المادة 140 فخ اعلامي لتغطية سياسة تكريد توركمن ايلي

 علي توركمن اوغلو

alikerim1966@yahoo.co.nz

 ان ما يحز في نفوسنا نحن التركمان قيام بعض المنظرين والقياديين من الاخوة الاكراد بتقليد النهج الصدامي الخاطىء المبني على سحب العراق الى نوع جديد من التناحر القومي عبر تبني نفس الافكار الشوفينية البعثية في اقامة احلام لاتتحقق في ارض الواقع ولايجلب ممارستها غير الالام والتشاحن وزرع الفرقة بين الاخوة . ان سير القيادات الكردية وبعد سقوط الطاغية على نهج صدام حسين بممارسة التطهير العرقي للشعب التركماني في اقليم توركمن ايلي ، معتمدين على دعم المحتل الاجنبي ، دليل واضح لما نقول .

ان التطهير العرقي لايعني بالضرورة قتل الالاف من البشر بل يعني ايضا احتلال ارضهم بالقوة وتهجير ساكنيها بشتى السبل . ان سياسة التطهير العرقي بهذا المعنى يمكن رؤيته بشكل واضح بتفشي ظاهرة خبيثة كالسرطان وهي ظاهرة اجتياح وغزو المدن والاقضية التركمانية مثل داقوق وطوز خورماتو والنواحي التابعة لها فضلا عن كفري وقره تبه وخانقين ومندلي بدعوى ان هذه المناطق اي (توركمن ايلي) هي كردستانية . ان غموض كلمة كردستانية حتى لمنظري هذه الكلمة دليل على خواءها وعدم ايمانهم بها اصلا، غير انهم محكومين بتنفيذها نزولا لرغبة من هم وراء اشاعة هذه السايسة المبنية على محاولة احتلال توركمن ايلي وتصفية الوجود التركماني في العراق لاحقاق معادلات جديدة في المنطقة . لقد تم تنفيذ هذه النظرية الخبيثة في مدينة اربيل التركمانية اولا ثم مدينة كفري لاحقا ،حيث تم انكار وجود التركمان في اربيل ، والان يتم العمل وبسرعة فائقة لتنفيذ وصهر وتطهير الشعب التركماني في المناطق اعلاه. ان اخطر فقرة في هذه السياسة هي الهاء الساسة التركمان والعراقيين ودول الجوار بالمادة 140 الخاصة بتطبيع الاوضاع في كركوك، اي اختزال القضية التركمانية الى قضية تركمان كركوك، ومحاولة تشتيت الانتباه عن الوجود التركماني في عموم توركمن ايلي واظهار التركمان وكأنهم قلة يعيشون في مدينة كركوك . ان هذا النهج في التفكير والممارسة الاعلامية المظللة ظهر جليا في تصريحات السيد مسعود البرزاني لفضائية العربية.

ان السياسة الكردية المبيتة نحو تصفية التركمان في كركوك واحتلال توركمن ايلي مبنية على انكار وجود (توركمن ايلي) اصلا ثم اختزال الوجود التركماني في العراق الى قضية (كم الف تركماني في كركوك) عبرتأزيم الوضع السياسي ثم التفريج عنه في مناورة سياسية بتقديم بعض التنازلات التكتكية كتنفيذ (نموذج بروكسل) المبني على حصر وتطويق التركمان في احياء متفرقة منفصلة في كركوك. نحن هنا ننبه القادة التركمان الى خطورة هذه السياسة وعدم الانجرار وراء هذه الاستراتيجية الخبيثة المبنية على توجيه الانظار الى قضية التطبيع في كركوك وتثبيت هذه القضية اعلاميا وجعلها موضوعا للمناقشات والمهاترات عبر شاشات التلفزيون بجر الساسة العراقيين وفي الفترة الاخيرة الساسة الاتراك اليها. ان خطورة هذه السياسة الاعلامية تكمن في استهدافها ارهاق هؤلاء القادة عراقيين ام اتراك والراء العام في تلل الدول بقضية كركوك وتثبيت الفكرة التالية ان القضية التركمانية هي قضية كركوك لوحدها في ذهن الراي العالمي لتشتيت الانتباه عن ما تقوم به هذه القيادات الكردية بتكريد مناطق واسعة من توركمن ايلي بجلب الالاف العوائل للاقضية التركمانية وتطويقها بالمئات من الاحياء الكردية الجدية المبنية بدعم مالي مشبوه تقليدا لسياسة الدعم المالي التي كانت حكومة صدام تمارسه لتعريب المدن والاقضية التركمانية، بينما يتم ابتلاع عموم توركمن ايلي بسهولة ويسر لانها لم تسوق في الاعلام الكردي وبالتالي التركماني كقضية صراع ونقاش. ان الدليل على ما خطورة هذه السياسة الخبيثة هو تمرير تكريد اربيل وكفري بصورة خفية دون ان ينتبه اليها لا الراي العام العراقي ولا العالمي ولاالساسة التركمان ولا حتى الوسائل الاعلامية التركمانية ، وستستمر هذه السياسة اذا لم يتم الانتباه اليها. ان التفوه ب( جملة كم الف تركماني في كركوك) هي براي الخاص كان نتيجة طبيعية لوقوع الساسة التركمان ووسائل الاعلام التركمانية في فخ قضية 140 الاعلامية والمسوقة كرديا.

 ان الربط الاعلامي للوجود التركماني في العراق جنبا الى جنب مع قضية كركوك في الخط الاستراتيجي الذي نوهت عنه يخدم السياسة الكردية بطريقة غير مباشرة ويسيئ الى قضية كركوك بدلا ان تخدمها. وهنا اناشد وسائل الاعلام التركمانية بعدم الانجرار وراء هذه السياسة الخبيثة وعدم ترويج القضية التركمانية اعلاميا وكانها قضية التركمان في كركوك عبر المادة 140 فحسب، واخذ زمام المبادرة الاعلامية بيدها بتنوير الراي العالمي بأن مايجري في كركوك من محاولة استلابها جزء من سياسة عامة تنفذ بحذافيرها ابتدءا من تلعفر الى مندلي ، وما الاحداث الدامية في تلعفر الا جزء من السياسة الكردية في تفريق الاخوة التركمان فيها لتمرير احتلالها بافواج من المستوطنين بدعوع اشاعة السلام والقضاء على الارهاب.

ان اتباع خط اعلامي جديد يعتمد كشف هذه المؤامرة ومخاطبة جميع المنظمات المدنية المحلية والعالمية وحقوق الانسان، ودعوة اعضاء الكتلة التركمانية في قائمة الائتلاف العراقي الموحد المتحالف مع قائمة التحالف الكردستاني الى الانتباه لهذه العمليات اللانسانية افضل من الاستمرار في اتباع الخط الاعلامي التركماني التقليدي المبني على ردود افعال محتقنة لماتفتعله الاعلام الكردي الموجه عالميا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com