من اين نأتي (بعبعوب الشرطي) ليحرس البرلمان

ستار عواد الحاجي

cairaqs@yahoo.com

ليت كل رجال الشرطة كالعريف (عبعوب) الذي طالما تحكي لنا عمتي حكايته فهي تختزل الإحداث وما يدور في تلك القرية الصغيرة بقصص قصيرة ومشوقة لكنها لا تعرف السنين بالضبط مكتفيةً بتسميات السنين التي اعتاد عليها أهالي تلك القرية في ذلك الزمان كسنة (أم خمسة) وسنة (الجاي وشكر) وسنة (ام مطران) وغيرها من أسماء السنين التي ارتبطت أسماءها بالحوادث وكثيراً ما كانت تشد انتباهي حكايات الشرطي عبعوب شرطي القرية الذي يعمل في احد مخافر الشرطة حيث كان حازماً وصارما لا يتوانى لحظة في تطبيق القانون وأوامر الدولة ولا يعرف معنى الصداقة و(الواسطة) مع أبناء تلك القرية فهو ابن القرية المجاورة لقرية عمتي التي تحكي لنا كل يوم قصة. فكان اذا دخل القرية هرع الشباب نحو المبازل والأنهر للاختباء لأنهم (افرارية) هربوا من أداء الخدمة العسكرية أيام الحكم الملكي هذا بالإضافة إلى هروب الشباب كانت العوائل تخبىء أكياس الشاي وأكياس الحنة الأجنبية التي يجلبها لهم (القجاقة) فيخبؤها في علف الحيوانات. كل ذلك الخوف والرعب يدخل المدينة حال دخول عبعوب لها وهو يمتطي فرسه الشقراء ويحمل على كتفه (التفكة).

ما جعلني أتذكر حكايات ذلك الشرطي وتلك القرية، هو أداء الأجهزة الأمنية في زماننا هذا والخروقات التي حدثت في مبنى البرلمان  وبالأخص شرطة محافظة الديوانية حيث لبت هذه الشرطة نداء بعض العصابات المسلحة التي لا تريد للوضع ان يستقر لان الاستقرار والأمن لا يخدم تلك الجماعات الخارجة عن القانون فهي تريد ان تعبث وتقتل وتسرق وتفتل عضلاتها امام الناس واذا وجد القانون والقوات الأمنية لامكان لهم لأنهم مجموعة من العصابات التي تغذيهم أحدى دول الجوار بحفنة من الدولارات وتغررهم بمجموعة من الشعارات الدينية الزائفة. فقد وزعت تلك العصابات رسائل الى كل منتسبي الشرطة في المحافظة تحذرهم بعدم الخروج من المنازل حال وقوع الاشتباكات وللأسف الشديد لبى بعض افراد الشرطة تلك الدعوات وتناسوا الواجب الوطني وخضعوا لرغبة تلك العصابات خوفاً وتعاطفاً مع تلك الزمر التي تتستر بستار الدين والدين منهم براء . لكني هنا اوقع اللوم على المسؤولين في شرطة المحافظة والقيادات العسكرية العليا هناك وكذلك وزارة الداخلية لعدم اتخاذهم قرارات بمعاقبة وطرد هؤلاء الشرطة المتخاذلين في الدفاع عن الوطن وإنقاذه من تلك الجماعات الارهابية وعدم تطبق اوامر الحكومة والتصدي لمثل هؤلاء المجرمين .

فعناصر الأمن من الشرطة والجيش بحاجة إلى إعداد وتأهيل من خلال دورات تثقيفية وعقوبات رادعة وإجبارهم في توقيع عهد كي لا يتنصل عن اية مهمة تقع عليه ويطبق كل الأوامر التي تصدرها الحكومة.

فنحن وفي هذا الظرف العصيب بحاجة إلى قوات أمنية مخلصة تحمل اعباء الوطن وتنطلق من الثوابت الوطنية لان حكومتنا شرعية مستمدة شرعيتها من الشعب وبالتالي الشعب هو الذي يريد تطبيق النظام والقانون لا إن ينجرف رجل الأمن ليطبق أجندة العصابات الإرهابية والمليشيات الخارجة عن القانون.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com