|
الشعب اليزيدي شعب الأبطال..سيخرج من هذه الظروف منتصرا مع العراق وبه..!
محسن الجيلاوي من الصدف الجميلة في حياتي هو ارتباطي وتعرفي وتكويني صداقات مع اخوة أجلاء من الطائفة اليزيدية كانوا دوما مثالا للجسارة والعطاء والنبل والشهامة...فمن الجامعة حيث الأخ صالح بوتان ذلك الفتى القادم من عائلة ثورية والذي التقيته في محطة أخرى في كوردستان وأباح لي عن دواخله وعن احباطاته وهو يحمل السلاح وودع كردستان وهو صادق بالقلق عليَّ كانت لحظات لا تنسى في سفري القادم ولسنيين طويلة على طريق الحركة الأنصارية المجاهدة ضد الدكتاتورية...كما في الدراسة الحزبية في بلغاريا حيث المناضل ( أبو عمشة ) الذي كان دافئا ومشعا بالحب وبالتواضع هذا الرجل الذي لم تمنعه أوجاعه الهائلة عن ممارسة دورة النضالي في ظروف صعبة للغاية لم يتحملها حتى الأصحاء والأكثر شبابا..لكن أهم محطة كانت( هيركي)* التي جمعتني بقائدها الأنصاري البطل (توفيق)* والذي قدم أكثر من ثلاثين شخصا على طريق الحرية من ضمنهم زوجته وأولاده، هذا الرجل الذي التحق بالحركة منذ بدايتها حتى نهايتها متحملا عذابات هائلة لا يمكن لإنسان عادي إن يتحملها بل فقط صفوة قليلة دوما من الناس الأسطوريين الشجعان، من الحالمين بالحرية والغد الأفضل، توفيق لم يكن مؤدلجا أو بارعا في السفسطة السياسية ولكنه كان بارعا بقلب محب وبروح صادقة لهذا كان الوحيد من مسؤولي القاعدة الذي نال احترام الجميع...كما كان هناك الشهيد البهي هشام والوديع الجميل شاكر ، والأخ الصديق كامل ، والرائع الودود سلام كانوا باقة جميلة زينت مقرنا المتواضع ، كانوا أمميين بالفطرة وبالسجايا الرائعة للبشر حقا ..لفترة طويلة لم أكن أعرف انهم أقارب، كان تعاملهم منفتحا وبنوا بسرعة نسيجا صلدا لصداقات رائعة مع الرفاق القادمين من الجنوب..كان مقرنا واحة عراقية للتنوع وللكفاح المشترك..فهناك اليزيدي والصابئي والمسيحي والعربي والتركماني والكردي..، لم نكن نشعر إلا بجمال هذا الزهو العراقي المتدفق حبا وصداقات ومودة وسفر نضالي مجيد..كل التلاوين مرت على هيركي، مر عليها أبطال كُثر، كذلك مر عليها عملاء وجواسيس وخونة وعديمي فائدة عابرون، لكن الثابت فيها انها كانت دوما مشعة ومتفردة بكوكبة من الرفاق اليزيديين المليئين فتوة وإقدام وتضحية...وإذا كان هناك من شيء أفتخر به فيه وأعتز به من تلك السنوات الصعبة هو تعرفي على هؤلاء الاخوة الرائعين مجدا وقامات..، فهؤلاء عراقيون متفردون لن يستطيع أي جاحد وحاقد أن يمحوا أسمائهم المشعة من سفر العراق المجيد وغده القادم عندما تصبح المواطنة والعراقية جامعنا المشترك..! لقد حاولت عدة مرات أن أكتب عن توفيق لكنني أواجه دائما صعوبة في وصف محنة رجل فقد أعز ما يمكن أولاده وزوجته، عندما يمرض احد أطفالي أصبح مشتتا وكئيبا فلكم المقارنة مع الذي غيب الطغاة أجمل شيء في حياته..! الشعب اليزيدي شعب مناضل وجسور لن تستطيع حادثة دعاء والتي أُوكد إدانتي الكاملة لها ولطريقة القتل البشعة أن تثلم هذه التضحيات وان تُجيير ضد شعب قدم الكثير للوطنية العراقية والحلم بغد أفضل. ...أن جرائم غسل العار منتشرة في الجنوب وكردستان وهناك قصص مروعة في أريافنا حول طرق جز الرقاب وقطع أيدي النساء وصبغ الأبواب تباهيا وافتخارا بعودة الشرف المهدور كما يُدعى، في الغالب أتضح لاحقا أنهن بريئات من التهم العشائرية البالية..أن هكذا صنف من الجرائم هو تعبير عن تدني الوعي وغياب الدولة ومعها القانون الذي يحمي الناس..وكل هذه الأشياء مدانة ولكن الأخطر عندما توجه حادثة ضد طائفة وشريحة مهمة في المجتمع العراقي، وأنا متأكد تماما بان الاخوة من التقدميين والديمقراطيين في الوسط اليزيدي هم أول من يدين هذه الممارسات..! إن الشعب اليزيدي مستهدف عبر هذه الحادثة وقبلها أحداث الشيخان من مسلسل إرهاب اسود منفلت وخطير ولغايات متشابكة لطرده من وطنه وأرضه ومسؤولية كل عراقي وكذلك الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والنخب المثقفة وكل القوى الخيرة الوقوف بقوة إلى جانبه كجزء هام وحيوي وضروري لغنى العراق وتطوره الذي نحلم به جميعا..بدون ألق وجمال وحرية واحترام خصوصية اخوتنا اليزيديين سيبدو العراق ناقصا ومشوها وفاقدا عنصرا ضروريا في سفر تاريخه حيث التسامح والعيش المشترك....! على الاخوة من نخب ومثقفين وكتاب في الوسط اليزيدي مهام عاجلة واستثنائية أن يمارسوا دورهم المطلوب في زرع التنوير والتوعية بالمخاطر التي تستهدفهم كجزء من استهداف الشعب العراقي برمته..فالارهاب لا يعرف حدود ولا تفاصيل فهو مشروع أسود وظلامي يستهدف الإنسان في المقام الأول..! إن حماية المكونات الجميلة للمجتمع العراقي من مسيحيين الذين يتعرضون لواقع مؤلم ولمعاملة خارجه عن التاريخ وابسط القيم الإنسانية بمحاولة تغيير ديانتهم وقبلها مع اخوتنا الصابئة واليوم مع اخوتنا اليزيديين وغيرهم هي محاولات شريرة ومليئة بالقباحة وحاقدة وملعونة لا يمكن أن يقوم بها إلا ناس بلا قيم وبلا مبادئ ووحوش وقتلة حقا وهم بهذا يفرغون حقدهم الدفين والأسود بشكل لا يصدق على العراق أرضا وشعبا وتاريخا وقيما وأخلاق...! ان الأقليات التي تقال كخطأ شائع هم كبار، وهم عليهم في هذه اللحظة التاريخية من مصير أمّة ووطن أن يقوموا بواجبهم المطلوب والهام بان يلعبوا دورا استثنائيا، فكل وطني عراقي حقيقي سيتقبل مسعاهم ومشاركتهم السياسية الفعالة كونها بلا خلفيات مشوهة فهم الأكثر احتياجا لوطن بلا طائفية وبلا تعصب قومي أو ديني..الجميع كبار وسيأتي يوم سنتساوى فيه تحت فعالية القانون والوطنية الصادقة والمساواة الحقيقة وتحت علم الحرية الذي يرفرف فوق الجميع اجلا أم عاجلا..! كعراقي محب لوطنه وشعبه أوجه تحياتي وتضامني لشعب الأبطال شعب الشهيد أبو فؤاد وسيد خلو أبو مكسيم وهشام ونبيل، للشعب الذي أنجب المئات من القادة والمقاتلين الأبطال صفوة توفيق وأبو ماجد وأبو داود وأبو سربست وأبو عمشة وناظم ختاري وصباح كنجي والآلاف من الشهداء والمفقودين أن يبقى متماسكا وقويا بالدفاع عن أرضه ومقدساته وحقه بالحياة..تلك لحظات مأساوية في تاريخ العراق لن نستطيع عبورها إلا بتضامننا المشترك، بعيشنا المشترك، بحبنا المشترك...حيث المواطنة والمساواة فوق الجميع..!
* توفيق هو القائد الأنصاري المعروف لمقاتلي السرية الخامسة لأنصار الحزب الشيوعي، تمت تصفية عائلته ( الزوجة والأطفال ) أثناء حوادث الأنفال السيئة الصيت. * هيركي:- قاعدة للأنصار الشيوعيين كانت محطة وموقع مقاتل ما بين سوران وبهدنان. * كل الأسماء الواردة هي لمقاتلين وقادة أنصار من الاخوة اليزيديين قدموا الكثير على طريق حرية العراق ورفعته.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |