وزارة الكهرباء ..؟؟ أم وزارة الفوانيس واللالات ..؟؟؟

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

من المعلوم أن الوزارة.. وكل الوزارات مكلفة بواجب وأختصاص معين ، فعلى سبيل المثال :

حينما نقول وزارة الزراعة .. يبادر الى ذهننا وفوراً الزراعة وألأصلاح الزراعي والفلاحون وأدواتهم من مكننة حديثة وحقول وأسمدة ومهندسون زراعيون .. وغيرها من التفاصيل التي تهم الزراعة .

ونفس الشىء بالنسبة الى الصناعة والري و التجارة والسياحة والمالية والشؤون ألأجتماعية .. بأختصار لكل وزارة أختصاص معين .. وألأهم الغاية من وجود تلك الوزارة تقديم الخدمات للناس وفي مجال أختصاصها ... اليس كذلك؟؟.

من بين الوزارات المهمة والتي لها أتصال وعلاقة مباشرة بجميع الناس سواء كانوا في المدن أو القصبات وحتى القرى .. وزارة الكهرباء.

في الحقيقة قبل سنوات قليلة كانت هذه الوزارة أحدى منشآت وزارة الصناعة .. ولكن مع مرور الزمن أصبحت الحاجة الملحة أن تستقل وتصبح وزارة لوحدها .. نعم وزارة ووزارة مهمة حيث :

ـ وزير ووكلاء وزير .

ـ عشرات المدراء العامون .

ـ جيش من المهندسين والفنيين .

ـ آلآف العمال بمختلف ألأختصاصات .

ـ أجهزة .. اليات .. مكائن ... بالمئات .

ـ في كل محافظة مدير فرع.. في كل قضاء رئيس قسم ومسؤلون فنيون وعمال ومخازن و......... الخ من التفاصيل المملة .

ـ ميزانية خاصة لهذا القطاع المهم . .. وأكبر دليل على كلامي أن أحد ألأخوة الوزراء والذي حكم عليه وهرب بطريقة ( جيمس بوندية ) وعاد الى بلاده ألأصلي / أمريكا .. كان قد سرق مبلغ بسيط ( مصروف جيب ) مئات الملايين من الدولارات .. وزعل علينا وصدر بيان وهدد وفشر .. وهو ماراضي على التهمة .. ياترى ماذا فعل؟؟ هل هو الوحيد الذي سرق؟؟؟... لو سب العنب ألأسود؟؟ ........ طبعاً لاء!!.

كلامي عن الرجل و سرقته لتلك المبالغ أكبر دليل على الميزانية الضخمة المخصصة لهذه الوزارة ......... وزارة الكهربااااااء!!!.

بالرغم من :

ـ وجود أكبر وأقوى وأجبر وأغنى دولة في العالم حليف العراق .. أمريكا .

ـ تخصيص الملايين والمليارات .

ـ وجود مئات الشركات تنتظر عقود لتصليح وصيانة وأعمار الكهرباء!!.

ـ وجود فنيون أكفاء.. وجود أدوات أحتياطية وعمال وغيرهم .

ـ معرفة ألأخوة في الحكومة القيمة الحقيقية للكهرباء.

ـ معرفتهم بمعناة الناس من غير كهرباء .

مع ذلك ... كهرباء .. ماكو .. بح ... خلص.. عزلنا !!!.

طيب ما السبب ؟؟؟.

قرأت أستطلاع لأحدى المجلات .. لقد قام صحفي شاب بأستطلاع أراء الشارع العراقي في العاصمة .. الحديث كان عجيب وغريب.. لنسمع ما قالها هؤلاء حول عدم تصليح وعلاج معضلة الكهرباء :

ـ أن السبب هنالك متنفذون وراء العملية حيث أمسى التجار ( اللي مايخافون من الله ) بأستيراد الملايين من المولدات ( التعبانة ) من أرخص المناشىء .. ياترى لو تم علاج الكهرباء من يشتري تلك المولدات ؟؟؟........... معقولة ؟؟؟...أين الضمائر الحية والميتة ؟؟؟.

ـ نفس الشىء بالنسبة الى تجار الفوانيس واللالات !!.

ـ أمريكا تريد هكذا .. حيث ألأزمات من صالحها !!!.

ـ قيام ألأرهابيون بأحراق وتدمير ألأجزاء ألأساسية من المحطات والتفاصيل ألأخرى من مصادر الكهرباء.... طيب وين الحكومة ..؟؟.

ـ إن الحكومة غير متفرغة لهذه ألأمور الثانوية .... يايابة .. الكهرباء مسائل ثانوية ؟؟؟ عجيب !!!.

ـ عشرات ألأراء ألأخرى !!.

طيب :

أذا أستمرت الحالة هكذا لدي أقتراح :

ـ لماذا لانغير أسم الوزارة بدلاً من ( وزارة الكهرباء) الى وزارة الفوانيس واللالات ، وبذلك ممكن أن تكون عملها أسهل بكثير حيث :

ـ تعليق الفوانيس على ألأعمدة بدلاً من المصابيح ... ولو هنالك معضلة ومطب كبير أمامنا .. شحة النفط .. ولكن ماعليش لعل وزارة النفط بأمكانها أن تتغلب على المعضلة وتزود ألأخوة ( وزارة الفوانيس واللالات ) تنكرات من النفط ألأبيض... لم لاء؟؟.

ـ تعيين المئات من العمال للقيام بتنضيف وأشعال وأطفاء تلك الفوانيس .. وبذلك نقدم خدمة كبيرة للمواطن حيث تنوير الدرابين والشوارع !.

ولكن هنا سنلاقي معضلة كبيرة وهي :

ياترى من يرضى أن يكون ( لامبجي ) ..؟؟ الكل تتهرب من هذه المهنة بسبب القصة وألأغنية الشهيرة للمرحوم / يوسف عمر.. حيث غنى :

مات اللمبجي داود وعلومة ، كوموا اليوم نمشي نعزّي فطومة!!.

والله العظيم مسخرة... طبعاً وإلا المسخرة.. حمرة ؟؟ خضرة؟؟ لو بمبي..؟؟.

هيا لنغير أسم وزارة الكهرباء الى وزارة الفوانيس واللالات ..!!.. .

مجرد أقتراح .. السنا في زمن الحرية والديمقراطية المستوردة ..؟؟؟