|
فوضى شيعية في العراق فوزي حكاك / النرويج في الواقع العملي شيعة العراق هم الأضعف حلقة بين شيعة العالم, فهم رغم كثرتهم وغالبيتهم العظمى في بلدهم, ورغم كونهم من أكثر الشعوب التي تقرأ مختلف أنواع الكتب العربية والأجنبية , إلا إنهم ضعفاء, متفرقون ومختلفون في مواقفهم لأسباب كثيرة, وهذا ما جعل الإرهاب يتدفق عليهم من كل حدب وصوب. فشيعة العراق ليسو مثل شيعة لبنان يصمدون بقوة ضد اكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط إلا وهي إسرائيل ويهمزمونها بطريقة سيذكرها التاريخ لهم, أيضا شيعة العراق بعد انتهاء حرب عراق – إيران ليسوا بقادرين على بناء دولة كما فعل شيعة إيران ببناء دولتهم النووية التي لم يستطع العالم من إيقافها. كل شي متوفر لشيعة العراق ولا يستخدمون أي منها...فهم كغالبية أضاعوا حقوق الغالبية, لان الأحزاب الإسلامية الشيعية العراقية متخاذلة, وباعت حقوق الشيعة عندما رضيت بالمحاصصة الطائفية, فالعراق أول بلد في العالم فيه الأغلبية تتوسل بالأقليات, وتمنحهم أكثر مما تمنح الغالبية لنفسها. سبب كل ذلك هو إن أحزابنا وكل قيادتها ليست لها حتى شجاعة الأطفال لتطالب بحقوق الأغلبية. كانت النتيجة أن فقد شيعة العراق كل حقوقهم في ظل حكومة انتخبوها بأنفسهم. والمعروف لحد اليوم وبعد مرور فترة على سقوط الصنم, مازال هنالك الكثير من العوائل المهجرة الى إيران لم يستلموا منازلهم, ولا قبضوا تعويضات عن خسارتهم المادية, ناهيك عن كثير من عوائل المقابر الجماعية تعيش اليوم في خرائب وكأنهم حيوانات موبؤة يجب عزلها عن الناس. ومن سخريات الحكومة العراقية والمضحك أيضا, أن هنالك وزارة للمهجرين والمهاجرين. ولا استلم المفصولون السياسيون حقوقهم...كل شي لحد ألان فيما يخص حقوق شيعة العراق متروك في المزابل خارج المنطقة الخضراء.... في الحقيقة الشخصية السياسية الشيعية اليوم منافقة بلا حدود, متخاذلة بلا حدود مثل أطباء بلا حدود وحرامية بلا حدود, فالسياسي العراقي لا يتجرأ على اتخاذ أي قرار مهما كان يصب في صالح عوائل المقابر الجماعية ويصب في مصلحة الأغلبية. بل أصبح السياسي الشيعي بحد ذاته صوتا ضد شيعة العراق..وهذه هي مصيبة شيعة العراق. أعطيكم مثلا ربما شاهدتموه من جلسات البرلمان بنقل مباشر قبل فترة. مره في مجلس النواب كان عدنان الدليمي يتهجم على الشيعة كعادته المعروف بها,ويتهمهم بالصفويين وغيره من كلام الحقد الأموي. فتصدت له نائبة واعترضت على كلامه, فرد عليها عدنان الدليمي بكل احتقار, وقال بلهجة آمرة وكأنه يتحدث مع خادمة في منزله: - اسكتي.... النائبة رفضت السكوت واعترضت أكثر, فتصدى للنائبة نائب شيعي, وقال وكأنه يكلم امرأة تافهة في مجلس النواب: - اسكتي. فسكتت النائبة..... هنا أقول أنا: - إذا كان نائب شيعي يكلم نائبة شيعية بهذا الأسلوب المهين أمام الناس, وينتصر ويقف مع عدنان الدليمي , فما هي تقيمنا لشخصية النائب الذي يدعي التشيع؟ وإذا كانت النائبة تبلع الاهانة علنا, فماذا نقول لها؟ إن عاملت المرأة كعبده أو جارية......أنجبت للمجتمع عبيد وجواري وإن عاملتها باحترام كحرة أبيه.......أنجبت للوطن الأسود الضاري ويكفي بالزهراء وزينب وأم البنين صلوات الله عليهن وسلامه وما أنجبن من اسود ضواري شهدت لهم ساحات الوغى. فقد كنَّ أبيات النفس محترمات من أهلهن وأزواجهن. ويكفينا بزينب صلوات الله عليها لما وقفت بكل تحدي وشموخ وتصدت وأهانت يزيد بن معاوية أمام حشده ورجالاته في خطبتها الشهيرة. الزلم اللي تهين نسوانها بالعلن, مو زلم........