|
سقوط فضائية الفيحاء في الفخ فوزي حكاك / النرويج عندما يكون العراق رابع دولة في العالم من حيث الفساد والنهب الحكومي لأموال الدولة, وحيث نسمع عن الوزير الفلاني الذي هرب الى أمريكا بعد اتهامه بالاختلاس, وبعد ما نسمعه عن فلان وزير أو شخص حكومي سياسي آو إداري باختلاس كذا مبلغ.... هنا اقول::: هل لحكومة أحزاب ومحاصصات طائفية وعرقية تقوم بسرقة منظمة مستمرة لأموال الدولة منذ أربع سنوات, وتحت شعار((( نحن حكومة شرعية منتخبه))) أن تسكت هذه الحكومة عن قناة الفيحاء التي تتحدث عن اختفاء مليارات الدولارات من أموال الدولة؟ الجواب هو::::::: طبعا لا ولن تسكت الحكومة العراقية أبدا عن قناة الفيحاء. لان الوقت الحالي وقت فضائيات, فأي حدث يكون سيسمع خبره الملايين من البشر خلال وقت قصير, وليس كالسابق يمكن خنق الحقائق بسبب عدم تطور الإعلام العالمي, وتنتهي الفضائح قبل ظهورها.؟ فقناة الفيحاء عندما تحدث عن اختفاء مليارات الدولارات من أموال الدولة العراقية, كانت تضرب مثلا عن كيفية استثمار مليارين أو أكثر بقليل في بناء أشياء رائعة في الخليج, وهذه المقارنة بين النهب في العراق والأعمار في الخليج أصاب لوبي الاختلاس في الحكومة العراقية بضربات لن يسكت المختلسون أبدا عنها, ولن يسكتوا عن قناة الفيحاء. ولكن كيف استطاع المختلسون في الحكومة العراقية من الإضرار بالفيحاء التي دائما تنشر غسيلهم القذر بأسلوب محترم؟ طبعا كان لا بد من عدم استعما ل اسلوب الاغتيالات والتصفيات الجسدية, لان هذه أعمال أيضا ستنتشر إعلاميا, وتكون هذه فضيحة للوبي النهب الحكومي العراقي. إذن..... الطريقة المخابراتية الذكية والهادئة لإسقاط الفيحاء هو خنقها ماليا أولا وهذا ممكن طبعا , وثانيا إرعابها عمليا وهذا قد ينفع. تلك كانت ولاتزال طريقة لوبي النهب والاختلاس في الحكومة العراقية. خنق فضائية الفيحاء ماليا هو لان الفيحاء ليس لها ممول مالي مثل شيوخ الخليج, وتمويلها محدد بحيث لا تستطع نقل مكاتبها يوميا بين الأقطار بتلك السهولة. الحقيقة ان بداية الخطة ضد الفيحاء كانت هو أن لوبي النهب والاختلاس في الحكومة العراقية اتفق مع دولة الإمارات على طرد الفيحاء....والنتيجة تم طردها وانتهى الأمر.. المرحلة الثانية كانت هي توصيل رأي خاص للفيحاء بان أفضل مكان لها هو في العراق, وبالذات كردستان العراق, حيث تعتبر منطقة آمنه, وقالوا ربما لهم بان الرئيس العراق هو كردي...يعني ضمان وأمان حرية الفيحاء في السليمانية معقل مام جلال, وان مدينة إعلامية سيتم بنائها في المستقبل وما إلى ذلك من المقبلات والمشهيات. وهنا سقطت الفيحاء في الفخ حيث انتقلت فعلا الى السليمانية. والخطوة الثانية لتصفية الفيحاء كانت عندما تم إرسال قوة من الشرطة الكردية واقتحمت مكتب الفيحاء دون سبب يذكر... الشئ الذي يؤكد ان الاعتداء مدبر ومخطط له سابقا, هو وجود عدد من الغوغاء شاركوا بالاعتداء ليس بالصدقة, ولكن كانت لديهم تعليمات بالاعتداء على أشخاص الفيحاء, ومحاولة إزالة الكتابات العربية من على جدار البناية....ذلك لان الأكراد شعب مطيع لقيادته, لا يتصرف إفراده بصورة غوغائية ابدا إلا إذا كانت لديهم أوامر من قيادتهم للقيام بذلك الاعتداء, فالقيادة الكرديه اذا قالت لهم نفذوا كذا أطاعوها, وإذا نهتهم عن كذا انتهوا , وهذا احد اسرار قوة أكراد العراق. يعني ما حدث من اعتداء على قناة الفيحاء كان بعلم القيادات الكردية ومن خلفها لوبي النهب والسرقات في الحكومة العراقية. اذن كانت هنالك رسالة عملية وواضحة للفيحاء بان وجودها غير مرغوب به في العراق ككل, لان بالأساس أطروحاتها مخالفة للوبي النهب, وإذا بقت في كردستان العراق فالعقاب سيزداد حده. والذي يعزز هذه الحقيقة انه ولا شخصية كرديه إعلامية ولا سياسية ولا أمنيه لها وزنها في الساحة الكردية, الا من بعض الشرفاء الأكراد الأحرار تصدوا للموضوع...البقية تركت الموضوع يموت ببطء. بالحقيقة تمت محاولة خنق الحقيقة بتجاهلها اعلاميا. وهذا امر يعرفه مدير الفيحاء ولا يفكر بتوسيع رقعة المشكلة. يبقى السؤال لماذا بعد طرد الفيحاء من الإمارات وجهها لوبي النهب العراقي إلى كردستان العراق؟ أراد لوبي النهب والاختلاس الحكومي العراقي بذلك إظهار وطنيتهم, فقبلوا كوطنيين ضيافتها في كردستان, حتى في العراق يمكن التعامل مع الفيحاء بقوة وإرعابها من خلال عدوان مدبر من مجموعة أكراد على الفيحاء, وإذا هربت الفيحاء من السليمانية, فستقول وسائل إعلام لوبي النهب والاختلاس بان الفيحاء هي التي أغلقت مكاتبها وأوقفت بثها بسبب عنصريين أكراد جهلة قاموا بذلك العدوان من جهلهم, ودون أوامر من القيادة الكردية, فهذا ما ستقوله وسائل الإعلام العراقية, وهكذا سينتقم لوبي النهب في الحكومة العراقية من الفيحاء, وبذلك يكونون قد قطعوا لسان حق إعلامي وحيد في العراق. اذن أين تذهب الفيحاء؟ الفيحاء ألان يلاشك تبحث عن بديل, وربما لا تجد لها أي بديل تستقر فيه بحرية. في الحقيقة لا يوجد لها مكان في العراق, لان كل المحافظات تحكمها الأحزاب العراقية, وكل الأحزاب العراقية أعضاء في لوبي النهب والاختلاس, وهذا يعني غلق أبواب العمل أمام الفيحاء في وطن الفيحاء العراق.. اذن لابد للفيحاء من الهجرة إلى خارج العراق, وبالتأكيد لن يكون الوطن الجديد عربي وهابي, ولا منطقة كردية متعصبة, بل يجب ن يكون الوطن الجديد للفيحاء في دول أوربية مثل السويد او النرويج, حيث الحرية واسعة وحدودها مطاطية. فهل ستهاجر الفيحاء وهي ذات تمويل مالي محدود؟ هذا مستحيل.....اذن تم فعلا خنق فضائية الفيحاء, وهي ألان في مرحلة تحتضر فيها وستتوقف أنفاسها. الفيحاء سيتم إغلاقها نهائيا بسبب الإفلاس, ليستمر اللوبي الحكومي العراقي في نهب الدولة والناس دون قلقه من فضحه إعلاميا... ما هو الحل لإبقاء الفيحاء بصوتها الشريف لتستمر في عملها؟ أقول هل يمكن دعم الفيحاء بمبلغ مائة مليون دولار مثلا لتقف على رجليها بكرامتها؟ طبعا يمكن..... لان لو كل عراقي يدفع مائة دولار كتبر ع للفيحاء, وإذا كان مليون عراقي في الخارج يعني إن الفيحاء ستحصل عل مائة مليون دولار, وهذا يجعلها تقف على رجليها بقوة في دول حرة لا اضطهاد إعلامي فيها ولا يمارسون فيها تكميم الأفواه بكمامات خفية. ولكن ياترى هل مَن في الخارج مستعد لدعم الفيحاء؟ أم إنهم يفضلون دفع مائة دولار لسيكاير يحرقونها شهريا, فيما التبرع للفيحاء بمائة دولار هي لمرة واحده, وهي ضربة لكل قياصرة الإعلام المزيف للحقائق. الأمر متروك إجابته على موافقة الفيحاء لفتح باب التبرعات بمائة دولار لها, ومتوقف أيضا على حقيقة استعداد العراقي في الخارج على التبرع. وعلينا التذكر بان لوبي النهيب الحكومي العراقي مكون من الأحزاب العراقية, وليس من ناس خارج السلطة, عندها فلا نتوقع من الحزبين العراقيين في الخارج دعم الفيحاء. فهل العراقيون المستقلون في الخارج مستعدون لدعم الفيحاء بمائة دولار فقط, أم ستنغلق الفيحاء وبعدها سننغلق أفواه العراقيين الشرفاء؟ بعبارة أوضح: هل العراقيون في الخارج سيقفون ضد لوبي النهب والسرقات الحكومي في العراق بدعم الفيحاء ماليا؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |