حتى أنتم ياواشنطن بوست ..!!

 ستار الشاطي / العراق - بغداد

tootyst@yahoo.com

لقد حمل التقرير الاخير الذي انفردت به صحيفة الواشنطن بوست الاميركيه والمتعلق باخراج بعض ضباط الجيش العراقي من الخدمة على اعتبار تصديهم لمليشيات جيش المهدي الشيعيه أكثر من علامة استفهام لعل اهمها تصوير الامر وكأنه ابعاد وتهميش للسنة العرب عن المؤسسات العسكريه على الرغم من كون المبعدين - لو افترضنا صحة الخبر - هم تسعة اشخاص من السنة العرب من اصل ستة عشريتحدث عنهم التقريرالذي كذبه اكثر من مصدر حكومي عراقي لعل ابرزهم وزير الدفاع العراقي الذي ابدى امتعاضه من المعلومات المغرضه التي وأن وجدت فأنها شأن عراقي يتعلق بعمل وزارته وحكومته وبالتالي فليس للواشنطن بوست او غيرها التدخل بهذا الشكل السافر .

 لقد صورت الصحيفه الاميركيه والمقربه من الاستخبارات الاميركيه الامر بشكل يثير الاستغراب حقا وهي تقحم اسم موظفة تعمل استشارية لدى المالكي ونسبت لها كل ماترتب لاخراج هؤلاء الضباط من الخدمة على اعتبار سطوتها وتأثيرها على القرار عند رئيس الوزراء بالرغم من كون القضيه لها علاقه بالمهنيه العسكريه كما انها تتعلق بمهام القائد العام للقوات المسلحة والذي لايسمح ابدا حتى للسياسيين مقربين او بعيدين بالتدخل في خطته الامنيه التي اطلقها في بغداد وارتباط كل مجرياتها بقراره واوامره شخصيا فكيف تسنى لهذه السيده ان تصدر اوامرها بتنحية الضباط عن مناصبهم وكأنها الشيخة ( موزه ) في امارة قطر ؟؟

 لقد اصبح واضحا ليس من هذا التقرير الذي اضطلعت بمهمة اثارته الواشنطن بوست فقط مقدار الضغوطات التي تمارسها اميركا على السيد المالكي ارضاءا لحلفائها العرب السنة في الدول العربيه والفعاليات السياسيه السنيه في العراق لغرض اعادة التوازن في مؤسسات الدولة والتي تتباكى على ايجادها الكتل السنية مثلما يتباكون كلما اقتربت فعاليات الخطة الامنيه من مايسمونها المناطق السنية في بغداد والتي تعتبر معاقل للمسلحين وحواضن للارهاب الذي يبطش بالعراقيين الابرياء .

 ولسنا نستغرب بالطبع لطروحات النخب السياسيه السنية المشاركه بالعملية السياسيه والحكومة بدعوة اميركيه والتي مللنا من تكرارها لكننا نستغرب فعلا لانتقال حمى الصراعات المذهبيه في العراق - والتي وجدت لها موطأ قدم عن طريق التدخلات الخارجيه التي تتبع مصالحها فيه - لتتصدر اهتمامات الصحافه الاميركيه والغربيه بل وتسهم بشكل او بأخر الى اشاعة عدم الاستقرار وترسيخ المفاهيم الطائفيه . فعندما تتحدث شخصية سياسيه مثل السيده كلنتون عن تهميش العرب السنة في العراق ووجوب اعطائهم اكثر من وزنهم السياسي والسكاني , وعندما تصور لك القناة الرابعه في التلفزيون البريطاني بأن مايجري من قتل لايطال سوى السنة في العراق فقط وعلى ايدي قوات الشرطه في الحكومة العراقيه الطائفيه , ثم تطالع تقاريرا اقل مايقال عنها انها مفبركة وبعيدة عن الحقيقة والمصداقية تماما وهي تتصدر الصحف العالميه على وزن الواشنطن بوست مثلا فأنك تقف مندهشا لمقدار الفساد الذي امتدت اذرعه لتطال هذه الشخصيات والمؤسسات التي كان عليها ان تتوخى الدقه وتبحث عن الحقيقه من مصادرها الموثوقه لا من مصادر مغرضه . ولعل من الجدير هنا ان نشير ايضا الى التقرير الاخير للامم المتحده والمتعلق باعداد الضحايا بالعراق والذي كان مثار استغراب العراقيين ايضا لاعتماده على احصائيات غير دقيقه تماما وتشويه مقصود يدخل ضمن نطاق الضغوطات الدوليه على الحكومه العراقيه ويثير هو الاخر الشكوك من وجود الفساد حتى في اكبر مؤسسة سياسيه في العالم .

 ولعل مايؤرق حقا ان بعض تلك الطروحات تتبنى بدائل سياسيه تقترب كثيرا من النظام السابق كما هو الحال مع علاوي ( بطل فلم مرام ) الذي ( لايهدأ ولا ينام ) ويسعى بكل مايملك الى افشال اي تقدم سياسي او امني معتمدا بالطبع على تلك الطروحات التي تدعم توجهات بعض الدول العربيه خاصة السعوديه التي رفضت استقبال المالكي لكنها اخذت علاوي وشيخ الارهاب الضاري بألاحضان !!. وتعتبر السعوديه من اكثر الدول التي تسعى الى فرض ارادتها السياسيه في العراق وهي على اتم الاستعداد لانفاق مليارات الدولارات لاعادة الوضع في العراق الى ماكان عليه وابعاد الشيعة عن مراكز القرار السياسي والامني .

 وعل العموم فأن التقرير الاخير والمنشور في الواشنطن بوست كبرى الصحف الاميركيه يندرج تحت بند الصراع المالكي - الاميركي ( اذا جازت التسميه ) والذي تحاول اميركا من خلاله وغيره الضغط على حكومة السيد المالكي لتنفيذ مايطلب منه بغض النظر عما سيؤول اليه عراقيا وهو الامر الذي يحاول المالكي الهروب منه بالاعتماد على القاعده الشعبيه الصابره في العراق التي اتخمت موتا ووعودا لكنها صابره !!!-هكذا اعتقد - بعد ان تخلت اميركا عن مشروعها الديمقراطي لتسقط في احضان حلفائها في الدول العربيه السنية التي ماأنفكت تمارس طائفيتها المقيته في العراق . فلمن سيكون مسك الختام ؟؟ أذا كان ختامها مسك !!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com