بالمرصاد – أية ستراتيجية امريكية؟

باسم السعيدي / بغداد

Basim_alsaeedi@yahoo.com

يتخذ مسار أحداث الحرب في العراق تغييرات كبيرة على الصعيد الأمني والصعيد السياسي العراقي في العملية السياسية، ولكن الأخطر من كل هذا هو الجدل الدائر حول ستراتيجية الرئيس الأمريكي بوش، فبعد أن صدر تقرير بيكر - هاملتون وإطلع العالم بأسره على توصيات اللجنة التي شكلت من قبل كبار ساسة الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي وبعد ان اخذ بوش (على حد قوله) تلك التوصيات بنظر الإعتبار أصدر الرئيس ما دعاه (الستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق)، وتبين بعد أن وضحت صورة تلك الستراتيجية أن الرئيس بوش لديه وجهة نظر تختلف عن رؤى الديمقراطيين أضف عليه رؤى بعض ساسة الحزب الجمهوري، ونشر بوش القوات الإضافية وبدأ بتغيير قادته الميدانيين ووزير دفاعه.

بغض النظر عن نجاح أو فشل الخطة الأمنية السياسية الجديدة (الستراتيجية)التي ينتهجها الرئيس بوش في العراق علينا أن نتوقف أمام كلمة (ستراتيجية)، فالرئيس بوش لديه العزم والتصميم على المضي قدماً في تطبيق فهمه الخاص للوضع في العراق ولو على حسابات العراقيين ولا أستثني منهم أحدا.

إن ما يلفت النظر في هذه الستراتيجية الجديدة هي أنها تعطي للحكومة وللأحزاب العراقية ضمانات بدعم الولايات المتحدة للعراق (من خلال الحكومة والأحزاب)، إلا أن السؤال المهم هو – هل يقدر الرئيس بوش على الوفاء بإلتزاماته؟

من الجليّ أن الإنقسام في الوسط السياسي الأمريكي على أشد حالاته اليوم، ولا يمثل (دعم العملية السياسية) محور هذا الجدل، فعلى ما يبدو أن الشعب الأمريكي لم يعد يعبأ بهذه العملية، بل ينصبُّ الحديث اليوم والجدل السياسي على محور واحد هو –( أيجب الإعتراف بالهزيمة؟ وهل يجب الإنسحاب على وفق جدول زمني؟).

بالطبع كان جواب الرئيس بوش وجناح محافظيه هو الرفض التام لمنطق الهزيمة والإستسلام، وإعتبر المكتب البيضاوي وصقوره أن الحديث عن الهزيمة هو (منح) النصر للإرهاب.

وليس بنيتي الخوض بجدل مع الرئيس بوش في مفاهيمه تلك أو الديمقراطيين في إنهزاميتهم، إلا أنه بات من أوضح الواضحات أن هذا الإنقسام يشير الى حقيقة واحدة وهي – إن ستراتيجية الرئيس بوش لاتمثل ستراتيجية الأمة الأمريكية – ببساطة لأن الستراتيجية (أية ستراتيجية) تتطلب إجماعاً وطنياً عليها لكي تؤتي ثمارها وتستطيع تقديم الضمانات لحلفائها، ويفتقر الرئيس بوش اليوم ليس الى (إجماع وطني أمريكي) بل إلى تأييد المؤسسة التشريعية لخطواته في العراق، مما يؤشر الى أن أكذوبة الستراتيجية الأمريكية في العراق لاتقوم على أسس (مصطلح الستراتيجية) بل ليست سوى رغبة الإدارة الأمريكية في عدم الإعتراف بالفشل الذريع الذي أوقعها فيه التخبط السياسي والعسكري من قبل سفراء الولايات المتحدة في العراق وجنرالات البنتاغون.

والحال هذه فربما يستخدم الرئيس بوش الفيتو على التشريع الجديد الذي يربط تمويل الحرب بجدول زمني للإنسحاب، ولكن بعد إنقضاء ولاية الرئيس بوش فمن الذي يضمن للعراقيين أنهم لن يجدوا أنفسهم في (9/4) من جديد بلا جيش وطني ولا حتى جيش إحتلال تلقى على عاتقه جريرة الفشل؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com