لقد كنا ضحية أكبر عملية غش وخداع في التاريخ

 دعوة لسياسيي الشيعة بإسلامييهم وعلمانييهم وشيوعييهم لرص الصفوف

علي آل شفاف

Talib70@hotmail.com

تنويه: عندما أذكر (السنة) هنا, فإنني أقصد غالبية سياسييهم لا عامتهم. وأتعامل هنا مع المذهب كهوية سياسية واجتماعية, وليس كعقيدة دينية. على الرغم من عدم إمكانية الفصل والنفي التام للتأثير المتبادل بين المفهومين. ويستوي في هذا شيعة علي وشيعة عمر (السنة).كما أننا أناس مسالمون, لكننا لسنا مستسلمين. لا نعادي أحدا, لكننا نتعرض للعداء. ولنا كامل الحق, في الدفاع عن أنفسنا, والنظر لما فيه صالحنا. 

 لا يخفى على أحد ما يتعرض له شيعة علي في العراق من هجمة وحشية شرسة يقوم بها السلفيون (الكفريون) ومن لف لفهم وتبع غوايتهم. ويدعمهم, ويوجههم بقايا البعثيين, وخرق (أجهزة صدام) البالية. ممن تكشف زيفهم, وتعرى كذبهم.فتخلوا عن كذبة مقاومة الاحتلال, بعد افتضاحها؛ وأفصحوا عن حقيقة المكنون في صدورهم, منذ سنين خلت, وعقود مضت, وقرون غبرت. إنه الحرب والقتل والتدمير من أجل السلطة. لقد قال قائلهم ـ وبكل صلف: "إن السنة هم أمراء العراق", فالباقون ـ إذا ـ عبيد له ولأبيه من قبل, ولابد أن يبقوا عبيدا لنسله ونسل نسله . . إلى ما شاء الله!!

تلك هي أخطر ما تم كشفه من (بروتوكولات سياسيي السنة). ولو كانت هذه الكلمة مكتوبة, لما تجرأ قائلها على إعلانها, لأنه سيجد ـ بالتأكيد ـ من سيمنعه من إفشاء ذلك السر المستور في خزائن الصدور, أو بين جدران الغرف المعتمة, أو في ظلمات القبور. تلك هي الحقيقة الخطرة, التي لم يتنبه لها الكثير منا براءة وطيبة وسذاجة أيضا,

 لقد كنا ضحية أكبر عملية غش وخداع في التاريخ. تارة تحت اسم الأخوة الإسلامية, حتى أخرجونا من دائرة الإسلام بمزاجهم؛ وتارة تحت اسم الوحدة الوطنية, ثم رموا بنا  بعيدا عن وطننا؛ وتارة تحت اسم الوحدة القومية, ثم نسبونا إلى قوم آخرين؛ وتارة, وتارة, وتارة.

كل ذلك من أجل أن يكونوا هم ـ وليس غيرهم ـ أمراء العراق. ولذلك لم يقف أمامهم وازع من دين أو ضمير أو إنسانية . . فأمعنوا قتلا وفتكا, ولم يرحموا طفلا أو امرأة أو شيخا. وعلى جسامة وخطورة هذا السر الدفين بين الغين والشين, والذي تكشف عن هذه الحقيقة أو هذا العار, إلا أن هناك ما هو أخطر منه وأبلغ, وهو عدم الوعي به.

 إن عدم الوعي بالخطر, أخطر من الخطر نفسه. لأن من يعي الخطر, سيستحضر عدة منعه, أو مواجهته ومن ثم قبره, في مهده, أو قبل أن يولد. ولإن قد خدعنا في الأزمنة الغابرة. فقد كان ما كان, ونحن أبناء هذا الزمان.

أما الآن وقد انكشف السر, ولم يبق لمعتذر عذر, فكيف السبيل لمنع هذا الخطر, أو هذه الهجمة الوحشية من أجل الحكم والتسلط, والتي ذهب ضحيتها الملايين من أهلنا, وقد يذهب الملايين؟ وهل من الحكمة أو من العقل, والحال هذه,

أن نتقاتل فيما بيننا؟

أو أن ننشغل بخلافات داخلية؟

أو أن نتصارع على المناصب, أو الكراسي؟

أو أن نهمل الفقراء والمحرومين والمضحين والمضطهدين من أبنائنا؟

أو أن نترك أطفالنا يتسيبون في الشوارع, ويتركوا مقاعد الدراسة؟

أو أن نترك أحياءنا خربة, بلا شوارع أو مدارس أو مستشفيات؟

أو أن نترك أهالي الشهداء والمعاقين يتضورون جوعا ويستجدون في الشوارع؟

أو أن نترك شبابنا بلا عمل أو وسيلة عيش كريم عزيز في بلدهم؟

أو أن ننشغل بالسرقة والرشوة والمحسوبية وغيرها من سبل الفساد؟

 فإذا ما بقينا على حالنا هذه, فلا يحلمن أحد بعيش كريم بعدها أبدا, ولا يلومن أحد إلا نفسه. "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". فلكي نضمن الحياة الحرة الكريمة لأبنائنا, علينا أن نبدأ بأنفسنا. ومن ثم  سنواجه كل من أراد الشر بنا, بنفس القوة والشراسة التي يواجهنا بها, بل بأقوى وأشرس. 

 إن أول سبل المواجهة, هو رص الصفوف, وتمتين الجبهة الداخلية, وتجاوز كل الخلافات, مع احترام الاختلافات. لأن الخلافات الداخلية مهما كانت كبيرة, فإنها لا تساوي عشر معشار الخطر الخارجي.

ولكي تتأكد شاهد القنوات العربية, أو ابحث عن قناة واحدة منصفة, ولن تجد ـ إلا ما شذ وندر ـ فكلها تضمر وفصح بالعداء. بل تسبك وتلعنك وتخونك, وتمسخ شخصيتك, وتنزع عنك هويتك. فعلينا أن نعلم أن التهديد يحيط بالكل, ولا يشمل هذا دون ذاك, ولا ذاك دون ذلك.

فلا يتصورن علماني ـ شيعي ـ أن علمانيته تدرأ عنه الخطر, ولا متدين يتوهمن ذلك, ولا ممالئ, ولا مجامل, ولا من يظن نفسه وطنيا, ولا منشغل بالصراع على الكراسي والمناصب والسلطات, ولا غيره, ولا غيره. فالتهديد يشمل كل من حمل هوية التشيع أو نسب إليها, برغبته أو رغم أنفه.

 فأنت يا علاوي لا تحسبنك بمفازة عن هذا الخطر, بدعوى القومية التي ليس لها وزن عندهم,لأنك شيعي.

وأنت يا جابري لا تحسبنك قد نلت رضا هذا أو ذاك, من الذين أرادوا أن يضربوك بأخوتك, فإنك شيعي.

وأنت يا سيد مقتدى, لا تحسبن دعواتك الصادقة لخروج الأمريكان, بمنجيتك من كيد دعاة (المقاومة الزائفة), لأنك شيعي؟

وأنت سيد عبد العزيز, لا تحسبن التسامح بإلغاء قانون اجتثاث البعث, بنافع معهم, لأنك شيعي.

وأنت يا مالكي, لا تحسبن نيتك الصادقة في المصالحة والوحدة الوطنية, تدرء عنك كيدهم, لأنك شيعي. 

أما أنت يا حميد مجيد موسى, (فستأكلها مربع) إن لم تناصر إخوتك, لأنك شيعي وأيضا شيوعي.

 وأنتم يا أصحاب الحركات الصغيرة بحجمها والخطيرة بأثرها, وخصوصا في البصرة, فعوا ما يدور حولكم, وكونوا عونا لأخوتكم, ودعوا المغامرات, وحافظوا على بصرتنا وبصرتكم.

 أيها الأفاضل الأكارم, أيما كان رأيكم السياسي, لا تنشغلوا بصراعات جانبية, أو قتال بين أصحاب الهوية الواحدة . . فكلكم محكوم بانتمائه وهويته, فإما أن يدافع عنها وبالتالي يحفظ كرامته, أو ينزعها, ويعيش ذليلا منكسرا. ولست أحسب أن أحدا منكم أهلا لذلك.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com