|
المرجعية الدينية جهاد وتحدِ عبد الرزاق السلطاني لقد وقفت المرجعية الدينية المباركة ممثلة بسماحة الامام السيستاني وعلى مدى تأريخها الجهادي ضد كل المحاولات السيئة التي حاولت النيل من الوجود الإنساني المقدس، فتأريخها زاخر بالشواهد لالتصاقها بهموم الآخرين وتطلعاتهم، فهي لم تستثن أي مكون بل كانت ولا زالت المظلة الأبوية التي يتفيأ بها كل الأحرار، ولم تعط الفرصة لأعدائها بأي شكل من الأشكال للمساس بها من خلال نهجها وأدبياتها التي أبهرت مشارق الأرض ومغاربها، فقد سجلت صفحة بيضاء من صفحات تأريخها الوطني، كما أعادت الحقوق المهدورة للشعب العراقي وضمنت حقوقهم من خلال دعواتها الاستراتيجية بما يتناسب مع تطلعات العراقيين ومعطيات المراحل التي أريد تغييبها، فلا غرابة أن تظهر أنماط سياسية جديدة تسعى لتشويه تلك الحقائق الناصعة التي شهد لها العالم كله فهناك مستويان لفهم الجدل الاعلامي، الأول يراه غير حقيقي مفتعلاً وهو الذي يتردد في المبارزات الخطابية لتحقيق مكاسب سياسية معينة، والآخر هو ذلك البعيد عن الأضواء الذي يتسم بالمرارة والقسوة الشديدة، فكل الدلائل على الأرض تشير بتورط بعض الأنظمة في دعم الإرهاب في العراق وبصور مختلفة، سواء بالفضائيات او المال الحرام الذي يجمع في أماكن عامة وخاصة في تلك الدول ليصل إلى تلك العصابات تحت غطاء (المقاومة والجهاد)، فالتقصير الفاضح من تلك الحكومات التي لا زالت في غيها يجب أن يوضع له حد، من خلال فضحها وتعريتها أمام الرأي العام العالمي، كما وندعو المنظومة الدولية ومؤسساتها أن تأخذ على عاتقها تشكيل حملة ضغوط دولية لقبر تلك البؤر وحواضنها الإرهابية لوضع حد للتجاوزات على مرجعيتنا الدينية المتكررة، ومن العوامل التي زادت تلك الهستيريا هي الدبلوماسية العراقية التي اضافت الى رصيدها الثر نجاحات جديدة بحيث فرضت نفسها على الواقع العربي والدولي مما جعله يزداد قناعة من ان عقارب الساعة لا تعود الى الوراء، وان الحقائق التي خلفتها السنوات الاربع الماضية اكدت في جملة ما اكدت عليه ان العراقيين اسقطوا الكثير من الرهانات والمؤامرات التي ارادت النيل من تجربتهم الديموقراطية، لا سيما بعد ان فقدت منظمة (القاعدة) الارهابية وحلفاؤها الصداميين قاعدتهم، اذ لم تكن الجغرافية العراقية يوما ارضا خصبة لها فقد استغلت ظرفا سياسيا معينا اعطاها المسوغات لنشر ايديولوجيتها المنحرفة والمستوردة، فقد سعت الى تحويل بغداد والكثير من مناطق العراق الى قندهار طالبانية، ومما لا شك فيه ان خسارتها تعزى الى التصادم الديني والاخلاقي والفواصل التاريخية الكبيرة مما افقدها موقعها الميداني وافشل استراتيجيتها الاصولية، الامر الذي يحتاج الى جهد عربي حقيقي يسهم اسهاما فاعلاً باسناد الدبلوماسية العراقية ودفع جهود الحكومة من اجل مكافحتها الارهاب، وانجاح العملية السياسية بما يضمن ان يكون العراق فاعلا في محيطه الاقليم – دولي ، ولايقاف حيثيات ما يجري على الخارطة العراقية من تداعيات الارهاب القادم من خارج الحدود لابد من السعي لفك الاشتباك عن الساحة العراقية بنئيها عن التراشق السياسي الخارجي، ومن الممكن ان يخطو الاداء العربي والدولي الى الامام بتفاعله الجاد بدعم المسارات الديموقراطية بالتعامل مع الخطاب الحكومي ليتسنى له توسيع مشروع المصالحة الوطنية التي تسير بخط متواز تصاعدي مع خطة فرض القانون فتكتيكاتها الاخيرة اوجدت افق وطني لاعادة الامن والاستقرار وحددت مسارات العنف لكثير من مناطق العراق والاجراءات المؤقتة لا تعدو ان تكون اجراءات مرحلية لتجفيف منابع الارهاب.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |