|
المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم اميرة بيت شموئيل مشكلة الارهاب والتشدد في نظر الغرب لم تعد اسامة بن لادن، بل ان البعض منهم يشكرون بن لادن لمساعدتهم على تسليط الضوء على ابعد متشدد ديني، لربما لم يكونوا قد خبروا باضراره عليهم لولا بن لادن وتتبع خطى بن لادن. فوسائل اعلامهم جعلتهم ينظرون الى ابعاد الارهاب الذي كان يطالهم في بلدانهم بين الفينة والفينة قبل الحادي عشر من سبتمبر والذي لم يكونوا يهتموا بشانه وقتها. وسائل الاعلام الغربية تخطت بن لادن لتلقي الضوء على اصغر وابعد شخصية دينية متشددة ، رجل دين يستغل تجمع الشعب للصلاة ليلقي بامراض التعصب والكراهية فيهم واصفا امام الملئ الغرب بالكفار والقردة والخنازير والمخالفين بعملاء والمجرمين ويوجب قتلهم جميعا ، متوجا خطابه بهالة دينية مؤثرة ، مستمدا قوته من هذه الهالة امام جمهوره . الغرب ومن خلال وسائل اعلامه وجد ان هذه بؤرة التشدد والارهاب والتي تعيلها سياسات الحكام المتناقضة بين تشجيع هؤلاء لزرع الاحقاد في شعوبهم للغرب من جهة واخفاء تعاملهم ومصالحهم مع الغرب عن شعوبهم من جهة اخرى. بالرغم من معارضة الكثير من الشخصيات السياسية الامريكية والغربية بشكل عام لتواجد الجيش الامريكي وحلفائه في العراق، الا انهم يتفقوا جميعا على ان المتشددين والارهابيين لايفهموا لغة العالم وليست لهم صلة بحضاراته المتعددة التي باتت تنفتح وتتقارب وتتلاحم اكثر من ذي قبل من خلال اتصال وحوار حضاري للعالم ، وبالتالي ترى ( الشخصيات السياسية) لا بد من القضاء على الارهابيين ( قمة التشدد) وظاهرةالتشدد ، وليس المسلمين، ليعم السلام في العالم. فنظرة الغرب لهذا الصراع هو صراع بين الحضارة والتخلف او الجديد المتطور في العالم والقديم البالي، ويجد ان العالم كله يقف في جهة والارهابيين في الجهة المخالفة. ومن جهة اخرى يحاول العديد من المتشددين والارهابيين ، الدينيين والدنيويين، حشر الاسلام واضفاء هالة دينية على خطاباتهم وتصوير الحرب ضد الارهاب والتشدد على انها هجوم الغرب الكافر والحرب الصليبية ضد الاسلام والمسلمين ، فقط لحشد العالم الاسلامي خلفهم، واهدار طاقاته الكبيرة في الدفاع عنهم بدل التواصل مع حضارات العالم. المتشددون والارهابيون حتى عندما يصلوا الى سدة الحكم يستمروا على نفس المنوال مع اخفاء علاقاتهم واتصالاتهم الدولية مع الغرب عن شعوبهم ليبقوا على التشويه السابق لصورة الاخرين في بلدانهم. قد لايصدق الشخص البسيط والذي لم يطلع على اوضاع العراق تحت حكم صدام حسين، الحضور القوي للشركات الاجنبية والعربية في الوقت الذي سيق اغلب ابناء العراق الى ساحات القتال وترك للشركات الاجنبية حصة الاسد في البناء. نعم، فعندما كان صدام يكيل اللعنات للغرب الامبريالي والصهيوني ويتوعد بالرد الحازم على تدخلاتهم السافرة و و و الخ من العبارات التي تزرع التشدد والكراهية للاخر ، كان في الوقت نفسه يفسح ( باعتباره رئيس العراق والحاكم المطلق) المجال للاخر ( للشركات الاجنبية الغربية ) لسحب البساط من الشركات العراقية والعراقيين في عملية الاعمار، من حيث تسهيل استلامها لمشاريع الاعمار من جهة وضخامة الاموال المقدمة لها ومن خلالها الرواتب المقدمة لعمالها او موظفيها او مهندسيها من جهة اخرى. وعلى هذا المنوال نجد البقية الباقية من المسؤولين المتشددين الدينيين والدنيويين، كسياسة بن لادن الذي عاش سنين عديدة في امريكان وكانت له مصالحه الخاصة والدينية ايضا فيها ، والذي لابد وان يعي تماما تطور لغة العالم لخلق اسلوب حضاري للحوار والتواصل . ماذا كانت نتيجة خداع الرؤساء اوالسياسيين الكبار لشعوبهم والتناقض بين صورة وحقيقة علاقاتهم بالغرب ؟ في العديد من البرامج السياسية في دول الغرب يتم تسليط الضوء على نتائج هذا التناقض بتصوير رجال دين او سياسيين من المتشددين الصغار ، ممن لايعوا التفريق بين الصديق والعدو في الغرب، امام جمهورهم ليضربوا جميع الغرب بعصا واحدة ويجعلوا منهم جميعا اعداء له وجب قتلهم. فهؤلاء في نظر الغرب اخطر من اسامة بن لادن لانهم في اتصال دائم مع الجمهور المحتشد حولهم ويؤثروا عليه. ثم يتابعوا تأثير المتشددين على الجمهور وخاصة الشباب والاطفال ( اجيال المستقبل) من الذين يتباهوا باعادة صياغة عبارات المتشددين والتوعد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |