|
المقاومة السياسية والخيار الخاطئ
السيد فؤاد الاعرجي / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة هنالك ثلاث اطروحات من الناحية النظرية لمواجهة الهجمة الإمبريالية على الأمة الإسلامية وشعوب الشرق الأوسط على نحو الخصوص من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وهي : 1التسليم 2المقاومة السياسية أو ما يسمى ( المقاومة السلمية ) . 3المقاومة الشاملة وتشمل السياسية والعسكرية . فاليوم أمام المسلمين في العالم إحدى هذه الخيارات وان كان الخيار الأول متقارب مع الخيار الثاني من الناحية العملية ولهذين الخيارين نتائج وخيمة على الإسلام والمسلمين كما إنها لا تعطي نتائج إيجابية للحضارة الإسلامية بل التراجع والخنوع والقبول بواقع الحال كما يعبرون ولا يمكن القبول بادعاءات السياسيين لمواجهة الاحتلال تحت غطاء المقاومة السياسية أوالتي يسمونها ( المقاومة السلمية ) على الرغم من إن هذين الكلمتين ( المقاومة السلمية ) جمع لنقيضين هما ( الثورة ) و ( السلم ) على ضوء اصطلاح أهل المنطق وذلك لعدة أسباب : أولا ً : إن المواجهة الأمريكية لنا هي ليست مواجهة سياسية حتى نتصدى لها بالمثل بل هي عبارة عن تهديد عسكري لكل المنطقة للقبول بالمطالب الأمريكية فهي لا تتورع باستخدام القوة أمام أي دولة لا ترضخ لمطالبها . ثانيا ً : إن المقاومة السياسية التي تعمل بها الإدارة الأمريكية هي بقوة الترسانة النووية والعسكرية وبدونها فان مطالبها ( هواء في شبك ) كما يعبرون وبذلك فان فقدان عنصر القوة لا يمكن فرض الرأي السياسي في عالمنا هذا . ثالثا ً : إن خيار أمريكا في المواجهة السياسية اكبر من خيار المسلمين في المواجهة أو المقاومة السياسية وذلك لان المؤسسات الدولية تخضع للهيمنة الأمريكية وكذلك فان المعادلات الدولية والإقليمية والداخلية أيضا ً ضمن البلد الواحد تعاني من اختراقات أمريكية مما يجعل اطروحة المواجهة السياسية مع أمريكا ذات اثر محدود لا يتجاوز تلبية المطالب الظاهرية قياسا ً مع مطالب الأمة الإسلامية في الاستقلال والتحرر. رابعا : الاكتفاء بالمقاومة السياسية يعني اللجوء إلى المعادلة الدولية وهي معادلة ظالمة لا تحمي الضعيف حتى نحتمي بها بل تحمي المصالح الغربية والأمريكية على وجه الخصوص. خامساً: من الواضح إن الدول الغربية رغم التقاطعات والاختلافات بينهم إلا إن هناك حداً لا يتجاوزوه للحفاظ على موقعهم الاستكباري على الساحة الدولية والوقوف أمام عدوهم المشترك وهوالاسلام. سادساً: ان خيار المقاومة السياسية (فقط) يعطي صورة مشرقة لامريكا بانها اعطت الحرية والديمقراطية للاخرين وسمحت لهم في ان يقولوا ما يشاءون وكما قال المفكر الاسلامي السيدالشهيد محمد محمد صادق الصدر(قد) : ((ان امريكا تعطيك الحرية فيما تقول ولكنها تفعل ما تشاء)) وهذا هو عين الدكتاتورية الغربية تحت غطاء الديمقراطية. سابعاً: التاريخ كله دروس وعبر فهل شهدت الساحة السياسية بان الاستعمار خرج بالنصائح الوجدانية والمطالبات السلمية !؟ بل شهدنا وعرفنا ان الاستعمار متى ما وجد قتلاه يزدادون يوماً بعد يوم ووجد ان كمية هذه الدماء اكبر من المصالح التي يجنيها من الاحتلال سوف يرحل,أضافتاً لذلك فان كل احتلال على مدى التأريخ لابد وان يواجه مقاومة مسلحة يوماً ما لان ذلك رد فعل طبيعي مهما اختلفت وجوه الاحتلال ومدعياته . ثامناً: مرت علينا سنوات طوال ولم نشهد رفضاً دولياً وشعبياً فقد خرجت مظاهرات مليونية في العراق لخروج الاحتلال وحتى مظاهرات في امريكا بل ان قرار مجلس الامن لم يكن رسمياً للدخول بل قرار احتلال وبدون موافقة الامم المتحدة,فهل ياترى نجحت المقاومة السياسية للمعترضين بل نجحت المواجهة الامريكية سياسياً تحت قوة السلاح . 1فبعد كل هذا فلابد للمسلمين اللذين اتخذوا خيار المقاومة السياسية بمعزل عن المقاومة العسكرية او الشاملة ان ينتبهوا الى حجم الخطر المحدق بالامة الاسلامية والابتعاد عن المعادلات والنظريات التي تسير بالاسلام نحو الاندثار والضياع والوهم وبغطاء الشريعة الاسلامية فعلى السياسيين ان يعترفوا بان المواجهة السياسية فقط هو خيار ضعيف بل وخاطئ لا يجلب للشعوب سوى الدمار والقضاء عليها وعلى هويتها وكما قال امير المؤمنين(ع) ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا. فهل ياترى افلح السياسيون في العراق الى خروج الاحتلال بالمواجهة السياسية او ما يسمونها (المقاومة السلمية)...؟ وهل حصل في تاريخ الشعوب بخروج الغزاة عن طريق المقاومة السلمية ؟؟ وماذا تعني المقاومة السلمية لدى السياسيين؟ وماذا جنى الشعب العراقي من السير خلف هذه النظرية ؟ وماذا جنى هذا الشعب المغلوب على امره من الديمقراطية الامريكية فيما يسمى (عصر العراق الجديد) ؟ وهل ياترى ان المقاومة التي يتبناها السياسيين سلمية ام (سُلّمية) ؟ اسئلة اطالب بان يجيب عنها صُنّاع القرار السياسي في العراق اولاً وان يستفتوا بها الشعب ثانياً, تاركا الحكم لهم...!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |