من المعلوم أن التأريخ يذكر كل أيجابي وسلبي.. حتى لو قام أحدهم أو جماعة بتحريف الوقائع ، لكنها ستكون مسألة وقت.. سبحان ما تظهر الحقائق وتأخذ مكانها الطبيعي

هكذا عاش أجدادنا وأبائنا وعشنا نحن وسيكون أحفادنا أيضاً.. لايصح الا الصحيح .. نعم التفاتة الى الوراء .. حينها نرى العجب ..نعم أن العظماء يبقون عظماء وألأمثلة كثيرة وكثيرة جداً :

من أعظم ملوك العهد البابلي حمورابي سادس ملك في سلالة سوموابم ,وقد قام بعد اعتلائه عرش بابل بتوطيد دعائم مملكته ,واهتم بالقضايا السياسية والعسكرية ,واستطاع تشكيل امبراطورية مترامية الأطراف هي الامبراطورية البابلية القديمة . ثم اتجه إلى الشؤون الداخلية للبلاد لإرساء دعائم الدولة وتنظيم شؤونها الاقتصادية والاجتماعية والقانونية ,ووضع القوانين وسنها في شريعة واحدة متكاملة تطرقت لمظاهر الحياة الاجتماعية في بابل ,وهدفت إلى سيادة القانون والعمل على حماية الضعيف .

وهكذا سن حمورابي قانونًا موحدًا للبلاد , جمع فيه القوانين المطبقة في مختلف المناطق التى ضمتها دولته الجديدة , وانتقى منها مواد تشريعية لكل القضايا واحتمالاتها , وسطرها على مسلته الشهيرة .

بلغت حضارة وادي الرافدين أوج عظمتها وازدهارها في هذا العصر , وانتشر الخط المسماري واللغة البابلية ,وأصبحت اللغة البابلية اللغة السائدة في ذلك العصر للتواصل بين الأقطار المجاورة . وتقدمت العلوم والمعارف والفنون والصناعات ,وأصبحت بابل قبلة الأنظار وعاصمة الامبراطورية البابلية المزدهرة . كما انتقلت إلى اليونانيين الكثير من العلوم المزدهرة في بابل مثل الرياضات والفلك وغيرها , عبر سوريا وبلاد الأناضول . فالنظريات التى تعزى إلى فيثاغورث واقليدس وغيرهما من اليونانيين اتضح من الآثار التى عثر عليها في تل حرمل والضباعى أن الرياضيين العراقيين القدامى سبقوهم إليها بألف سنة .

نعم هكذا كانت البنية ألأساسية لعراقنا .. للأسف الشديد بمرور الزمن قرأنا ورأينا الغرائب والعجائب.. نعم بمرور القرون والعقود رأينا تراجعاً في أغلبية ألأيجابيات ومنها مسألة القضاء والقانون.. في فترات من الزمن أختفى القانون والقضاء.. أصبحنا ( حارة كلمن أيدو الوا ) .. ياخسارة .. من المفروض أن يتقدم ألأنسان ويطور معه كل شىء.. إلا نحن.. وتلك هي الكارثة !!.

الحديث عن الماضي بمثابة طرق لحديد بارد.. صحيح لابد أن تذكر لأنها تحمل في طياتها الكثير من المصائب والويلات.. ولكن :

لماذا اليوم ..؟؟؟.

اليوم من المفروض أن تكون الكلمة ألأولى وألأخيرة للقضاء والعدالة .. اليس كذلك؟؟.

ولكننا نرى العكس وبالأدلة الثبوتية :

قبل أيام التقيت بأحد ألأخوة والمقيميون في زيورخ وكان قد عاد الى الوطن وبقى في مسقط رأسه ( البصرة العزيزة ) لخمسة أشهر .. كان متألماً ومتألماً من الوضع المأساوي العام لبصرتنا العزيزة ولكنه كان متألماً أكثر بسبب تجاوزات مسؤلون كبار وضربهم ( القانون والقضاء) بعرض الحائط .. نعم تلك مصيبة كبرى .. ولكن ما العمل ؟؟.

قلت له :

ــ حدثني يا أبو جاسم !!.

قال :

ــ سأحدثك عن مسألة واحدة وأنت تخيل بقية ألأمور !!.

من المعلوم أن حاكم العراق السابق / بريمر ـ الله لايعطيه العافية ـ قد أصدر أوامره بأعفاء كافة السيارات الداخلة الى العراق من ضريبة الرسوم الكمركية.. وقد أعطى مهلة لعام واحد.

لذلك أدخل التجار كل السكراب والسيارات القديمة من أنحاء أوربا وأمريكا الى العراق.. حتى بعد أنتهاء مدة القرار رأينا من هنا وهناك ( أهل الوساطات ) يدخلون المئات من السيارات!!.

في ألأونة ألأخيرة أصدرت السلطات المختصة قراراً منعوا بموجبه أدخال السيارات القديمة.. لايجوز أن تدخل أية سيارة من موديل سنة 2000 ومادون.. أي موديلات 1999 و1998 نازلاً ممنوعة من الدخول !!.

طبعاً تلك خطة أيجابية .. ولكن مع ذلك هنالك تجار خسروا الكثير بسبب وصول شحنات السيارات الى الموانىء.. وهنالك من كان متعمداً وكان يعتقد بأمكان أن يلعب لعبته ويدخل مجموعة سيارات أخرى !!!.

المهم للعودة الى التجاوز وألأعتداء على القوانين وألأنظمة :

البصرة أكبر الموانىء.. لذلك ترى مجموعة من التجار المدعومين من ( زيد وعمر ) يتفقون مع أحد المسؤلون الكبار والكبار جداً جداً .. يأتون بمئات السيارات القديمة ويدخلونها الميناء .. ما أن ترسي الباخرة حتى ترى العشرات من السيارات الحديثة من أرقى وأحدث السيارات قد وصلت الميناء!!.

يترجل سيادته أو سماحته وحوله وورائه العشرات من أفراد الحماية المددجين بالأسلحة ألأوتوماتيكية الحديثة وألأجهزة اللاسلكية المتطورة أيضاً .. والكل تبتعد عشرات ألأمتار.. نعم لاموظفو كمارك ولاضريبة ولاشرطة ولاغيرهم من حقهم أن يتنفسوا .. فكيف يتجرأون سبب وجود هذه العملاق عنا ..؟؟!!!.

تبدأ السيارات بالتدحرج الى ألأرض.. وهنا وخلال ساعات تصبح كل السيارات على ألأراضي العراقية وقد عملوا ألأجراءات اللازمة من أوراق و( منفيست ) وخلال ساعة تختفي كل تلك السيارات !!.

بعدها يختفي سيادته أو سماحته أيضاً مودعاً من قبل السادة المسؤلون في الميناء وهم في حيرة من أمرهم :

ــ ياترى لماذا هذا التحدي ضد الدولة والقوانين والحكومة والداخلية والناس الغلابة..؟؟.

ــ هل هذا الرجل بحاجة الى هذه المغامرة ؟؟.

ــ الا يخشى من سمعته وسمعة حزبه أو سلطته ومكانته ؟؟.

ــ وعشرات ألأسئلة ألأخرى !!.

حقك والله ـ أبو جاسم ـ أحسبها علينة.. ولكن بروح أبوك سؤال :

ــ هل ذلك القرار لازال ساري المفعول ..؟؟.

ــ أضحكتني يارجل.. بابه تلك القرارات تطبق على وعليك فقط وللأستهلاك المحلي .. لكن الحرامية واللصوص والقطط السمان مامشمولين بتطبيق القرارات !!.

هيواشك.. بروح أبوك أذا عدت مرة ثانية الى البصرة :

سلملي عالحرامية واللصوص والقطط السمان وقل لهم :

متى تشبعون بحق السماء؟؟ أياكم أن تسرقوا تمثال شاعرنا الخالد / السياب .. ترة هذا رمز وطني لامساومة عليها .. مو دمرتم البلد .. يزي عاد.. لمن المشتكى والمشتكى لغير الله مذلة؟؟!!!.

على مهلك أبوجاسم .. على مهلك .. أمانة الله ورسوله .. وصي أهلنا بالبصرة أن يأخذون بالهم من / شجرة آدم ... أخاف يسرقوها ويبيعوهة خردة ... ليش لاء ؟؟؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في لوحة الاستقبال في منتزه شجرة آدم : إن هذه البقعة المباركة، حيث يلتقي دجلة والفرات، كانت تشرفت بزيارة سيدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام) سنة 2000 ق. م. حيث قام وصلى بها وقال: ستنبت هنا شجرة كشجرة آدم عليه السلام في جنة عدن .

العودة الى الصفحة الرئيسية