والتبلع الاهانة خلي على وجهها تنلطم ومن الفوضى الشيعية في العراق هي محاولات الحكومة المستميتة لإلغاء اجتثاث البعث, حيث الحكومة ستطرحه على مجلس النواب للتصويت عليه. فإذا تم إلغاء قانون اجتثاث البعث يجب عندها علينا اجتثاث الحكومة, لان في داخلنا غضب مما لحق بنا, ولا نستقر إلا باجتثاث احدهم, إما البعث أو الحكومة, فإذا اصطفت الحكومة مع البعث, فإننا أخلاقيا ووفائنا لشهدائنا في المقابر الجماعية علينا اجتثاث السياسيين العراقيين. اليوم نقف نحن كشعب وغالبية يتم ذبحها أكثر من ألف وأربعمائة سنة إمام قادة فازت أحزابهم بالأغلبية, ولكن الأغلبية تضررت من ممارسات وأقوال هذه الأحزاب. فالأمريكان المفترض أن اسقطوا صدام لإثبات الديمقراطية والعدالة في العراق.... وأحزابنا أرادت العمل لصالح الأغلبية كما كانوا يقولون, ولكن لا الأمريكان ولا كل أحزبنا الشيعية عملت شيئا للأغلبية, بل حدث العكس, حيث تضررت الأغلبية الشيعية من كل الجهات من تصرفات الأمريكان ومن أحزابنا الشيعية..... قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام في تعريفه للأحمق: - الأحمق هو الذي يريد أن ينفعك فيضرك. والله يشهد إن الأمريكان وأحزابنا الشيعية أضرنا كل منهما. الكل لاحظ متى الفوضى الشيعية في العراق, وهي إحداث لم يعد بمقدور احد إحصائها... فيوم يخرج حزب الفضيلة من مجلس النواب ومرة الصدريون يتحالفون مع القاعدة والعبثيين ويعلنوها حرب في النجف في حضرة أمير المؤمنين.. ذاك يستقيل.... آخر يحتج.... مره نائب يقول شئ ويأتي أخر بعكس ما يقول الأول. ومره الصدريون يخرجون من حكومة دخلوها أول مره ويعرفوها متهرئة وكما يقول المثل: - الما يعرف تدابيره, حنطته تآكل شعيره. نحن لاتهمنا ما هي المصاعب التي تلاقيها الحكومة, ولا المشاكل, بل نريد نتائج من الحكومة , نتائج عمليه وليست كلمات, فقد امتلأت صفحات الإعلام بكل ألأنواع بأخبار يوميه سخيفة عن قتل واعتقال إرهابيين. الفوضى الشيعية ليست سياسية فحسب بل حتى أخلاقيه... حتى نفهم هذا الموضوع أقول: مر فقير في بستان في ضواحي الكوفة, فشاهد فلاحا مسنا يعمل بجد في البستان. الفقير سأل بعد السلام: - هل لك أن تدلني أين مضيف علي بن أبي طالب؟ الفلاح رد السلام وبتفصيل شرح للفقير أين مضيف علي بن أبي طالب, فقال الفقير: - أراك فقيرا معدما مثلي أيها الفلاح, فلماذا لا تأتي معي إلى مضيف علي بن أبي يطالب نأكل ونشبع؟ الفلاح تناول منديلا بداخله يبدو طعام يابس حيث وضعه في ساقية يجري فيها الماء ليبلله, والفلاح يقول: - معي طعامي, فاذهب واشبع نفسك وستجد هنالك الحسن بن علي سيقوم على خدمتك. بعد أن شبع الفقير من الطعام في مضيف علي بن أبي طالب عليه السلام نهض, قال للإمام الحسن بن علي عليه الصلاة والسلام: - يا أبا محمد, هل لي آخذ شيئا من الطعام لفلاح فقير جائع؟ استغرب الإمام الحسن, فكيف يوجد في الكوفة جائع وعلي بن أبي طالب هو أمير المؤمنين, فقال الإمام الحسن: - وأين هذا الرجل الجائع؟ بدأ الفقير يشرح الطريق إلى البستان, ووصف جيدا ملامح ذلك الفلاح الفقير الجائع, فتبسم الإمام الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام, وقال: - ذلك الفلاح هو علي بن أبي طالب. ولربط هذه القصة بالموضوع أقول في زمن حاكم العراق المستر بريمر دعاه احد رجال الدين الشيعة في الكاظمية على وليمة طعام,. وانأ أشاهد الفلم سال لعابي للوليمة لما فيها من ما لذ وطاب, خصوصا أبو فسيفس أو المسمى باسم علي شيش المشوي بطريقة لذيذة يحبها الأمريكان ....ولكني أقول: هل بيرمر جائع؟ هل بريمر مفلس؟ أم هل بريمر حقا احتاج إلى وليمة القياصرة؟ أم أن مصالح العراق استوجبت تلك الوليمة؟ وماذا سيكون شعور مواطنة جائعة مفلسة فقدت أعزائها ووجدتهم في مقابر جماعية وهي مريضة من شدة تضورها جوعا, وهي تشاهد عزيمة السيد يتمتع بها الأغنياء؟ أم أن هذا السيد لم يقرأ الآية الكريمة التي تقول: وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم في كل الأحوال, إذ لم يظهر عراقي ومع نخبة حازمه في إدارة الدولة, ويقومون بإعدام الإرهابيين علنا وفي الشوارع, وتحديا لكل الأنظمة العربية وحتى تحديا للأمريكان, فان شيعة العراق سيقبون مجرد خراف يتم ذبحهم يوميا بسيارات مفخخة. على شيعة العراق أن يرفعوا شعارهم الكبير الجديد قبل فوات الأوان, وهو:::: من لا يعطيني حقي وفق القانون..... آخذ حقي بقوة السلاح
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |