ماذا يريدون من الخط الصدري؟!!

 

السيد فؤاد الاعرجي / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة

al_moaood@yahoo.com

أبناء الخط الصدري هم جماهير الحوزة الناطقة والجيل الذي تربى على منهج الشهيدين الصدرين (طيب الله ثراهما) وقد تعرض ابناء هذا الخط المظلوم لجميع انواع القمع والارهاب منذ عهد الطاغية الهدام والى يومنا هذا ولم يقتصر الحكام الظلمة على قتلهم وتشريدهم بل شاركتهم معظم الاطراف سواء كانت السياسية والتي تتخذ منهج (المعارضة) آنذاك او الاطراف الدينية, كون ان هذا الخط ينتمي الى المدرسة الفقهية والاصولية التي اسس دعائمها شهيدنا الصدر الاول واكمل بنيان هذه المدرسة شهيد الله الصدر الثاني,وسبب هذا الحيف الذي تعرض له هذا الخط المضطهد وهو خط المستضعفين والفقراء لان ابناء هذا المنهج متمسكون بالثوابت التي رسمها الشهيدين الصدرين والتي تمثل قمة الفكر الاسلامي والتشيع العلوي الاصيل وليس كتلك الجهات التي (تميل بها الريح) وبذلك اصبح هذا الخط المعادلة الصعبة التي لا يمكن حلها .

ولربما تصور الاعداء انهم بالقضاء على رموز هذا الخط سوف تنكسر شوكتهم ويتم بعد ذلك تسيّسهم او جعلهم يسيرون وفق الرؤى التي يراها غيرهم ,ولكنهم قد فوجئوا بصدمة وهي مدى تمسك هذه الجماهير بالمبادئ التي ضحى من اجلها العلماء والشهداء الناطقين ولا يخفى من ان هذه الجماهير ولدت من رحم المعاناة والكفاح ضد الظلم والظالمين وضد الباطل مهما تعددت اشكاله ,كما لا يخفى لدى العالم ما تعرض له ابناء الحوزة الناطقة المجاهدة من جور وظلم (اخوان المرحلة) قبل غيرهم وكما قال الشاعر :

وظلم ذوي القربى اشد مضاضة                        على المرء من وقع الحسام المهند 

اضافة الى الحروب النفسية والدعائية المغرضة والكاذبة وبعد ان ملئت السجون من ابناء الصدرين نتيجة (الوشايات) والمعلومات التي قدمت على طبق من ذهب لقوات الاحتلال,ظناً بالقضاء عليهم او ارضاخهم للامر الواقع والسير بهم مع المشروع الامريكي في الشرق الاوسط لكي لا يوجد (معارض) لهذا المشروع ولان دور المعارضة عند السياسيين الجدد قد انتهى وتحرر العراق وفق نظرتهم...ولكنهم فوجئوا بالصمود والصبر الذي يمتلكه هذا الخط الشريف والعناية الإلهية المحيطة بهم والتي جعلتهم يزدادوا قوة اكثر من ذي قبل ولان هذا الخط المجاهد القى ما عليه من تكليف شرعي بينه وبين الله (ليهلك من هلك عن بينه ويحيي من حيّ عن بينة) ومن خلال فترة الامتحان الصعب والغربال الشديد الذي به انجلت للناس معادنها وبانت سرائرها .

وبذلك اصبح الخط الصدري هو صاحب الورقة الرابحة في أي معترك سياسي او ديني وعلى المستوى الشعبي لما يمتلكه من قاعدة جماهيرية ضخمة من جنوب العراق الى شماله ومن شرقه حتى غربه .

وخصوصاً فترة الانتخابات التي بذل فيها السياسيون قصارى جهدهم لضم هذه الجماهير الى صالح قوائمهم الانتخابية و هذا واضح من خلال حملاتهم الاعلامية والدعائية .

وحيث ان الخط الصدري لم يقتصر على اتباع اهل البيت (ع) فقط بل كان يملك علاقات ودية مع مختلف التيارات والاطياف العراقية حتى العلمانية لانه تحرك ضمن ثوابت الوطن والمواطنة ,وهذا بدوره طبعاً لا يتفق مع مطامح السياسيين من داخل العراق وخارجه فحاولوا بمكائدهم الخبيثة الى دق الاسفين بين الخط الصدري وبين باقي الاطراف العراقية ليصبح في ركب دعاة الطائفية والتقسيم ,بل الادهى من ذلك فان اللذين جذروا الحس الطائفي ودقوا الاسفين اصبحوا هم دعاة الوحدة والوطنية من خلال تصريحاتهم ,ولم تأتي هذه التصريحات الا بعد ان ايقنوا اندراج هذا الخط ضمن مشروع الطائفية كما تخيل لهم (أوهامهم) .

واما اليوم فالكل يدعي الوصل بليلى واصبح الذين تنافروا منه ينجذبون اليه ولعل (الشحنات) اختلفت مما ادى الى انقلاب القاعدة الكهربائية - لاديسون - 

* بعد كل هذا نقول ماذا يريدون من الخط الصدري ؟!

خصوصاً بعد ان ترى جملة من الاحزاب تعيد العلاقة وبشتى الطرق والوسائل لنيل رضا ابناء الخط الصدري في الوقت الذي تكيد له الفتن والاضطرابات وتجعله في دوامة المشاكل كي ينصرفوا عن المطالب التي ضحوا من اجلها .

واما قوات الاحتلال فهي تعمل جاهدة للوصول الى الخط الصدري وعبر بعض السياسيين الممثليين لهذا الخط بدعوى (تقريب وجهات النظر) .

وبنفس الوقت هي مستمرة بالاعتقالات والمداهمات والقتل حتى ان الاسرى والسجناء اصبحوا في قفص (الارهاب) في نظر امريكا طبعاً ,والمجرمين القتلة للشعب العراقي من الارهابيين فعلاً اصبحوا سكين الاحتلال ولهم الدور الكبير في القتل والتهجير واشاعة الفوضى وانعدام الامن ,ولكي يبقون متحكمين بمقدرات البلاد وبالتالي تنفيذ مخططاتهم الرامية الى السيطرة على الشرق الاوسط بعد اقناع العالم بمشروع إحلال الديمقراطية في العراق .

وهكذا يكون الانطلاق مجدداً نحو فضاء اوسع ,وبتكتيك ستراتيجي مدروس .

اذاً علينا ان نستوعب المرحلة الخطيرة التي نعيشها بين اناس يريدون النيل منا ولكنهم لحد هذه اللحظة عاجزون ولربما يخططون لنا من جديد وهم يجاروننا ويسايروننا ويتربصون بنا الدوائر لحين ان تسنح لهم الفرصة في الانقضاض علينا , ورغم كل هذا نحن نقول لاي واحد منهم وبكل شجاعة وصدق :

(كد كيدك وأسع سعيك وناصب جهدك ,فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا)

والعاقبة للمتقين.....والحمد لله رب العالمين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com