مجلس النواب صار عبئاً ووبالاً على العراق
علي القطبي
ali.ramazan@telia.com
لا أعتقد أن الكثيرين حزنوا للتفجيرات التي حصلت في مجلس النواب... بل إني سمعت من أكثر من أخ وصديق وهو يتحسر بحرقة ويقول : مع الأسف بس اثنين .. مع الأسف ياريت كلهم .. وكان هذا الأخ من المدافعين سابقاً عن أعضاء المجلس وبقوة وشارك بالانتخبات وحرض الناس على المشاركة .. لماذا ؟؟.. واحد يدعوا : يا رب .. يا رب ولا واحد تبقي منهم .. وهذا الأخ ليس ارهابيا ولا بعثيا ولا صداميا , بل من أوائل من شارك في الانتخابات وقطع مسافات طويلة للمشاركة .. أنهم عراقيون فقراء مشردون عن اوطانهم ومحرومون من خيرات بلدهم , وخائفون أن يزورا وطنهم وأهلهم..
كتابات معظم الكتاب بين مستهزء بالنواب أو شامت أو غاضب عليهم .. لماذا ؟؟
لا توجد بيانات أستنكار إلا اللهم بين أنفسهم وبين الحكومة الخضراء..
مجلس غائب عن الحضور معظم أيام السنة .. مجلس يعطل في الصيف ويسافر للإستجمام , والبلد في حالة حرب مستعرة لا تبقي ولا تذر.
مجلس يبحث عن المكافآت والشعب جائع ومشرد .
مجلس يحج إلى بيت الله تعالى بأموال الفقراء وللمرة العاشرة والعشرين ومعهم عوائلهم وأرحامهم وأصدقائهم وحتى الرضع .. في حين كبار السن من العراقيين يخشون أن يفوتهم قطار العمر , ولم يحجوا إلى بيت الله الحرام ولو مرة واحدة ..
مجلس يسن قانوناً يسمح للنائب ( الغائب) في كل عام أن يشتري سيارة أو سيارتين من بيت مال الفقراء.. والشعب مذبوح من الوريد إلى الوريد
مجلس يريد أن يستلم من بيت مال الفقراء العراقيين قطعة أرض في أي مكان يختارها النائب ( الغائب) .. وجثث أبناء الشعب تملأ الشوارع.
مجلس يريد قروضاًَ وسلفاً مفتوحة من البنك العراقي على أن لا تستقطع من الراتب الشهري , بل تستقطع من المكافآت ..
أي مكافآت ( يا ما تخافون من الله ) ؟؟
حتى الرواتب التي تستلموها محل إشكال لأنكم لا تحضرون للدوام بشكل مستمر..
مجلس يضم الإرهابيين , ويقاطع المثقفين والطاقات العلمية والفنانين ..
أين الذي كانوا بالأمس يتكلمون عن زهد الأمام علي وعدالته حين صار بالخلافة , وأين الذين يتحثون عن صرامة عمر بن الخطاب في بيت المال وزهده ؟
من هو قدوتكم الصالحة إذن يا سنة ويا شيعة ؟؟؟. ماأبعدكم عن الزهد وعن الفقراء ...
مجلس منعم بالمزايا والحمايات والشعب هائم على وجهه في بلاد العالم متغرباً مشرداً, وفقراء العراق يبحثون في المزابل والنفايات عن ما يسد رمق
الأطفال واليتامى ..
أكبر بلد في العالم فيه أيتام آخر دراسة لليونيسيف ذكرت رقم خمسة ملايين يتيم ...
مجلس وحكومة مشغولان بالسفر يميناً وشمالاً .. وإذا رجعوا غمزوا للإرهابيين والقتلة وصالحوهم عسى أن يغضوا الطرف عنهم , وهيهات وكما قال رسول الله (ص) فإن من أعان ظالما أعنه الله عليه , وصدق الله وصدق رسوله ... وما جرى عليكم في البرلمان وجعلكم تتراكضون يمينا وشمالاً لا تلوون على شئ , دليل على قول رسول الله ( ص. (
الطبقة المميزة..
في المجلس يريدون أن يصنعوا طبقة أخرى متميزة عن الشعب ( كما قال د. سيار الجميلي) تبحث عن الميزات والمكافأت .
قسم كبير من قائمة التوافق متعاونة مع الارهاب وحماية سلام الزوبعي كان إرهابياً والأسلحة في بيوت ظافر العاني وعدنان الدليمي ..
وأما قائمة الإئتلاف ليست بريئة من الظلم الجور بحق العراقيين ولو فتحت ملفهم لضجت ملائكة الأرض والسموات منهم .. ويكفيك النفط الذي يكفي لمعيشة عشرة دول بحجم العراق وعدد سكانه لتعيش مرفهة منعمة كما يعيش الأمراء .. ؟؟
أين أموال النفط ونحن أبناء العراق الذي دافعنا عنه بأجسادنا وأقلامنا وغربتنا ...عاقبتنا نعيش على الضمان الإجتماعي للدول التي تسمونها كافرة , أو نعمل باعمال بعيدة عن اختصاصاتنا... فأين أموال نفطنا يا أيها المؤمنون ؟؟
أين حقوقنا .. يا من تدعون حكم الله في الأرض ؟؟
أين الأموال يا سيد فلان.. وشيخ فلان .. ويا تيار فلان .. ويا طركاعة علان ؟؟؟
الحرب الطائفية مختلقة من السياسيين ..
