|
الناصريه العبق المميز نبيل البصري لا اريد أن أتناول مدينة الناصرية تاريخياً أو حضارياً لانني لن ازيد عليها ولن أ نقص فهي الجبل الشم العظيم الذي يتحدث عن سموه وارتفاعه,, الناصرية الام التي احتضنت ابنائها بكلتا ذراعيها عندما كان ليل العراق عاصفاً ومدلهم ،و لكنني اريد ان اتناول اخلاقيات أهل هذه المدينة التي لم يزورها انسان قط ولم يشعر بهذا العبق المميز,, الذي يتدفق من هذه المدينة الحبيبة من وخلال ابنائها ، اليوم الناصرية كما الامس لم تقوى هذه المدينة الحضاريه السومريه ان تخوض مع الخائظين وتنسى او تتنازل عن عراقة واصالة اهلها ،،، كيف ، لا ، اليس هم من علم الناس الكتابة والتحضر والتميز ،، فلاعجب من هؤلاء الاساطير ، ان لايخضوا مع الخائضين لتدمير مدينتهم ووطنهم وارضهم واهلهم رغم انهم اكثرأهالي مدن العراق التي تعرضت الى التهميش والاضهاد والمحاربه لكنهم لم يتأثروا من ذلك في شيء ،، فأن ابناها لايحبذون العنف، ولايحبذون الاعتداء على الاخر، نظرتهم ، تطلعاتهم ، الى مدينتهم تنطلق من معين اهتماماتهم الثقافية العريقة لانهم تربوا على حب الاخر وحب المدينة التي لايخلوا اياً من شوارعها من نموذج واحد على الاقل من الشخصيات الراقية العريقه التي ارتبطت قصصهم الجميلة بمدينتهم، لذلك يتجمع ابنائها في مقاهيها وشوارعها وبيوتها التي هي اماكن التغير بالنسبة لهم ومنها تنبعث قناعاتهم في التغير من هذه الاماكن سطع نجم الادب العراقي بأكمله وانطلقت منها افكار الحزب الشيوعي ,, ومن ثمة انطلقت الاحزاب الاسلامية التي تبلورت في عقول الجماهير المظلومه التي وجدت ان الخلاص من قبضة العبودية يكون من خلالها والتي نرى ثمارها اليوم على ارض الواقع في هذه الاماكن البسيطة انطلق الشعراء والمفكرون والروائيون من ابناء هذه المدينة العريقة التي لاتقبل ان تشبهها اي من مدن العراق ،، فهي المميزه التي سحرت ابنائها وجلعتهم يهيمون فيها حباً بلا توقف حتى وان سكنوا اجمل بقاع الارض . الذي حثني على الكتابة اليوم ليس فقط الحب العارم الذي يعيش في حنايانا الى هذه المدينة التي انتجت كبار الادباء والعلماء وبكافة الاختصاصات بل الامنيات التي نتمناها الى هذه الاسطورة السومرية , وان تكون اكبر من كل هذه الاعمال العبثية التي تعصف بالعراق اليوم نتمنى ان تكون الناصرية المثال الحي والبيت الكبير للتعايش بين اهلها والمشتركون في حبها جميعاً ، فأنهم سوف يكونون مسؤولون امام الله والتاريخ اذا لم يساهموا في بنائها , مسؤولون امام الاجيال القادمة اذا لم يجنبوها اليوم السقوط بين فكي الطائفية , أو التخلف والاضمحلال , سيكونون مسؤولون امام انفسهم اذا لم ييضيفُ بعض الاشياء الجميلة التي سوف تعيش في مخيالات الاجيال القادمة مثل ما عاشت في مخيلاتنا ,, الحكايايات القديمة لابنائها الذين سبقونا ، فهذه المدينة التي تبعث على الحياة ,, المتجدده دائماً لانها تعيش في الضمائر وانا على يقين ستبقى تعيش في الضمائر لان ابنائها يحملونها في احداقهم وفي القلوب الناصرية التي جعلت من ابنائها مميزين يجب على أبنائها ان يجعلوها مميزه . عندما كنت صغيراً سمعت عن الشيخ (عباس الخويبراوي ) رحمه الله قصة جميله انه في سنة من السنين تعرضت مدينة الناصرية الى خطر الفيضان وكان الفيضان يطلق عليه أسم (ابو جداحه) هذا الفيضان يسبب بعض الاضرار الى المدينة وبالخصوص الفقراء منهم لان هؤلاء المساكين يعيشون في بيوت من القصب اي ( الصرايف ) واذا ما حدث الفيضان سيجلب معه لهم الهموم ومضاعفة الحاجه والتي بدلاً ان تكون مقتصره على الطعام ستضاف اليها مشكلة السكن أيضاً وكان حينها الشيخ عباس رحمه الله الاب والاخ والصديق لاهل هذه المدينه كان يحمل معهم همومها وافراحها ويعيش تفاصيلها اليوميه فما ان اطرقت مسامعه مشكلة الفيضان والخطر القادم الى المدينة حتى حمل ( مسحاته) اي المجرفه في صباح اليوم التالي واتجه الى الجهة التي تهدد المدينه بخطر الفيضان وقد سلك الطريق الذي يشق السوق الرئيسي للمدينة سلك هذا الطريق لغاية ما في نفسه فقد كان يريد أن يشعر اهل الناصرية بواجبهم وان يهبوا لحماية مدينتهم من الفيضان , وما ان عرف اهل المدينة ما المقصود من حمل الشيخ عباس تلك (المسحاة) حتى انتفضت المدينة عن بكرت ابيها للوقوف في وجه ذلك الفيضان الذي كان يريد أن يجلب الهموم لابناء مدينتهم من الفقراء .. هل سيعيدون الكرة اهل هذه المدينة العريقه ويقفُ نفس الموقف الذي وقفه ابائهم من قبل وان يحموا مدينتهم من الضياع وان لايسمحوا لاحداً ان يفرقهم او يجعلهم اضحوكة للاخرين هل سيتحلقون ويتكاتفون من اجل هدف واحد هدف اسمى من كل شيء الا وهو مدينتهم , وحدتهم , حبهم الواحدُ للاخر , والدفع بعجلة التطور لهذه المدينة التي لم تنصفها الحكومات المتعاقبه على العراق والغريب ! لا احد يعرف ما هو السبب وراء ذلك هل لانها مدينة العراقة التي لو اتيحت لها الفرصة ستخطف كل الاضواء من كل المدن لعراقتها وحضارتها وثقافة ابنائها ام لان اهلها متحابون قانعون لايمتون للانانية أو الكراهية في شيء أنا على يقين ان هذه المدينة الطيبه باهلها الطيبين لن تترك اللصوص يعبثون بها ولن تغتصب , ,,, الناصرية لن تغتصب من قبل ا لزناة ،،، وستبقى الناصرية الاسطورة التي وقفت في وجه المغتصبين والعصية على الظالمين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |