معاناة أخرى من البصرة!!

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

 تشعر العديد من دول العالم التي لاتطل على بحر أو نهر كبير بأنها محاصرة بالفعل وتكاد تشعر بالأختناق. وهي من أجل ذلك تبذل قصارى جهدها للتعويض عن ذلك بالسبل المتاحة. أما الدول ذات المنافذ البحرية فقد أزدهرت فيها مدن الموانيء أيما أزدهار (دبي ، هونغ كونغ، سنغافورة). ويكاد العراق ان يكون الدولة الوحيدة في العالم التي تعيش مدينة مينائها الوحيد (البصرة) حالة مزرية جدا تدمي قلوب أبناءها وتثير الأستغراب الشديد في نفوس من يمر بها مغادرا الى دبي أو بقية دول العالم القليلة الأخرى أو عائدا من تلك الدول الى أهله.

 ولنأخذ ميناء أم قصر مثالا على ذلك، فهذا الميناء الهام للغاية ظل مهملا ومنسيا طيلة السنوات الأربع الماضية، فالعائد أليه من دبي تثقله الهموم ويشعر بالأنزعاج الشديد حين يحط الرحال في أول موطيء قدم في الوطن العزيز: فهل يعقل مايجري من تدافع بالأيدي وصياح وتصرفات تكاد تكون خارجة عن السيطرة فضلا عن طلبات الرشوة (الأكرامية!!) من العاملين في المكان! هذا أضافة الى عدم توفر باصات نقل الركاب في بعض الأحيان والحر الشديد والظلمة غير المبررة أبدا. المكان مأساة حقيقية لايمكن قبول مايجري فيه تحت أية ذرائع أذا ماعلمنا أن الموانيء العراقية تحقق أرباحا جيدة سنويا بحسب تصريحات المسؤولين في وزارة النقل!! ونقول هنا: ألا يوجد مدير عام للموانيء العراقية أم أن مثل هذا المنصب قد ألغي في البصرة؟! ألا يوجد مدير لهذا المرفق الحيوي جدا؟! أين السيد محافظ البصرة من كل مايجري من تخبط وتردي خدمات لأحد أهم واجهات العراق الجديد مع العالم المتحضر؟ هل يدري السادة المسؤولون في العراق أن العديد من المواطنين العرب (ومنهم عمانيون) أقسموا بأن لايعيدوا الكرة لزيارة العراق رغم أن دافعهم لزيارة البلد هو المراقد المطهّرة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة!!

 مطلوب من الحكومة المركزية في بغداد أن تتدخل بشكل مباشر، فسهام النقد والتهم تصوّب أليها، وهي تتهم بالضعف الشديد وعدم المقدرة على مواجهة الحكومة المحلية في البصرة المستندة الى قوة الميليشيات المسلحة كما يدور على ألسنة الناس في الجنوب العراقي المظلوم دوما وأبدا! لابد من وقفة رجولية وبطولية والتصدي الحازم لما يجري في البصرة من تجاوزات خطيرة وصلت حد القباحة والتحدي السافر والتعدي على حقوق الناس دونما مبرر. أما الركون الى السكوت وترك الأمور تجري على عواهنها فامر لايمكن أن يطاق بعد اليوم!

 ترى: هل يرى أبناء الجنوب العراقي، ومعهم كل العراقيين الأصلاء ميناء أم قصر في البصرة وقد غدا صورة مشرقة مثلما هو حال ميناء دبي؟ وهل تعقد الحكومة العراقية العزم وتنفذ ماتهفو أليه نفوس العراقيين جميعا في دق اول حجر لميناء العراق الكبير في البصرة؟! لنرى العمل ماثلا أمامنا ولنزيح الكلام المجرد جانبا، فقد سأم العراقيون الكلام الحلو المباح زمن حكم البعث المندرس والسنوات الأربع العجاف الماضية .....

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com