفلاني "وكالة" وزارة الاسكان والاعمار لاتخاذ الاجراءات "الفورية" لاعادة بناء جسر الصرّافية!

اقول مع احترامنا لبريطانيا العظمى التي شيّدت هذا الجسر وغيره من الجسور المنتشرة على طول البلاد وعرضها "شكرا للاستعمار البريطاني البغيض" يبدو ان مسؤولين من هذا الوزن لم يسمعوا او لايريدوا ان يتعرفوا على بعض ما يتعرّض له المواطن العراقي العادي يوميا من اعتداءات تارة على يد الارهابيين وتارة اخرى على يد المسؤولين واتباع المسؤولين بل واقرباء المسؤولين ايضا. اقول هذا لان المفترض باي حكومة واعية ان تتجه لبناء الانسان الذي بدوره يبني البنى التحتية! ايهما يستحوذ على اهتمام هؤلاء المسؤولين الحجر ام البشر؟! اترك الاجابة الى الشعب العراقي فهو ادرى.

لكن اغرب تصريح هو ماذكر عن مسؤول عراقي رفيع لكن من الوزن الثقيل صرّح بعد تعرض مطعم البرلمانيين المساكين لاعتداء ارهابي بالقول " الارهابيون يستهدفون الشعب العراقي من خلال استهدافهم لممثلي الشعب"! اقسم بالله ضحكت حتى جاءني المغص. بالله عليكم هل مر على العراقيين المساكين يوما من دون حزام ناسف او عبوة او مفخخة لكي يترجم الارهابيون نقمتهم على الشعب العراقي من خلال استهداف "ممثلي الشعب"؟! واضاف البيان ان هذه العملية الارهابية لن تثني "ممثلي الشعب" عن مواصلة الدرب! ترى هل هؤلاء الـ 275 نفرا 90% منهم في الحقيقة صم بكم هم فعلا ممثلون للشعب العراقي؟! وهل فعلا يضع هؤلاء البرلمانيون مصلحة المواطن والوطن قبل مصالحهم الشخصية ومنافعهم العائلية؟! اترك الاجابة لهذا المسؤول هذه المرة تحديدا فهو ادرى.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com