|
المراة عنصرا فاعل في المجتمع نور الهدى الناصري / الناصرية المرأة صاحبة رسالة في الحياة، وهي عامل مهم في بناء صرح المجتمع وتستطيع بل استطاعت ان تقود المجتمع الى ما هو مرفأ له فبهذا النحو يجب أن تكون فعالة و مؤثرة في المجتمع ، تخالط وتعامل بخلق رفيع واسلوب حسن وان تستنير بهدي الحكمة والمعرفة . الا ان سنين الاجحاف التي مرت بها وعلى مر السنين منذ زمن الجاهلية وحتى وقتنا الحالي سبب لها في ان تكون بغير المظهر التي وجدت من اجله حيث يرى البعض ان الضعف في شخصيتها يعود الى الاهمال الكبير لعناصر القوة والوعي في تربية شخصيتها وبناء وجودها .فالمراة عنصرا مكملا في مجالات عدة بل وان هناك جوانب لا يمكن ان تكون الا بها فبهذا النحو المراة عنصر ابداع ايضا .فما نشهده حاليا في المراة هو التراجع والتمسك بالامور الهامشية والتي لا تجدي نفعا ولا اقصد من ذلك كل النسوة بل التراجع ملحوظ حاليا اذا لا بد من ان يكون هناك انقلابا شاملا في هذا الكيان وخصوصا على المستوى الفكري والمعرفي كون الفكر والمعرفة يرسم القواعد الأساسية للانطلاق وهو سلاح لا يقهر وهذا الفكر لا بد ان يكون له ضوابط ومعارف خاصة فلا يمكن التحرك وفق بعض الرؤى والأفكار غير المستقرة وغير منطقية مفادها ان تجعل الكل في الحضيض سواء في الجانب الفكري وما شاكلة او في الجانب المادي ولا ننسى ان الاسلام قد جعل للمرأة مقاما خاصا بها وأعطاها حقها ولم يعزلها عن في كافة المجالات سوى في الحدود الشرعية التي وضعها العزيز الجليل وان الدين الإسلامي قد اوجب عليها فرائض وهو طلب العلم فكما ورد في الحديث ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمه ) و ( اطلبوا العلم من المهد الى اللحد ) فلم ياتي استثناء للمراة وهذا دليل على ان تاخذ المراة هذا الجانب كي تواجه ممن يريدوا بها الضر وان تظهر ما تملك لرفد الامة بما يصلحها وما نعشيه الان فترة من الانفتاح وهيمنة الافكار وعولمتها لمن يريد فعلى المراة ان تزرع الثقة في نفسها وان تخرج من الدائرة التي ورثتها عن غير قصد وايضا وقد ورد في الحديث (من لم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم ) وهذا يؤكد ان هناك مسؤوليات كثيرة ولم يخصص في جانب دون اخر فهي لم توجد من اجل تربية الاطفال او تدبير المنزل بل هو جانب من مسؤوليتها وليس مسؤوليتها الاولى والاخيرة ان المسؤولية اتجاه مجتمعها وامتها وتجاه الانسانية جمعاء تجعل لها حافزا كبير في التقدم وهناك تصور يظهر ان المراة هنا تختلف عن المراة في اوربا وان هذا غير صحيح فالمراة في اوربا والتي تمارس دورها كمسؤولة في ادارة الحكم وبين المراة هنا سوى انها قد وجدت البيئة المناسبة لها ولا اقصد من كلامي هو الخروج عن العرف وضرب التقاليد عرض الجدار بل لا بد من جعل هناك حدود لهذه التقاليد فكون التقاليد حكمت على وئد البنت في زمن الجاهلية وهناك من ترى ان أنوثتها شيئا معيب في حياتها او نقطة ضعف وهذا غير صحيح بل هو شي طبيعي كونه داخل في التكوين الانساني وعليه ان لا تتعقد من هذا التكوين... ولنا اسوة بسيدة النساء الزهراء (ع) وكذا عقيلة الطالبين زينب (ع) ومثيلاتها من النسوة العظيمات فان مواقفها تؤكد الوعي الكامل والمنفتح على القضايا الكبرى التي ملأت حياتهن على مستوى حركة القوة في الوعي والمسؤولية والمواجهة للتحديات المحيطة بهن وان قصة ملكة سبأ عندما وصل اليها تهديد سليمان (ع) فرات ان تجمع قومها وتستشيرهم لكي تاخذ الموقف وهذا يدلل على امتلاك عقل راجح مما يجعلها لا تعطي راي تمتلكه هي وحدها.. ومخض الكلام ان مسؤولية المراة كبيرة وفكرها اوسع مما هو متصور لدى البعض وحتى المرأة نفسها فلو استنفرت الطاقة التي تمتلكها لاعطت لنتائج الباهرة . اذا نحن احوج الى مثل تلك الطاقات التي يمكن لها من ان تلم جراح العراق التي تستنزف يوميا وهذا يكون اما في ادارة الدوائر او المعامل او المتاجر او المدارس وحتى في البيوت بل هي قادرة على اعداد شعبا فكما قال احد العلماء ( ان المراة اذا تسلحت بالعلم وعرفت واجباتها وما عليها من المسؤوليات فان المجتمع يبلغ اسمى مراحل التطور والارتقاء) وايضا قال الشاعر : الام مدرسة اذا اعددتها * * * اعددت شعبا طيب الاعراق
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |