تعددت الوثائق والعراقُ واحدُ

مهدي الحسني

alhasseni@hotmail.com

القضية العراقية تنتقل من مؤتمر الى آخر ومن وثيقة الى أخرى والعراق حاله لم يتغير بل ومن سئ الى أسوأ ماعدا بعض الايام والفترات القصيرة جدا جدا التي يمكن ان نقول عنها انها هادئة ويمكن عدها بأصابع اليد وما أن كُتبت وثيقة حتى أشتعلت الأوضاع وكأن الأرهابيين والمخربين والمشعوذين قد مروا بفترة سكون وجاءت الوثيقة لتذكرهم حتى يشعلوا نار الفتنة من جديد .

نعم الموضوع العراقي اصبح قضية من النوع صعبة الحل وطويلة الامد وان كانت فترة الاربع سنوات قصيرة قياسا بالقضية الفلسطينية ألا أنها تصلح لهذه التسمية لشدة وصعوبة احداثها وتعقيداتها التي تتراكم كل يوم وأصبحت لأجل قضيتنا تُعقد المؤتمرات من العيار الثقيل واصبح العراق محطة زيارات لوفود عالية المستوى وجاء لزيارتنا رؤساء لاتحركهم الأ العواصف منهم من جاءنا طمعاً ومنهم من جاءنا خوفاً وحرصاً وكل هذا وذاك فلم يتقدم العراق خطوة الى الامام واقصد خطوة تستحق هذه التسمية فاصبحت الزيادة كألنقصان واليوم كالبارحة أن لم يكن أسوأ, وهاهم الامريكان رغم زيادة عددهم فأصبحوا أكثر من ينطبق عليهم المثل العراقي القائل ( مابيهم خير ودخانهم يعمي ) , فبألامس تناقلت ألأخبار عن قيام الجيش الامريكي بأعتقال قوة من الجيش العراقي في منطقة حي العدل ببغداد وتم تجريدهم من أسلحتهم واقتيادهم مخفورين , وحقاً يُقال شر البلية مايُضحك فلا سيادة ولابطيخ وقد نسمع قريباً ربما شئ وقياساً على هذا الخبر والحدث أن كل مسؤول في القيادة ألأمريكية سيعتقل ما يعادله أو مايقابلة في الحكومة العراقية فمثلاً الرئيس يعتقل الرئيس والنائب يعتقل رئيس الوزراء وهلم جراً وكما يحدث عادة من فرض ألأجندات الأمريكية من تشريع بعض القوانين وتحديد العطل وفرضها على الحكومة ومجلس النواب .

وألآن وقد أجتمعت جميع الدول المؤثرة والدائنة في شرم الشيخ وكتبوا وثيقة العهد المشروطة وأهم شروطها ألأصلاح السياسي وتفعيل المصالحة وحل الميليشيات والقضاء على الارهاب وهذا جميل جدا أن يُبدي المجتمع الدولي أهتماماً أكثر بالقضية ألعراقية ولكن يبدوا من خلال وثيقة العهد أن المجتمع الدولي حريص أكثر من حرص الحكومة على العراقيين بسبب ما سمعته عن نية الحكومة اطلاق مبادرة جديدة من خمس بنود لتفعيل ماجاء في وثيقة العهد الدولي وشروطها وهذا يعني أنه وكما يقول مثل عراقي آخر ( أحنة مانجي ألا بالبسط ) فلماذا هذا ألأنتظار الطويل حتى تأتي وثيقة وتضع شرطاً بعدم تنفيذ المجتع الدولي بألتزاماته حتى تفي الحكومة بما يتوجب عليها من ألتزامات وبعد الوثيقة تبدأ ألأجتماعات الحارة والودية والساخنة بين ألأطراف الحكومية والسياسية بعد أن علم الجميع أن ( الحديدة حارة ) هذه المرة فأما أن يفي العراق بما عليه وأما أن تُدير الأطراف الدولية ظهرها للعراق وشعبه وعندئذ ويومئذٍ لاينفع مالُ ولابنون , وهذه الوثيقة هي برأيي ليست موجهة للعراقيين كحكومة فقط بل للجميع, ولذا على الجميع واولهم السياسيين أن يخفضوا من سقف مطالبهم تنازلا لاخوانهم من ابناء الوطن فهم ليسوا بخاسرين لأنهم يتنازلون لشعبهم ووطنهم وانفسهم وأعتقد أن الفترة القادمة ستكون حُبلى بالأحداث وابرزها سيكون تركيز الأرهاب على كل شئ يمكن أن يؤدي الى فتن طائفية ودينية لأفشال كل الوثائق والعهود من وثيقة مكة الى وثيقة شرم الشيخ ولو حصل وحقق الارهاب مايصبو اليه فعندئذٍ لن يبقى للسياسيين سقفا لمطالبهم وستسقط كل السقوف وتنخلع كل الابواب وسيصبح الوطن عرياناً ويكون ( فرجة لليسوة والمايسوة) وسيشمت به ألأعداء ويبكي على حاله الأصدقاء ولن ينفع الندم وسوف يستبيح أرضنا التكفيريون والمحتلين والطامعين والعصابات المسلحة والميليشيات وكل يفرض القانون الذي يريد وسيكون المواطن أمام خيارين لاثالث لهما مع هؤلاء وهو ( أن لم تكن معنا فأنت علينا ).

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com