|
حضارية الخلافة الفاطمية وطعون مرتزقة المعممين وشراذم المكفرين هلال آل فخرالدين ان الازمة الخطيرة التي يعاني منها مجتمعنا سابقا ولاحقا هي افة ازمة الثقافة في قراءة الماضي والنظرفيه برؤيا موضوعية متحررة متجردة يجال فيها البحث قتلا فنلاحظ غالبية نخب المثقفين الشرقيين خلودهم الى الدعة وثانيا :اطمأناهم الى الموروث وثالثا :ما تكبلت به كواهلهم من اوهام وخرافات كانت ورائها اما العصبية المذهبية المقيته واما الاعيب السياسة الدنيئة للطعن بالاخر ومن اقصر الطرق وتوجيه سهام الاتهامات الكاذبة لها وكرم تحرير (الفتاوى ) الظالمة في ابادتها ولما كانت جل المصادر التاريخية والمنقول من المأثور كتبت في اكناف السلطة وبتوجيه منها ولم يشذ عن هذا الا القلة النادرة وان الكذب والتزوير والتزييف سرى الى بقية المصادر سريان النار في الهشيم حتى كتب الحديث والسنة ولم تنجوا من تلك الغوائل من مصادر الاسلام الا (القران) فقط وهذا مما يزيد الطين بلة ويجعل مهمة الباحث الملتزم او الكاتب الموضوعي في غاية الشقاء والجهد ليس فقط في النخل وفظ الغث من السمين والسقيم من السليم والتقاط الصالح بل والاطلاع الواسع والبحث والتنقيب في مختلف المصادر حيث تبقى الاشكالية الخطيرة الكبرى للمثقف لاتتجاوز عب المعلومات وتخزينها وعزة القدرة عن الاخذ بوسائل العقل والتحري والاحاطة وغياب الكشف والفرز ومن عدم التدرب على استعمال اليات الفكر او الاستفادة من استخدامها وتوظيفها التوظيف الصحيح في مناهج البحث العلمي كجمع المعلومات والموازنة بينها والية التحليل المنطقي والية الاستقراء والاستنتاج وما خرج عن افة ذلك الوضع وانفك من اسر تلك الحالة الا ثلة من المثقفين الواعين وانفارا من الكتاب المتحررين حيث يبقى الفراغ واسعا والهوة عميقة والخلل بينا من ندرة البحوث التحقيقية الموضوعية التي يراعا فيها اجالة العقل واماطة الثام بسبر الاغوار في التمحيص والموازنة المسئولة للتوصل الى الحقائق وكشف الواقع بفك الالغاز وفض الاشتباك والتعامل مع النصوص بغير نمط لغة التأويل وفتح باب الاجتهاد في تحمل اعباء امانة رسالة البحث العلمي الرصين وحيث تبقى (الخلافة الفاطمية )ومؤسسها واحدة من هذه الامور التي كثر فيها اللغو والطعون واثارة الشبهات وحتى السباب واللعن المقذع ومن قبل علياء القوم ووعاظ السلاطين ومرتزقة المعممين ورجال السلطان الذي تفننوا غاية التفنن في رفع لواء التسقيط وشن مختلف انواع حروب التشهير باصول هذه الاسرة (العلوية) العريقة وما قدمته من عطاء فكري وعلمي وحضاري اصيل مشرق للثقافة الاسلامية ويكفيهم واحدة من منجزاتهم الثقافية الشامخة لحد الان الا وهو (الازهر الشريف) الذي كان ولازال كعبة للعلم وموئل للعلماء وحصنا منيعا في الدفاع عن الرسالة والامة وجامعة كبرى خرجت افواجا وزرافات من العلماء والادباء والكتاب والساسة حيث تجلت فيه اواصر الوحدة الاسلامية باجلى واروع صورها من تدريس ائمة كل مدرسة فقهية او مذهب اسلامي مذهبه الى جنب المذاهب الاخرى واصدار فتاواه من دون الغاء او طمس او مطاردة في بادرة اسلامية فريدة لم تحظى الامة لها مثيل لا من قبل ولا من بعد وبقى معقلا للنهضة الحضارية الحديثة في مصر وقلعة لمجابهة الطغات والغزاة وانتشرت اشعاعاته لكل اركان القارة الافريقية وحتى الاصقاع الاسيوية وحيث امتدت رقعة هذه الخلافة من تطوان والمحيط الاطلسي غربا و البحر المتوسط والاناظول شمالا و بلاد الشام وفلسطين والبحر الاحمر واليمن والجزيرة العربية شرقا و بلاد النوبة وتخوم الصحراء الكبرى جنوبا وكانت اساطيلها سيدة البحار وفي خلافتهم اضحى البحر المتوسط (بحيرة اسلامية)وقد تصدت هذه الخلافة بكل بسالة لجحافل الفرنجة ولجيوش الصليبين واقامت الحصون والفلاع في الدفاع عن معاقل الاسلام قبل ان تطيح بها خيانات القيادة العسكرية الطائفية التي اعتمدتها وقلدتها اعلى المناصب وارفعها في الدفاع عن المقدسات وقد طبقت الخلافة الفاطمية ولاول مرة في التاريخ الخلافة الاسلامية مبدأ التعددية واحترام الاخر وقيم التسامح والانفتاح على الاعراق وان كانوا غير عرب (النوبيين و البربر والسود والطوارق )والاديان وان كانوا غير مسلمين (قبطيا او نصرانيا او يهوديا ..) ليس فقط على مستوى التعايش السلمي بل وحتى على مستوى النظام والسلطة حيث تولى فيها سلطة الوزارة (رئاسة الوزراء)وادارة الدواويين وقيادة الجيوش والاساطيل وحكام الولايات رجال غير مسلمين وما كان هذا نابعا عن ظعف داخلي او ظغوط خارجية بل نابع من اولويات واسس هذه الخلافة في احترام الجميع والعناية باهل الكفاءات والاختصاص والمعرفة واحتضانهم والاستفادة منهم بعيدا عن التعصب الديني والعرقي او الطائفي الخ الذي كان على اشده في تلك الازمنة ونحن هنا لا نريد ان ندخل في قراءة لسلسة النسب لهذه الاسرة العلوية الشريفة و ما حاولت الخلافة العباسية جاهدة الطعن فيه من قبل صنائعها من علماء مدرسة السقيفة امثال الغزالي والبقلاني واضرابهم او من مدرسة التكفير والسلفية امثال ابن تيمية وابن حجر والذهبي ومن على شاكلتهم ..فمرة يتهمونهم (بالمجوسية ومرة بالرفض ومرة بالكفر ومرة باليهودية ومرة بالعبيدية واخرى بالباطنية ..)الى ما هنالك من الترهات والخزعبلات الاعلامية الغوغائية الجوفاء في تزوير النسب وقلب الحقائق واخراجهم من النسب العلوي للطعن والتشكيك والاتهام ومن تزوير المحاضر وتصديقا ببصم او مهر المعممين والمشايخ كما كانوا يصدرون لوحات نسب كاذبت للسلاطين والامراء والملوك والحاقهم بالاسرة العلوية وادخالهم في النسب زورا وباطلا ... كما لا اذكر قصة الشريف الرضي وما تعرض له من ظغوط عباسية وما قاله مفاخرا من شعر بارتباطه بالخليفة العلوي (الفاطمي) من وشائج النسب ولكن سوف اذكر ما كان يؤكده المؤرخ (ابن خلدون) رغم تعصبه ونصبه من صحة نسب الخلفاء الفاطميين الى الرسول الاكرم (ص) وان كل تلك الحملات الشعواء ضدهم كانت بسبب السياسة وما كان يدفع به الخلفاء من بني العباس للطعن فيهم ونسبة كل جريرة وموبقة اليهم لمنافستهم الشديدة للخلافة العباسية التي كادت ان تطيح بها حيث وصل مد الخلافة الفاطمية الى بلاد الشام والحجاز والحرمين الشريفين واليمن حتى وصلوا بغداد على ايدي (البساسيري) فكيف لا تجند الخلافة جل امكاناتها وتستنفر كافة قواها لدرء هذا الخطر القادم فما كانت الخلافة العباسية لتجرأ على منازلتهم في سوح المعارك لهزال وضعها ووهن قواها فما كان منها الا اختراع تلك الاراجيف التي طبل لها وزمر وزور معمميها وعبيدها من ائمة القصر ومراجع افتاء الحريم والقضية الاخرى في اثبات صحة نسبهم هي اذعان واقرار الخلافة العباسية بان لاتعدي خلافة المسلمين وامرة المؤمنين بوجود الخلافة الفاطمية او الخليفة الفاطمي والا كيف يتنازل الخليفة العباسية عن الخلافة وهو مذعن متصاغر للخليفة الفاطمي مالم يكن هذا الخليفة صحيح النسب ان الخليفة العباسي(القائم بامر الله ) تنازل للخليفة الفاطمي(المستنصر بالله ) معترفا باحقيت اهل البيت بالخلافة وقيع وثيقة اذعان بذلك اعترف فيها الخليفة العباسي باحقية ال الرسول بالخلافة والتي تقول :( لاحق لبني العباس في الخلافة مع وجود بني فاطمة الزهراء ) .. فالذي ارادته الخلافة العباسية هو الالتفاف على الحق وتاويل خطاب النصوص الصريحة والواضحة والمسلمة لديهم ولكن اطماع الدنيا وخبث السياسة والاعيبها التي لها في كل زمان ومكان وسائل واليا ت لقلب الواقع وتزييف الحقائق التي لا تنطلي على العقول النيرة والنفوس المنفتحة والظمائر الصاحية وان كانوا في كل زمان ومكان قلة وكذلك اهل العزم والاخلاص من الابرار وهؤلاء في كل زمان قله واخير افما يضير الدولة الفاطمية مهما تمحلوا في اتهامها وتزوير نسبها العلوي الفاطمي مادام ان هذه الاسرة و الدولة عاملت كافة رعاياها بروح المساوات ومباديء التسامح وقيم المحبة والعدالة والتعددية وعدم التميز فان الدول تقاس بقدر عطائها لعامة شعبها وشمول عدالتها لمواطنيها وسعت احترامها لهم ومدى اسهامها في الحضارة لخير الانسانية وسعادتها لا بمقدار طغيانها وعنصريتها وعدوانيتها في الالغاء والابادة والرعب في اطار تعصبها وتحجرها وانغلاقها وجهلها وارهابها لابناء جلدتها وسوقهم وبحد السيف دع عنك الامم والشعوب الاخرى المنضوية تحت هيمنتها مهما كانت انساب رجال تلك الدولة واصول اسرتهم في القرب من المقدس او الرسول (ص) فليس المعيار في الاتكاء على النسب والتذرع به في الظلم والقهر والرعب والتعسف في الاضطهاد وسلب الحقوق اذن فلماذا كل هذا الرعب والخوف والفزع من اسم تلك الخلافة العربية العلوية التي حملت راية الاسلام ونشرته في اصقاع الارض ودافعة عن الرسالة وعملت على تطبيق مباديء التعايش السلمي والتسامح واحترام الاخر والانفتاح عليه مهما كان اصله او دينه او مذهبه او معتقده فما احوج الامة في ازمتها الخانقة الرهيبة الحالية من الاخذ بتلك المباديء الاسلامية السامية التي اقرتها حضارية الخلافة الفاطمية الانسانية قبل مئات السنيين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |