|
مَنْ الضحية ؟؟؟ المحافظ أم البصرة شوقي العيسى
مثل المطر المنهمر كلما إشتدّ هطول المطر كلما إشتّدت أصوات الرعد والبرق ولايكاد المرء يسمع ويتكلّم مع من جلس بجانبه من شدة الصوت ،كذلك هي مفرقعات وأزمات العراق فلم تكد تنقشع أزمة إلا وأتحفت الأخرى بدلاً عنها ويبقى ذلك الصامت المتحيّر على جــــادة الطريق يهمس فاه ويدندن بينه وبين الطيف ذلك العــــــــــــراقي!!!!! في الحقيقة الحديث عن الأزمات في العراق حديث ذو شجون يؤرق السامع والقارىء ولكن إنه بلاء إبتلى به الشعب العراقي بدءاً بالطاغية صدام وحتى يومنا الحاضر وربما أحد أسباب الأزمات هو بناء الطاغية كشخصية تتحكّم بمصير شعب كامل ونزولاً الى مستوى البيت الواحد ، ومروراً بذلك كله يتعيّن التوقف في أحدى المحطات المتأزمة ألا وهي "محافظة البصرة" التي كانت وستبقى الشريان العراقي رغم كل التناحر الذي حدى بأحزاب البصرة ومؤسساتها ،فقد برزت أمام المجتمع البصري أولاً والعراقي ثانياً أزمة محافظ البصرة مع مجلس المحافظة. بدايةً لابد لنا أن نعرف أن محافظ البصرة طرفاً بالأزمة من جانب وبقية الأحزاب التي تشكل مجلس لمحافظة طرفاً آخر من جهة أخرى وبما أن المحافظ ينتمي الى أحد الأحزاب المشتركة في تشكيل مجلس المحافظة فقد أصبح أمامنا طرف بالمعادلة هو حزب محافظ البصرة طرفاً في كفة المحافظ . أبتدأت الحملة وأثيرت القضية وتداعياتها وتخيّل عزيزي القارىء أنك في صحراء وقد تشاجرا إثنان يمتطيان فرسيهما وأحتوشا بعضهما وتناحرا وتقاتلا فَعَلْت منهما الغبرة وإختفى أثرهما ولم ينلك منهما أنت المتابع لهذا المشهد سوى الغبار والتراب والقلق عليهما أن لايؤذيا بعضهما لأنهما بالنتيجة أصدقائك ،فنأتي ونركّب تلك الصورة على محافظة البصرة وبعد أن جعلنا محافظها في طرف والأحزاب الأخرى في طرف بقيّ عندما المتفرّج على هذه المباراة أو المبارزة فهاك هو المجتمع البصري الذي وقف ليشهد هذا الصراع منذ بداية تشكيل مجلس المحافظة وحتى يومنا الحاضر وبطبيعة الحال الصراع لأسباب ذاتية نابعة من تشكيلات شخصية وأحياناً أخرى مادية ولم يكن هناك من يدعي الوطنية ليقف حائلاً بين هذه الأزمات والزوبعات متذكراً المشاهد الكريم الذي يراقب هذه المباراة ويحكّمها أيضاً بل ناله نصيب من مأساتها وغبارها . لقد جاء المحافظ الى المحافظة عن طريق الديمقراطية والإنتخابات من قبل المجالس البلدية وهذا حق شرعي ودستوري للمحافظ أن يكون بهذه المسؤولية ليحافظ على تلك الأصوات التي نالها ويحقق لهم المكتسبات التي يجب أن يعمل عليها كمحافظ هذا جيد ولكن عن طريق الديمقراطية إرتفعت أصوات مجلس محافظة البصرة مطالبة بإقالة المحافظ وهذا أيضاً حق دستوري لمجلس المحافظة أن يجتمع ويحجب الثقة عن المحافظ وهذا مافعلوه ، إذن فمن الضحية؟ المحافظ الذي تم حجب الثقة عنه من قبل مجلس المحافظة والذي يتهمهم بالتواطىء والمؤامرة عليه لأنه ينتمي الى أحد الأحزاب التي تتقاطع مع بقية الأحزاب سياسياً وفكرياً أم الضحية هي البصرة نفسها؟؟؟؟؟؟؟؟ بعدما شهدت هذا الصراع وهذه المعاناة وقلة الخدمات وتزايد البطالة وتدهور الأوضاع المعاشية والصحية والخدمية فهل هناك مظلوم أو ضحية غير أهالي البصرة الكرام الذين يشهدون تلك المباراة والتناحر على إقتسام الغنائم وجرّها من كل ناحية فالكل يريد أن يكون له النصيب الأكبر بالمحافظة . هل الضحية هو محافظ البصرة؟ الذي إذا خرج منها لم يعد إليها خرج براتبه التقاعدي ومنصبه كعضو مجلس محافظة وما الى ذلك أم الضحية الفرد البصري الذي يطلب قوتاً ليومه لم يجده لأنشغال المحافظ ومجلس المحافظة بالتناحر والتقاتل والمؤامرات والإنقلابات وماالى ذلك ترهات. وهذا كله لايعطي الحق لمجلس المحافظة بكل هذه الزوبعة والإثارة فأين كنتم من محافظ البصرة؟؟؟ فهل إختلف معكم؟؟؟ أم هناك ضمائم أخرى؟؟ تخفى عن أهالي البصرة فويل لكِ يافيحاء العراق!!!!!!!!!!!! ممن تسلّط عليكِ وحكمك فقد ذهب نظام كان يحكمنا بحزب واحد جاء الآن نظام يحكمنا بمئة حزب فأنى لك والهناء بالعيش الرغيد إلا الصرخة التي توقظهم جميعاً .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |