الأطماع الإيرانية في بلادنا العربية

العلامة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ

الأمين العام للمجلس الإسلاميّ العربيّ

alsayedalhusseini@hotmail.com

والحمد لله ربِّ العالمين ,وصلى الله على أنبيائه ورسله أجمعين وعلى خاتمهم محمّد بن عبد الله  العربيّ{صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم}, وبعد:فإن من الأمور التي ينبغي الوقوف عندها ودراستها بتأنٍّ وعناية,والتنبيّه لما يحاك حول أمتنا العربية,والرياح التي تهبُّ علينا طمعاً تارة وحسداً تارة, أطماع بلدٍ من أقرب البلدان إلينا جغرافيّاً ,وأخطرها علينا وعلى أمتنا واستقرارنا وعيشنا الذي نريده هادئاً بعيداً عن الحروب, في بلاد مسالمة محافظة على كرامتها وعزتها,لا تعتدي على احدٍ ولا تقبل أن يعتدي عليها أحد.

هذا البلد الذي حمل أبناؤه وزعماؤه في قلوبهم اطماعاً كبيرة في نهش جوانب من هذا الوطن العربيّ منذ زمن بعيد,وكأنهم استكثروا علينا هذه الأرض المباركة,وقتلتهم الغيرة والحقد والحسد من هذه الخيرات التي ينعم بها الوطن العربيّ الكبير,وكأنهم كانوا يريدون أن تكون مكة والبيت الحرام في إيران والمدينة المنورة مدينة فارسية,فاستعاضوا عن هذه الرغبات الدفينة التي علموا أنها أسُّ العروبة فدرسوا الأمر من كلّ جهاته ووصلت بهم الدراسة إلى أن الله يحمي حماه,وحمى رسوله فالمدينة النبوية وأم القرى أصعب من أن يصل إليها طمع الطامعين,وأمنع من أن يفكر بهما عدوّ مهما بلغ من القوّة.

عندئذ حشوا قلوب شعبهم بالتعصب المذهبيّ الفتاك,ومهّدوا الأرض لمطامعهم جارين شعبهم وأبناءهم إلى قتال تارة ودسائس طوراً ومؤامرات لمطامعهم في كثير من الحالات,لالشيء إلا لاقتطاع أجزاء من بلاد العرب تخلصهم من تلك الغصة التي مازالت في حلوقهم منذ انتصر سعد بن أبي وقاص في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب {رضي الله عنه}على عاصمة الفرس المدائن بعد أن كبّد الفرس أكبر الخسائر وأنزل كبرياءهم وجبروتهم إلى الحضيض في معركة القادسية وبعد مقتل مليكهم  وسبي بناته.

منذ ذلك التاريخ والحقد الدفين يخفى أحياناً ويظهر جلياً تارة,وينتظر الفرس فترات متربصين بالعروبة والعرب,يهدفون إلى الهجوم على أية بقعة من بقاعهم ليعتبروها نصراً يعيد إليهم بعض ماضيهم الذي كان لهم في بلاد العرب قبل الرسالة المحمّدية..

ولم يستطيعوا استيعاب الواقع الذي غير المفاهيم..واقع رسالة الله الذي أنزلها على نبيه وحبيبه فحطم الأصنام وجبروت الطغاة..لكن أنّى لمن امتلأ قبله بالداء أن يصل إلى الشفاء؟.. لم تنقطع أطماعهم بالعودة إلى البلاد التي كانوا ينهبون خيراتها ويهينون أهلها ويقتلون ملوكها ولعقولهم الموتورة كانوا ينتظرون هبوب الرياح لصالحهم لينقضوا على عروبتنا وبلادنا,ويقتلعون من الجذور,وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض أطماعهم وتمسكهم طامحين إلى الأكثر:

1- خوزستان الأهواز:هذه المنطقة العربية التي كان يحكمها شيخ من شيوخ العرب الأحرار ورث حكمها أباً عن جدّ,وحين رأى المتربصون أن الرياح إلى جانبهم هاجموا الشيخ واختطفوه وسجنوه وكان ذلك سبباً لأحتلال هذه المنطقة المليئة بالخيرات والكثيرة العطاء,وطالب العرب بها ولكن المستبدين لا يسمعون,وما تزال هذه المنطقة أسيرة الغي والظلم والطمع الفارسي المتزايد.

2- الجزر الثلاثة في الخليج العربيّ وهي طنب الكبرى,وطنب الصغرى,وأبوموسى التي تتبع لدولة الإمارات العربيةالمتحدة,والتي تطالب بها منذ زمن بعيد ولديها الأدلة القاطعة أنها لها ومن أراضيها ,ولكن الذين يدّعون الأخوة بالدين والقربى لايسمعون.

3- محاولة الدولة الإيرانية السيطرة على البحرين والكويت ,واقتطاع أجزاء من المملكة العربية السعودية.

4- أيها الإخوة العرب,وأيها السادة المتربعون على عروشهم,وأنتم لها أهل..يامن تحمون حمى الإسلام ,وتدافعون عن العرين,وتأتمرون بأمر الله .نرجوكم التنبيه والحذر , فأطماع إيران كبيرة في أوطاننا وبلادنا العربية,وتتربص الفرص لنهش أي جزء من أجزائها في محاولات خبيثة ومراوغة..وأساليب لايرسمها إلى المليئون بالحقد فمثلاً من أدواتهم التجارة ,والتزويج لعلهم بذلك يتمكنون إلى العودة إلى البلاد العربية التي يفيدها أبناؤها بأرواحهم,ودون احتلال أي جزء منها مهما كان صغيراً ولو كان قيد شبرٍ مربع واحدٍ نارٌ وقودها أجسام الطامعين ورؤوسهم وقلوبهم.كونوا على حذر أيها الملوك العرب الأكارم الذين عليكم نعتمد فأنتم العون لشعوبكم ,اتكلوا على الله ,ولاتفرطوا ,ولايغرنكم هذا التقارب المبني على الغش والحيلة والخداع والتقية. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com