هل هي لعبة متعمدة بين الائتلاف والتوافق لكي يصور الامر صراع طائفي فتزيد حالة الاستقطاب , وتبقى دول الجوار الشريرة مرتاحة من هذا الاداء المدمر فتستمر الرواتب (الثانوية) بجيوب المحترمين ( ممن يريدون إقامة حكم الله ).
من أول الأيام قلنا لاتخسروا أهل السنة الطيبين.
لا تخسروا الطاقات الكبيرة المهمة لدى ابناء الشعب.
ضيعتم الأخيار فصعدت الأشرار
قلنا حافظوا على الفريق احمد كاظم .. الرجل مخلص ويعمل بجهد ونزاهة وشجاعة وهو رجل مختص بالأمن ......فأبعدوه مرة واحدة وإلى الأبد .
قلنا حافظوا على المقدم والزعيم العشائري السني فواز الجربا , وعلى د. مضر التميمي وعلىد. العبيدي وغيرهم في قائمة الشمعة في الجمعية الوطنية الأولى ... فشردوهم بأوامر إقليمية ..
وبقت قائمة الإئتلاف طائفية مقتصرة على الشيعة وبعض الأسماء من هنا أو هناك والتي لا نعرف معظمها ,, وكان من الطبيعي أن ينشأ الإستقطاب الطائفي ويصعد نجم قائمة التوافق وما أدريك ما قائمة التوافق ..
الطاقات العراقية المهدورة..
.د. عبد الخالق حسين .. د. عبد الاله الصائغ ...د. سيار الجميل.. عمار الشاهبندر .. يكتبون ويحللون .. لا أحد يسمع لهم..
الدكتور حامد الحمداني ...د.عقيل الناصري ..المهندس حمزة الجواهري د. كاترين ميخائيل . د.عقيل الناصري أ. عبد المنعم الأعسم..عريبي الخميسي .. قيس قره داغي ..دانا جلال ... عزيز الحاج .. لا أحد يستشيرهم ..
عندنا كتيبة من الأدباء ألأكاديمين المختصين في عدة مجالات ويعيشون في أوربا وأميركا.. يفخر بهم أي بلد ويتمنى وجودهم بينهم ..لا أحد يتصل بهم.. لا أحد يفكر بمناقشتهم وبالأحرى لا أحد يفكر بدعمهم من أموال العراق التي لا حساب ولا عد لها ..
الطوائف والأقليات ضاعت.!!
لا أحد يناقش هذه الفاجعة ..الصابئة والمسيحيون ... في اندثار بعد آلاف السنين .. الحمد لله عندنا الشمال كوردستان ... شوية آمن .
لا يناقشون هذه المآساة بل يناقشون أن رفع رواتبهم من خمسة عشر ألف دولار إلى ثلاثين ألف دولار ... علماً أن راتب * كونزليزا رايس* وزيرة خارجية أميركا هو خمسة عشر أو ستة عشر ألف دولار وهي وزيرة خارجة أهم دولة في العالم , وتجوب العالم والقارات الخمس على مدار الساعة , والجماعة جالسين في الخضراء يشوون سمك (مسكوف) !! بالعافية .. وخلي الفقير العراقي يتغذى ويتعشى انفجارات ومفخخات وعصابات الفتاوى المجنونة ..
من ليس معنا ضدنا..
يبقى شعار حزب البعث الخالد من ليس معنا فهو ضدنا .. شعار رفعه البعث وآمنت به غالبية العراقيين إلا من رحم ربك ..
من ينتقدنا فهو عدونا .. من يقول لنا إنزلوا وعيشوا مع الشعب فهو عدونا .. من لا يكون بوقاً ولا يطبل لنا ..عدو لنا ..
كل الاحزاب والتيارات والعوائل المتصدية تؤمن بهذا الشعار قلباً وعملاً ,, وتلعنه لساناً..
الملايين تزور الحسين وتتحدى الإرهاب ..
تسعة ملايين زائر في أربعينية الإمام الحسين تتحدى الإرهاب والقتلة وقطاعين الرؤوس, لا تستطيعون أن تصنعوا منهم جيشاً يحمي العراق ..
وتحتمون بقوات الإحتلال .... يالها من وصمة سوداء مخزية في تاريخ الأجيال القادمة من العراقيين ..
ويا لفضيحتنا أمام شعوب العالم .. قادتنا يحتمون بقوات أجنبية وفي أرضهم وبين شعبهم ..!!!
أين الكرامة الوطنية؟؟ أين حبكم لشعبكم ؟؟ عيب والله عيب..!!!
عشائر الرمادي ..
ثلاثون عشيرة أو أربعون عشيرة من عشائر الرمادي الغيورة الشجاع بقيادة الشيخ الزعيم الوطني الكبير السني عبد الستار الريشاوي يقاتلون الارهاب في الرمادي والمنطقة الغربية والمجلس مشغول بكتابة مسودة مكافأت وعلاوات وأراضي وسيارات ورواتب قرقوشية..
إستغلال أموال الشعب والأمة .
ما ذا يصنع النواب في عمان وطهران والكويت ولندن , وحتى إلى البرازيل هناك نواب في زيارات رسمية !!! من بعثهم من دفع لهم تذاكر الطائرات والإقامة في أرقى الفنادق ؟؟؟
ما هو واجب وزير الخارجية والسفراء إذن ؟؟
واجب النائب الإطلاع على أحوال الشعب وتسجيل ما يرونه من نواقص ومشاكل وحاجات لعرضها على المجلس ...
كل واحد يأخذ وفد ورايح يقابل الدول بأي عنوان ( صارت فرهود يا عمي(..
حتى ابن النائب يسافر ويصرح ويقرر , وعنده ألف شخص حماية رواتبهم من أموال العراقيين ..
تمسكه القوات الأمريكية وتخرج مظاهرات لأجله.. يا شعب يا ناس على ماذا تتظاهرون.. ؟؟ ولماذا وما الذي رأيتموه خيراً من هؤلاء , وهم يتنقلون في أنحاء العالم , ويتنعمون بأموالكم التي جعل الله لكم فيها قياما .. ولم يتكفلوا يتيماً واحداً من يتاماكم , ولم يبنوا جسراً ولم يعبدوا شارعاً . الوعي.. هدانا الله وإياكم ..؟ أم أن الوعي موجود ولكن المصالح والطمع هي المتحدثة .
برلمان يحتضن الإرهاب ..
.. لاأحد يسمع إلا لصوت القتلة ونحن لا نستطيع أن نكون قتلة لأنا نخاف الله ونحب شعبنا .. فلن يسمعوا لنا .. وكيف تحمون الشعب وأننتم غير قادرين على طرد الإرهابيين من بين صفوفكم ..
التأريخ يعيد نفسه ..
سيعود البعث وهاهو يعود اليوم نفس هؤلاء البعثيون وهاهم بدأو يشددون الخناق ويعودون شيئاً فشيئاً.
ونفس هؤلاء الذين هربوا وتركوا قادتهم واخوتهم تحت سياط الجلادين , وذهبوا شرقا وغربا وهم يحملون إسم الشهداء ويقبضون بإسمهم ويصيحون نحن قدمنا الشهداء.
ما هي علاقتكم بالشهداء كل واحد يؤدي تكليفه وحسابه على الله تعالى.
وانتم خسرتم الشهداء ولم تدافعوا عنهم ..
ارأيتم أمة في العالم تفتخر بخسائرها البشرية ..انهم يفتخرون بخسائرهم , كلما تكلمت معهم قالوا لك انا قدمنا الشهداء .. الشهداء صعدوا الى الله وفازوا برضوان الله تعالى , ولكنكم فشلتم في الحفاظ على اعضائكم ..
ستهربون أيها السادة من جديد وفي أول يوم يخرج الأميركان من العراق , وسيبقى المواطن البسيط يدفع الثمن .. وسيذبح التكفيريون والقاعدة والبعثيون الأبرياء, وهذه المرة بقسوة أشد من قبل .. ولن تبقى أميركا ولا بريطانيا ولا دول التحالف لتمنع دخول القاعدة والطالبان , وهم يرون أعلامهم تحرق وتداس بالأقدام في النجف من قبل جماعة علان وتيار فلان , بأمر من دولة غـضبـستـان ..
ما هو الحل ؟؟؟
من وجهة نظري ... تشكيل مجلس إنقاذ من العسكريين والمثقفين والأكاديميين من السنة والشيعة والكورد والمسيحيين والتركمان , وكل الطوائف في عدد محدود لا يتعدى الثلاثين فرد , وينتخب رئيساً منهم لإدارة العراق بشكل مركزي , ويوضع البلد في حالة الطوارئ القصوى ويجب علىالمسؤولين أن لا يسافروا من العراق على الأقل لمدة ثلاث سنين , حتى تهدأ الأمور وتعاد الإنتخابات بعد خمس سنين على الأقل وبعيداً عن الفتاوى ( الغير موجودة أصلاً (
لتكون العملية الديمقراطية قائمة باصولها الحقيقية .
على أن لا يكون في هذا المجلس إرهابيا ولا طائفيا ولا مشكوكاً ) ولو واحد بالمئة ) بولائه لدولة خارجية , وبعدها تكون جدولة الإحتلال وبناء المؤسسات الديمقراطية .... الأسماء موجودة والعراق بلد ولود , أنجب وينجب الأبطال والعلماء على مرالتأريخ ..
وإلا فالدمار والكارثة التي لا تبقى ولا تذر..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..