|
نفط الشعب للـ ......
عدنان الجعفري / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة لا شك إن البيت العراقي يعوم على بحر من النفط أو كما سماه أمير المؤمنين (ع) (( الذهب الاسود )) . وتوجه أنظار الاطماع الغربية الى هذا البلد الجريح منذ الاحتلال البريطاني عام 1917والى غاية يومنا هذا ، وما حكومة البعث الاخيرة إلا واجه من واجهات الاستعمار الغربي وذلك لأن بصمات الغرب واضحة العيان حول تنصيب وتثبيت هذا الحكم الجائر الذي سار في البلاد الى الدكتاتورية والقمح والاضطهاد وجميع أنواع الفقر والحرمان في بلاد الخير والثروات ... فكان مخططا أستعماريا لتفكيك وتفتيت هذا البلد إقتصاديا وإجتماعيا وعلى جميع الاصعدة فعندما فشلت أحلامهم وأنقلب السحر على الساحر كما يعبرون وتمرد ذلك الطفل المشاكس الذي قد تربى وترعرع في قنصلياتهم وأروقتهم وجرت الرياح بما لاتشتهي السفن كما أن ولادة الاسلام والصحوة التي أنتشرت بين ربوع العراقيين في السنوات الاخيرة من جديد كما أن البساط قد سحب من تلك الحكومة وأنتشر الوعي الجماهيري المطالب بالحرية .... وأسباب كثيرة منها المعلن ومنها الخفي (( وما خفي كان أعظم )) كان لزاما على سياسة البيت الاسود تغير هذا النظام الذي أصبح عجوزا وورقة محترقة ولا يلبي طموحات الغرب في الشرق الاوسط فظهر علينا (بوش ) في ولايته الاولى وفي السنة الاولى . بمخططه الاستعماري الجديد تحت عناوين ومسميات منها ( مشروع الشرق الاوسط الكبير) و( الحرب على الارهاب ) و( نشر الحرية والديمقراطية ) ... ومحل الشاهد هنا كان موضوع النفط العراقي أحد الاهداف للدخول وأحتلال هذا البلد من قبل عشرات الدول تحت راية الثالوث المشؤم (( أمريكا – بريطانيا – إسرائيل) وأوهموا الشعب العراقي بانها حرب تحرير لا أحتلال وأطلقوا الوعود لهذا الشعب بمغادرة عصر الحرمان والفقر وأستقبال عصر الرفاهية والعيش الرغيد وبدأت لعبة (( نفط الشعب للشعب )) تلك الشعارات التي أطلقوها لأستغفال أبناء الشعب المضطهد وبدا هذا السيناريو وكانت أول حلقاته هو التهيئة ونقل النفط الى ( تل أبيب ) في الايام الاولى للاحتلال ثم توالت المؤامرات في أزدياد الازمات الواحدة تلو الاخرى في النفط ومشتقاته وما عاناه ويعانيه أبناء العراق من الحرمان من خيراته وأستمر السيناريو حتى تشكيل الحكومة الاولى والثانية وأستمرت الازمات بل حصل الادهى(رفعت العدادات )من أنابيب النفطى واصبح النفط ينتقل عبر الانابيب ( بدون حساب )) عبر تصريحات مقربه في وزارة النفط فبعد صبر الشعب المظلوم على نهب خيراته وأفتعال الازمات عليه من كل حدب وصوب وإذا بسابقة خطيرة لحكومة الائتلاف السابقة تظهر علينا بخطة أقتصادية جديدة لدعم ( الجيوب) الغير ممتلئة تماما وأفراغ ( جيب ) العاقي المسكين وذلك بأرتفاع أسعار الوقود الى تحت دعاوي( منع التهريب ) والتسريب لمشتقات النفط وإن البنك الدولي لا يعطي قروضا للعراق ما لم يتم رفع أسعار الوقود وذلك البنك الذي يدار من قبل كبار الحاخامات اليهودية والرأسمالية الامريكية التي تدير العالم عبر كمبيوتراتها وتجارها ونحن نتسائل كعراقين قد عانينا من الانظمة المتعاقبة :- لماذا تم تأخير هذا المشروع إلى ما بعد الانتخابات ؟! فلو ظهر هذا المشروع قبل الانتخابات الاخيرة فما مصير الائتلاف والاحزاب السياسية أتجاه الشعب ؟! اكيداً سوف يخسرون الشعب ولن يحصلوا على ما يتمنوه !! فهل فكر السياسيون المتحكمون بمصير هذا الشعب قبل أن يصدروا هكذا قرار فلو كانوا يريدون أن يسيروا أسوةً بالدول النفطية فعليهم أن يرفعوا الدخل للمواطن العراقي فيكون متمكناً لهذه الزيادة فلا مستوى معاشي جيد والبطالة في حالة تزايد والاوضاع الاقتصادية متدهورة حتى أصبح راتب الموظفين ( المحسودين ) طبعا بالتناقص التدريجي من ناحية القدرة الشرائية وغلاء الميشة ، ولا نعلم هل الذين أصدروا هذا القرار فكروا بمصير (( الدولار الامريكي) في البرورصة العالميةقبل مصير المواطن ومعاناته التي يكابدها في ظل الظروف العصيبة وهل ياترى هذه البشارة الاولى لهذه الانتخابات وفرحة العراقيين الذين حضروا العرس البنفسجي (( كما يعبرون ) .. فهذا أول الغيث .. ولانعلم ماذا يخبئ القدر لهذا الشعب الذي تكالب عليه العدو والصديق بل تكالب عليه من أهل بيته وظلموه وحرموه وكما قال الشاعر :- ولظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |