شمولية الدين أم الديمقراطية

 

السيد سالم الموسوي / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة

al_moaood@yahoo.com

حينما تكونه الرسالة عظيمة ويكون الرسول المبعوث عظيما أيضا . فالإسلام وهو خاتم الأديان ووارثها فلا بد أن يكون نبي هذا الدين خاتما ووارثا لدين سماوي أيضا ولذلك لا بد أن يكون نبي هذا الدين العالمي الكامل والشمولي هو الآخر رسولاً عالميا ولم يختص بجهة أو فئة محددة يرفد ويعمم الإنسانية جمعاء بفكره وإبداعه الغير متناهي النابعة من وهي القيم والتدين والفيض الإلهي . وإشارته وترجمته للقيم والخلق الذي نادى بها الإسلام وخصوصا تأكيده وإصراره على طرح حاكمية الإسلام وقيام الدولة الإسلامية العظمى وجعلها نموذجا خاصا من طراز خاص يجب على البشرية أن تقتدي بذلك النموذج الذي أسس نواته ذلك النبي والقائد العظيم الذي برهن لكل العالم على أن الإسلام له القدرة والشمولية باحتواء الإنسانية تحت راية وسقف الوحدانية العظمى الذي توحد العالم وتجعله ذو اتجاه واحد كما كانت تتوفر في شخصية الرسول (ص) كل المؤهلات حيث أعطى الولاية العامة في بعديها لتكويني والتشريعي وهذا قد أربك الاتجاه المعاكس الذي يحارب ويعادي الإسلام والذي عمد إلى طرح أفكار وأيدلوجيات  وضعية نوازي الإسلام بالشكل والمضمون ذات طابع أنساني يقتصر على الجانب المادي الذي يظهر حرصه على الإنسان ويعطيه من الانطلاق في ممارسة دوره كإنسان خالي من النزعة الروحية وكماله الذاتي الذي يتحرك في المحيط الاجتماعي وفق ما تمليه عليه أهوائه ورغباته وهي الرغبة والميول العام للإنسان بدون قيود وموانع أخرى تمليه عليه خارج أطار ودائرة رغبته أي أن يعتبر بقيم وخلق الدين وبالا حرى بالإسلام لأن الدين في نظر الإنسان الذي عاش محنة النظرة الدينية ألمحرفه والمنحرفة عن واقع وروح الإسلام الذي يطرح حاكميته وفق ما تمليه عليه رسالات السماء والذي تقيده بقيم وثوابت أخلاقية خارج حدود وإطار الحرية المفتوحة والغير مقيدة التي تنادي بها الإيديولوجيات الوضعية المطروحة كمشروع سياسي واقتصادي واجتماعي يوازي النهج والفكر الإسلامي ولا ينساق إلى مفهوم الدين والنظرة العامة للدين . والتي تنطوي تحته قيم وخلق الأديان ألمحرفه والمنحرفة عن نهج الإسلام الحقيقي الذي أرادوه أعداء الإسلام أن تجعل من الدين الإسلامي الحقيقي أن ينزوي تحت تلك المقاييس والمفاهيم الضالة للإسلام  بطرح حاكمية الله تعالى وفق قيم وأخلاق تمليه عليه الشريعة التي ترى مصلحة الإنسان أين تكمن وكيف تستمر لخدمة الإنسان وإخراجه من عبودية الهوى والرغبة والميول وذلك قد بعد الإسلام بأنه الفكر الذي يخلق الانضباط النفسي في واقع الإنسان مستوى الالتزام من قوة داخل الإنسان تأمره وتنهاه بمحض  رغبته واختياره وبدوافع قوة الأيمان  بالله واليوم الآخر الذي يعطيه قوة دافعه نحو التفاعل مع الفكر والنهج الإسلامي الصحيح فالأيمان بالإسلام يعد مقدمة للانضباط وثمرته التي تقتضي بالضرورة إلى نقض وإزالة كل شبه ونهج ومنهج اجتماعي فالإسلام يعطي انضباطا متكاملاً وقانونا شموليا يحتوي على فكر سياسي متكامل ومنهج اجتماعي شمولي يتجانس مع متطلبات ومعطيات العصر الراهن وذلك من خلال تفعيل دور الشريعة وتحريكها لخدمة المجتمع وحفظه من الانهيار والتمزق وبذلك يتجه بالإنسان نحو التكامل الذي يولد الوعي الثقافي والسياسي لدى المجتمع الإسلامي فالضرورة تقتضي على المسلم أن يتفهم كل فكر ومنهج خارج أطار ودائرة الإسلام الذي ينبع من منهل الفيض الإلهي الذي يهزم ويسقط كل نهج وفكر وضعي من أبداع الإنسان الذي هو بالأساس يحتاج إلى كمال يكمله , وهذا نتاج واضح وصريح في الطرح الديمقراطي فقد يمكن أن نقول من له الحق بالهيمنة وفرض السيطرة على العالم وشمولية فكره ومنهاجه ؟ النظام الديمقراطي الوضعي أم الإسلام ذلك النظام الإلهي؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com