|
الذنوب السياسية أكبر ذنوب
السيد سالم الموسوي / مركز الدراسات والبحوث لمؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة إن الذنوب التي ترتكبها الشعوب فتنزل عليها نقمة الله وتمنع عنها بركات السماء هي الذنوب السياسية بمعنى الذنوب التي تخص المواقف العامة في المجتمع ..ولأن الحق والباطل يتحركان بمستوى الواقع العام والمواقف الاجتماعية فإن أخذ الموقف مع الحق أو مع الباطل سيكون موقفاَ سياسياً بشكلٍ حتمي وإن كبائر الذنوب تنتج من خلال مواقف الأمة مع حركة الباطل وضد تيار الحق ، وإن مسؤولية الأمة في تجنب الذنوب مسؤولية فردية تقع على عاتق كل فرد في الأمة وإن كانت بشكلٍ مضاعف على عاتق رجال الدين فيها ، لكن إن وقع بعض رجال الدين في التقصير ولم يدفعوا الذنوب عن الأمة فهذا لا يبريء ذمة الأمة وسوف يحاسبها الله على كلا الذنبين ، الذنب السياسي المرتكب وذنب البقاء خلف رجال الدين الذين لم يجابهوا الذنب السياسي أو الذين استدرجوا في الذنوب السياسية ،وسف يحاسب الله الأمة لماذا لم تنتفض ضد رجال الدين الذين لم يحموها من الوقوع في الذنوب السياسية ولماذا لم تلتف حول رجال الدين المجابهين للذنوب السياسية أو الرجال الإيمان من خارج الحوزة الدينية الذين يرفضون الوقوع في الذنوب العامة وينصحون الأمة بأمانة اتجاه الأعمال الصالحة التي ترضي الله سبحانه . وطبعاً فإن الله سيحاسب رجال الدين المسيحيين ورجال الدين المسلمين من أي مذهب كانوا الذين قصروا في مقاومة الذنوب العامة الثقافية والسياسية والاجتماعية وأخص منها الذنوب السياسية لأنها بوابة كل بلاء وجسراً لكل الذنوب الأخرى . ونقول أحذروا من الوقوع في ذنب تشويه النهضة الإصلاحية والصحوة الدينية المباركة ، واحذروا من ذنب استغلال العمائم الدينية من أجل المصالح والمناصب الدنيوية واحذروا من ذنب عقد الصلح والمهادنة بين التيار الديني المدافع عن قيم السماء وبين الاستكبار والطغيان العالمي ، واحذروا من ذنب إضفاء صفة التطرف والقسوة والهمجية على التيار الديني المجاهد المؤمن . واحذروا من ذنب التخلي عن الثوار وإغراء المستبدين والطغاة للإنفراد بهم وقمعهم واضطهادهم واحذروا من ذنب استخدام الصفات الشرعية لأجل التنابز بالالقاب والتنافس على الشعبية . واحذروا من ذنب أدخال الخداع والمراوغة والكذب في العمل الديني بحجة السياسة . واحذروا من ذنب أضعاف همة الأمة على التحدي والصمود والترويج للتقية الانهزامية . واحذروا من ذنب إتهام الاولياء الناطقين المصلحين بما لا يليق بهم وبكرامتهم عند الله سبحانه . واحذروا من الترويج للطائفية واستخدامها كسلاح ضد الدين وضد الغايات الالهية . واحذروا من توظيف الدين من اجل المصالح الحزبية والدعايات الانتخابية . واحذروا من ذنب تأويل الدين تأويلا مادياً نفعياً مصلحياً دنيوياً ساكتا ومنعزلاً إن الذنوب الاجتماعية والثقافية والروحية العامة كلها تنشأ من ذنوب المواقف السياسية الخانعة أو الخاطئة أو المداهنة المشوشة ، فعلى الامة أن تحذر من الوقوع في هذه الذنوب لأن حساب الله عسير وعليها أن تهرب لاهثة من كل من يقودها الى هذه الذنوب وتلجأ الى الناطقين المصلحين وان كلفهم ذلك التضحيات ، فالتضحيات قرابين الغفران وخير دعاء يقبله الله سبحانه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |