|
أراويك ألموت حته ترضه بالصخونة!! ستار الشاطي / العراق - بغداد يبدو ان التصريحات الاخيره التي جاءت على لسان وزير الدفاع الاميركي غيتس عند زيارته الاخيره للعراق ولقاءه مع الحكومة بعد جولات مكوكيه في البلدان العربيه التي يدعوها بالمعتدله والتي تتعلق بأعطاء دور اكبر للسنة في العراق لم تأت أعتباطا ولم تكن بالجديده في زخم الحملات الداعمة لهذا التوجه والتي كان عرابها السفير الاميركي السابق في العراق خليل زاده والذي ابى الا ان يترجم توجهاته بترك بصماته الاخيره في أصداره لما يسمى قانون المساءله والعداله ويجبر الساسة العراقيين على تبني هذا القانون دون مروره على مجلس النواب وعلى عجالة مستغلا بذلك قرب انعقاد مؤتمر القمه العربيه الاخير في السعوديه وتقديمه على اساس كونه مبادره من الحكومه العراقيه لكسب ود العرب المنزعجين من الهيمنه الشيعيه / الكرديه على مقاليد الحكم في العراق وتهميش دور السنة فيه . لقد اتسم التصريح الاخير لوزير الدفاع الاميركي غيتس بلغة التهديد خاصة وانه اقترن بتصريح من احد القادة العسكريين الاميركان والذي يؤكد فيه الى ان العمليات الارهابيه في العراق سوف تتزايد وان الوضع الامني سيتفاقم كون الحل العسكري لايكفي لاستتباب الامن مالم يكن مقرونا بحل سياسي . وبالطبع فأن الحل السياسي حسب رأي ساسة اميركا لايمكن ان يمر الا عبر الاسراع بتبني قانون المساءله والعداله وقانون النفط والغاز والا فأن اميركا سوف لن تبقي على دعمها للعمليه السياسيه في العراق على الدوام وان صبرها بدأ ينفذ خاصة وان حكومتها بدأت تعيش صراعا داخليا مريرا بفقدانها دعم الاغلبيه بعد هيمنة الديمقراطيين على الكونغرس الاميركي بالاضافة الى الضغوط الشعبيه التي ضاقت ذرعا من الحروب التي ابعدت ابنائهم عنهم . وكما يبدو ان الجهود العربيه التي اشهرت سلاح الطائفيه في محاولة دفاعهم عما يصورونه على اساس ظلم وتهميش للسنه في العراق قد افلح في اقناع الاميركان بضرورة ارغام ساسة العراق على تبني سياسة تعطي للسنة دورا اكبر يفوق حجمهم الطبيعي بعيدا عن النتائج المترتبه على الانتخابات والتي يدعون انها قد عزلت السنة في العراق عن العملية السياسيه وبالتالي فعلى الاخرين اعطاء صلاحيات اوسع لهم واسناد مواقع مهمة لهم في الجيش وقوى الامن وهذا بالطبع لايمكن له ان يكون الا بألغاء قانون اجتثاث البعث للسماح بعودة قادتهم العسكريين الى مواقعهم السابقه ليعيدوا للعراقيين كوابيسهم المرعبه عن الانقلابات والبيان رقم واحد .ولعل القوى السياسيه السنيه المشاركه في الحكومة الان كانت هي الاخرى ومازالت تسعى للوصول الى هذه الغاية او الهدف الذي جاءوا من اجله وهذا مايفسر ضجيجهم المثار لاقالة وزير الدفاع العراقي الذي اختاروه بمحض ارادتهم كونه لم ينفذ مطالبهم وتصرف بمهنية عسكريه عالية بعيدا عن نياتهم ومقاصدهم السيئه للاستيلاء على المؤسسة العسكرية العراقيه والتي من دونها لايمكن ان يهنأ لهم بال . ولعل التهديدات الاميركية سوف لن تجدي نفعا كما لم تجد ماقام به كل حلفائها من العرب في محاولاتهم الداعمة للارهاب في العراق سعيا منهم الى تغيير الخارطة السياسيه العراقيه الجديده واحداث الثغرات فيها عن طريق اجبارهم على تقبل واقع معين بالقوة وفق مبدأ ( أراويك الموت حته ترضه بالصخونة ) وهو مما يزيد ابناء العراق اصرارا بل وحتى عنادا في سعيهم لامتلاك ارادتهم بأنفسهم وعدم الرضوخ للاملاءات الخارجيه التي تسعى للتحكم بمقدراتهم لا انتشالهم من حالة البؤس والدمار التي يعيشون فيها يوميا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |