|
العلاقة بين الفرد والمجتمع في الفكر الاسلامي
عدنان الجعفري / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة يتحرك الإسلام وسط نظريتين في المجتمع تحرك الحياة والنظام الحياتي النظرية الأولى :- تقول أن الفرد هو كل شيء في المجتمع وهو العامل الحاسم في تحريك ت الحياة ولذلك ينبغي الاهتمام بالمجتمع من حيث هو أفراد ، وسن المناهج والانظمة التي تربي أفراداً متفوقين ونابغين ، يبنون الحضارة البشرية ويهبون التقدم للانسانية وهذه النظرية من واقع العظماء اللذين أستطاعوا أن يغيروا مسيرة التاريخ ويرسموا خريطة جديدة لحياة مجتمعاتهم . النظرية الثانية :- فهي تقول أن الفرد لا قيمة له أطلاقا ً فهو أشبه ما يكون (( ببرغي صغير في ماكنة المجتمع وترى هذه النظرية بأن حركة المجتمعات وتطوراتها نابعه من أنظمة عامة يخصع الافراد لسلطانها ولذلك فهذه النظرية تؤمن بفكرة الدورات الاجتماعية المنتظمة ، أي أن كل مجتمع لا بد أن يمر بنفس المراحل التي يمر بها الانسان في حياته من مرحلة الطفولة وحتى الشيخوخة . النظرية الثالثة:- التي يؤيدها الاسلام وتقوم أنظمته وشرائعه عليهافهي تقف في الوسط بين النظريتين السابقتين ، فتعطي للفرد أهميته اللائقة كما تعطي للمجتمع دوره المؤثر ، وتنظم العلاقات بينهما بشكل دقيق ومتوازن ..... فالمجتمع يؤثر في الفرد والفرد بدوره يؤثر في المجتمع ، أنها لا تسلب الفرد إرادته ، ولا تحرم المجتمع من تلك القوانين والانظمة الديناميكية التي تعطيه الوقود المناسب في مسيرته الحضاريه التكاملية . وعلى هذا فهي تنفي تينك النظريتين ، وإنما يرتبط بينهما بشكل تزول معه الفجوة الفاصلة بين الفرد المجتمع ، وتجعل الاثنين (الفرد والمجتمع)) يتفاعلان مع بعضهما لما فيه خير الانسانية وسعادتهما . فنرى فشل النظرية الثانية في المانيا فقد كان المجتمع الالماني مجتمعا حيوياً يتفجر ثورة وأندفاعاً وكان باستطاعته أن يبقى زمنا طويلاً متحكما في القارة الاوربية ولكن هذا المجتمع أبتلى بطاغوت أهوج(هتلر) وبحزب متطرف ( الحزب النازي) فأنقاد الى النهاية المحتومة فلم تمر بمرحلة الطفولة والمراهقه والكهولة بل ماتت ولادتها وأيام شبابها ، وقد يشيخ المجتمع ويهرم ويشرف على الموت ولكن لا يلبث أن يبعث في داخله ((فرداً مصلحاً يفجر إمكانيات المجتمع الذاتيه المخزنه فيتحدى المجتمع بأرادة أبناءه تيار الانحدار ، ويتقدم مرة أخرى حتى يثبت كما حدث بالنسبة للمجتمع العربي الجاهلي الذي كان مشرفاً على التفسخ والاندثار ، ولكن بمجيء النبي (ص) وظهور الاسلام دبت فيه الروح ، واذا بالعرب يصبحون في فترة وجيزة سادة العالم وبناة الحضارة وهذا دين الاشخاص المصلحين وهم على طريق الانبياء والاولياء وسلام على مصلح القرن العشرين الشهيد الصدر الثاني (قده) فقد أنتشل المجتمع من مستقنع الجهل والخوف الى بر العلم والصحوه الاسلامية الشجاعه القلبية وكان دوما يقول لا لا تجعلوا موت السيد محمد الصدر سبباً وذريعة لذلة الاسلام والتشيع وتفرق الكلمة وكثرة المشاكل بل الحوزة الشريفة تبقى بعون الله وجملة من المراجع يبقون بعون الله ، قتمسكوا بالحوزة وأستمروا على شرفكم ، وعزتكم الدينية ، وشجاعتكم القلبية ، وعنايتكم بالمصالح العامة ، ولايجوز أن يحول دون ذلك شيء )) وبوجود هكذا رجال سوف تبقى المجتمعات حية ولن تموت . فالمجتمع الحي كالبذدرة الحية فهو يملك القدرة على أن يمتص من حوله الامكانات المادية والبشرية ويذوبها في بوتقة واحدة ، ويعطيها التفاعل ويوجهها من أجل بناء الحضارة الانسنية التي تسير أبداً في إتجاه النمو والتكامل عكس المجتمع الميت الذي يشبه حاله حال البذرة الميتة التي تفقد خاصية الاقتصاد والتفاعل والنمو.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |