صبري طرابية فارس خالد في ذاكرة التركمان

أوميد كوبرولو

www.turkmendiyari.blogcu.com

بتاريخ 25 أبريل / نيسان 2006 أنطفئت شمعة مضيئة في درب النضال التركماني من أجل حريته وحقوقه المغتصبة من قبل كافة الأنظمة العراقية الدكتاتورية والشوفينية المتعاقبة السابقة ومنذ قيام الدولة العراقية عام 1920. في ذلك اليوم المشئوم فقد الشعب التركماني نجما متألقا من نجوم الأعلام العربي الذي أوقف قلمه للكتابة عن التركمان ومعاناتهم في العراق. ولكن أسمه لم يسقط من ذاكرة الملايين الذين يناضلون من أجل الانتقال من الظلام إلى النور. فكان الأخ والصديق والحبيب والعزيز المخلص والوفي المناضل الحقيقي، المحامي والكاتب والإعلامي صبري طرابية دائما خالدا كفارس شجاع وشهم وجسور في ذاكرة أكثر من ثلاثة ملايين تركماني وقلوبهم. نشهد إلى يوم الدين بأنه كان إنسانا بمعنى الكلمة ترك الكتابة عن بلده مصر الحبيبة ومعاناة شعبه هناك وتفرغ كليا ليكون محامي شعب لن ينساه أبدا ويتذكره جيل بعد جيل. نشهد بأنه ناضل من أجل القضية التركمانية العادلة بكل بسالة وبدون أن يهاب الأعداء الشوفينيين الأشرار الذين هددوه بالاغتيال عدة مرات وبعثوا إليه رسائل التهديد وتهجموا عليه في مواقعهم اللا أخلاقية المسمومة بمقيلاتهم المليئة بالكلمات الغير لائقة والشتائم لدفاعه عن الحقيقة وفضحه لجرائم وانتهاكات ودسائس الخونة والمجرمين والعملاء والجواسيس.

تعرفت بالمرحوم صبري طرابية والزميلة الكاتبة زينب علي من السعودية والتي كانت هي الأخرى مهتمة بالدفاع عن القضية التركمانية، عن طريق أحد الزملاء المحررين لأحدى الصحف التركمانية الإلكترونية واتفقنا ومع زملاء آخرون في داخل الوطن وخارجه من أمثال الدكتور نفعي دميرجي، سعدون كوبرولو، شكران قياجي وصابر دميرجي على إصدار مجلة  تركمانية شهرية باللغتين العربية والتركية باسم ( توركمن شاني ) وتوفقنا في نشر ستة أعداد منها وبعدها توقفنا عن الإصدار نتيجة بعض الأسباب على أن نكمل المسيرة عند إزالة تلك الأسباب. وكان المرحوم أحد الأعضاء الفعالين في هيئة إصدار المجلة ومقلاته واعدة ومفيدة  ومثيرة وكان قلمه قويا وصلدا  كشوكة حادة دائما في عيون الحاقدين والطامعين في أراض التركمان والشعوب العراقية المستضعفة الأخرى كالكلدان والآشوريين والأرمن واليزدية والشبك الذين أيضا أصابهم التهميش والتجاهل وتعرضوا حالهم حال التركمان إلى الظلم والاضطهاد من قبل الحكومات العراقية السابقة وبعض الجهات الكردية الشوفينية التي سيطرت على مناطقهم بقوة سلاح ميليشياتها الحاقدة وتحاول ضمها إلى الإقليم الكردي لطبيعة تلك المناطق الجغرافية والاستراتيجية المهمة. ومن أهم كتاباته التي نشرت على صفحات المجلة كانت دراسة بثلاثة حلقات عن مجزرة كركوك الدموية الرهيبة التي نفذها الشوفينيون والشيوعيون الكرد من جماعة الملا مصطفى البارزاني ضد أبناء التركمان في 14 تموز 1959. وله أيضا دراسة بعنوان ( دور الملا مصطفى البارزاني في مجزرة كركوك ) بثمان وعشرين حلقة نشرت في موقع كتابات للزميل أياد الزاملي.

 لم يحلفني حض اللقاء بالمرحوم طرابية الذي كنت معه في اتصال دائم يوميا عبر الرسائل الإلكترونية والهاتف. وقبل وفاته بأشهر زار وعائلته الكريمة تركيا بناء على دعوة الجبهة التركمانية له والتقى بشقيقي الكبير سعدون كوبرولو وزار ورفيقة دربه السيدة الفاضلة سحر نافع والدتي في اسطنبول وألتقط صور معها وأشقائي هناك وبعثها لي وكتب عن اعتزازه وحبه بشقيقي سعدون ووالدتي التي كان يعتبرها مثل والدته. وبعد تلك الزيارة أجري له في القاهرة عملية جراحية لأصابته بمرض عضال ونتيجة التشخيص الخاطئ تدهور صحته وتكفلت الجبهة التركمانية علاجه في أنقرة التي رقد في أحد مستشفياتها قرابة شهرين وبعد أكمال المرحلة الأولى من العلاج عاد إلى قاهرة ليزور أهله وتحسن حالته الصحية ولكنه وبعد يومين من وصوله إلى أهله انتقل إلى رحمة الله.

  أحببنا وأعتزنا به لأننا عرفناه من خلال كتاباته الخالدة تركمانيا عراقيا أصيلا أكثر من كونه بعربي ومن دولة عربية غير دولتنا العراق. عاش حيا في قلوب التركمان جميعا كإنسانا شجاعا وجسورا ووفيا ومخلصا وكسب حبهم وودهم من خلال وقوفه إلى جانبهم في وجه الطغاة والظالمين الأشرار من قطاع الطرق والسلابة الذين تحولوا إلى سياسيين، ومطالبة الحق التركماني المغتصب ومات ليحيا خالدا كفارس عظيم ومغوار ومناضل حقيقي في ذاكرة التركمان يستحق الفخر به دائما. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والخيرين والطيبين وألهم زوجته الكريمة وأطفاله الأعزاء الصبر والسلوان.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com