|
هل استفاد شيعة العراق من دروس الماضي؟؟ كريم البيضاني من يتابع الاحداث المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط يصاب بحيرة ودهشة واحباط كبير...بعد كل المأسي التي مرت بالعراق وهذا الخطر الداهم من تقسيمه واغراقه في حروب مستديمة تخدم مصالح اقليمية ودولية...تخرج علينا قناة العربية السعودية ..ببرنامج خاص عن حزب البعث المجرم...تخرج علينا وجوه كانت تتحكم بمصير شعبنا وتنهب ما تشاء وتورط شعبنا بحروب اغرقت ارض العراق بالدماء والجثث...عبد المجيد الرافعي...السني البعثي اللبناني .وبنت المقبور ميشيل السوري ..رزان عفلق.. وبعض الحثالات البعثية التي عاشت على امتصاص دم الفقراء من شعب العراق... تتكلم رزان عفلق عن الاخلاق والانسانية والحضارة...وهي التي عاشت كالاميرة المتوجه في قصور لندن وباريس وبغداد من جيوب ابناء العراق... عندما يرى المشاهد الهيئة التي خرجت فيها تلك الافعى الصفراء ..نشعر بالقيئ من افعال بعثها الذي تركت نظرياته العنصرية الفاشية بصماته على كل بقعة من ارض العراق... لو يتسائل الانسان لماذا تم اخراج هذا الفلم البعثي الان ومن خلال قناة العربية...يتأكد من ان تأهيل حزب البعث للعودة الى السلطة عبر صفقة دنيئة سيكون شعبنا هو الضحية الاولى فيها...فامثال محمد حمزة الزبيدي موجودين وجاهزين .ومنهم ابن الناصرية المدعو موسى الحسيني وكذلك عبدالامير الركابي وغيرهم من بقايا البعث...والذين هم على اتم الاستعداد لممارسة الاجرام بحق اهلهم كما فعل غيرهم... ان ظهور رزان عفلق السورية... وكلامها بهذه الوقاحة عن شعب العراق وعن مستقبل اطفاله وخياراته وكان العراق ملك ابوها جعلنا نتسائل من جديد...هل سينجح حزب البعث في تفويت الفرصة على شعب العراق في نيل حريته؟؟؟ ان الاخطاء المقصودة وغير المسؤولة والسطحية التي وقع فيها بعض قياديي الشيعة في العراق...وعدم فهمهم لما يدور في هذا العالم ..ربما...جعل الامريكان يعيدون حساباتهم وقد يتكرر مافعله البريطانيين عام 1920 بحقهم... فلايمكن لدول مثل امريكا وبريطانيا ان تخسر نفوذها بهذه السهولة وهي التي تبني كامل سياستها الداخلية والخارجية على المصالح ..حتى ولو تطلب الامر ان يتحالفون مع شخص مثل ابن لادن وعبدالله عزام في دحر الروس...او التحالف مع عصابة ال سعود للحفاض على سعر النفط عند سعر مقبول وانتاج مضمون ..لكي لاينهار الاقتصاد العالمي بزيادة سعر برميل النفط... الذي لم نفهمه ما الذي يدورفي عقول بعض قادة الشيعة العراقيين ..اوعلى ماذا يراهنون في نيل حقوقهم المشروعة؟؟. الذي يجب ان يعرفه هؤلاء انه لاتوجد جمعيات خيرية في السياسة...وان بناء العمل السياسي على اسس عاطفية سوف يجعل كل تضحيات العراقيين في مهب الريح... يقول عدنان الدليمي ... أن انسحاب القوات الأميركية دون تشكيل جيش عراقي قوي ووطني سيقوى الإرهاب في العراق...اما صالح المطلك فيقول... قرار مجلس الشيوخ صحوة ضمير أميركية متأخرة... فالاول يرى ان عودة ضباط الجيش السابق ومعظمهم ينتمون الى حزب البعث وتربية صدام المجرم...هو الحل الوحيد لكي يساعد ذلك على عودة الانقلابات العسكرية التي ستعيد الامور الى المربع الاول في العراق...اما المطلك فهو يتكلم عن دور بعثي جديد في اذكاء المواجهة بين الشعب العراقي وجلاديه...فصحوة الضمير الامريكية تعني الاعتراف بعدم جدوى اعطاء الشعب العراقي حقوقه مادامت هذه الحقوق تتعارض مع حرب المصالح في المنطقة...ومن اكثر الامور التي يراهن عليها الدليمي والمطلك منذ البداية هو تغيير الموقف الدولي من القضية العراقية من خلال الاخطاء التي يرتكبها سياسيي الشيعة بالذات في صياغة مستقبلهم .. لو تسائل قادة الشيعة في العراق...على ماذا يراهنون في حماية انفسهم وحماية مستقبل اجيالهم القادمة؟؟؟.. ولو رجعنا الى المعطيات على الارض نجد انهم لايتمتعون باي حماية او غطاء سوى انفسهم وهذا غير كافي ابدا لضمان بقاء الوضع الراهن... لقد جرب الشيعة من قبل في فعل شيئ لحماية انفسهم ولكنهم لم يفلحوا ابدا .واستمروا هكذا دوما... حتى تستطيع جهة خارجية ان تحميهم مؤقتا من المأسي والابادة..فالدولة التركية الصفوية التي حكمت ايران والتي استطاعت في فترة ما ان تحميهم من بطش الدولة العثمانية في العراق...الى ان جاء مخلص خارجي وهو الاحتلال البريطاني .ولم يتعلم الشيعة من دروس اجرام العثمانيين بحقهم...حيث قام معظمهم بالاصطفاف الى جانب الاستعمار التركي ضد البريطانيين ..من منطلق ديني ...وهم يعرفون جيدا ان العثمانيين كانوا اكثر الجهات بغضا لهم وتهميشا...وهكذا اصبحوا معادين الى بريطانيا الى ان استطاع بعض الذين كانوا يتمتعون بالسلطات والنفوذ الطائفي في فترة الحكم العثماني من القفز على كرسي الحكم... وبعد ان فوت قادة الشيعة الدينيين طبعا الفرصة على شيعة العراق في اخذ زمام الامور بايديهم...قاموا بمحاربة البريطانيين الذين كانوا يتحكمون بكل مفاصل الحياة في العراق الى ان انهزموا...وهكذا فعلوا فعلتهم وهربوا الى ايران او انكفئوا في مدينة النجف...وقد استطاع الذين تربوا على ايدي العثمانيين ان يعيدوا التهميش والاقصاء لهم...وعاش الشيعة فترات عصيبة ..وكل ذلك بسبب قصر نظر سياسي وانعدام النظرة الواقعية الى الامور... ان مانراه اليوم من تكرار نفس الطريقة والاسلوب في العمل السياسي الذي سادت في بدايات القرن الماضي ,سوف يؤدي الى اعادة عجلة التاريخ الى الوراء من جديد وسنرى ايام اصعب من ما شاهدوه وعاشوه...فمن يستطيع ان يجلب تلك العناصر الاجرامية التي تفجر الاسواق والتجمعات السكانية بلا وازع من ضمير...سيقوم بما لايمكن تصوره من امور بعد رحيل القوى الدولية التي جائت لتغيير النظام البعثي الصدامي... فلو سألنا القائمون على العملية السياسية من قادة الشيعة...هل انتم متاكدون ان العالم المتربص بكم سوف يترككم هكذا بعد انسحاب الدول التي استطاعت ان تجعلكم تحكمون انفسكم..؟؟؟؟ ..وما الذي قدمتموه لانفسكم وللاخرين حتى يستطيع الاخرون من التضحية بمصالحهم من اجلكم؟؟؟ ان ما نراه اليوم هو خطاب سطحي مبني على سذاجة سياسية ..فالمطالبة حاليا بخروج القوات التي غيرت نظام الحكم في العراق لصالحهم ....كما يفعل مقتدى الصدر واتباعه...والذين يراهنون على انتصارات الحكم الايراني المتحدي للعالم...وكذلك الحسابات الحزبية الضيقة للبعض والتي اوصلت تيارات شيعية لتعلن الحرب على بعضها...كما يحصل في مدينة البصرة والجنوب عموما..هو بحد ذاته استهتار سياسي واخطاء شنيعة سوف تؤدي بالواقع الشيعي الى الهاوية من جديد. ولعلم الجميع ان في العراق الان لاتوجد طائرة ولا دبابة ولاعربة عسكرية متطورة بيد الجيش العراقي...لكي تجابه دول الجوار وعصابات الارهاب البعثسلفية المتربصين بالعراق والمدججين بالسلاح والمال. فكيف سيحمي هؤلاء شعب بكامله من بطشهم ؟؟؟. وكذلك لاتوجد شخصية تستطيع اقناع العالم بما تفعل وماتفكر لكي تكون صمام الامان في العراق لكي لاينزلق الى لعبة الحرب الاهلية التي يخطط لها الجميع خارج العراق... لقد ضحى الحزب الديمقراطي الامريكي بكل قوة امريكا وهيبتها ...من اجل الحفاض على مصالح مضمونه مع اناس يستطيعون ان يحققوا للامريكان وحلفائهم مالا يستطيع فعله او تحقيقة اناس هم ضعفاء وغير واضحي المعالم السياسية مثل قادة الاحزاب الدينية الشيعية... قد يتصور البعض اننا ندعوا الى التبعية للغير او الاستسلام اما التحدي ..ولكننا في الحقيقة نرى ان المصالح في السياسة التي تخدم الشعوب افضل من النرجسية والتصور الخاطئ للامور التي جلبت للعراق الدمار والهلالك... ان مانراه من سياسة خرقاء غير مسؤولة يتم تداولها بين تيارات الاحزاب الشيعية ..سوف تعجل بعودة حزب البعث المجرم الى سدة الحكم وذلك سوف يؤجل كل الممارسات الديمقراطية في العراق الى المستقبل المجهول ... فالبعثيين لهم اجندة طائفية معروفة وقد نجحو دائما ان يؤمنوا لانفسهم عودة سهلة الى كرسي الحكم في العراق بالاستعانة بدول الجوار نفسها التي تغذي الارهاب وتحرض عليه...فسقوط كل محاولات الخلاص من الواقع الاليم سابقا كانت تفشل بحكم العامل الخارجي والطائفي بالتحديد... ان الاصرار على الاستغناء عن الحماية الدولية للعراق والامعان في الارتماء في دوامة المخططات الفاشلة والمكشوفة مقدم لدول الجوار العراقي...هي من الامور التي تعجل في تفويت الفرصة على العراقيين من اجل التمتع بامان حقيقي ودائم... فاذا بقي الصراع الطائفي قائما ..سوف يبقى الغرباء هم المستفيدون ..وسيحصد الشعب العراقي الجدران العازلة والانقسام الطائفي وسنرجع من جديد الى ايام الحزب الاوحد والقائد الملهم وحكم ابناء القرية والعشيرة الواحدة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |