|
زيارة ديك تشيني إلى العراق ..زيارة عمل أم زيارة أوامر جديدة؟ رائد محمد
زيارة السيد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي المفاجئة إلى العراق لابد وأنها تحمل بين طياتها الكثير من الأمور التي تخص التواجد الأميركي في العراق وكيفية معالجة الوضع المتأزم الذي يمر بة البلد بعد آن أصبحت ساحته تعج بالكثير من المصاعب للاميركان و للحكومة والشعب العراقي نتيجة تضارب المصالح والرؤى داخل هذه الساحة من خلال تواجد إستراتيجيات مختلفة التوجهات تتجاذب الأحداث يوميا أن لم نقل كل ساعة آو دقيقه . تعي واشنطن أن هناك عدة عوامل تعصف بالمشهد العراقي وتحاول أن تشوش المشهد برمته وتحويله إلى مذبح لمصالح خارجية ليس للعراق فيها ناقة آو جمل, هذه العوامل أصبحت تقلق واشنطن وتحسب لها حسابا خاصا تحاول فيها أيجاد حلول على حساب العملية السياسية وتحويل مسارها لإرضاء دول الجوار السني من أن هيمنة الشيعة على المشهد السياسي في العراق رغم كذبة حكومة الوحدة الوطنية التي فرحنا وكذبنا على أنفسنا بها ماهي ألا إفراز لواقع موجود على الأرض ولكن غير مقبول إقليميا وأميركيا والدلائل جميعها تؤشر إلى أن المسالة مسالة وقت لأغير ليتم تصحيح المسار وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بثوب جديد بمساعدة أطراف عراقية متقلبة الولائات والتحالفات. وكما هو معروف ومتفق علية أن واشنطن هي الراعية الرئيسية للعملية السياسية في العراق ألا أننا نرى أن هذه القوة العظمى تتخبط من دون أن تجد الحلول لكل المشاكل العالقة بالرغم من أن الوضع لايحتمل الانتظار أبدا من دون حلول فالجميع من دول الجوار تسعى بل تريد أن تكون هي الأمر الناهي في العراق من دون احترام لخصوصية العراق حكومتا وشعبا والمحاولة على التأثير على فكر السياسة الأميركية المتورطة أصلا بالعراق من خلال التهويل والتخويف وإثارة الفتن الطائفية الداخلية من خلال المواقف الرسمية أو الدعم الغير مباشر لهذا الطرف أو ذاك وتغليب مصلحة هذه الجهة على تلك ومن خلال هذا الأمر وجدت ألسعوديه في هذا الأمر مجالا رحبا لممارسة دور الأخ الأكبر لسنة العراق قبل مؤتمر العهد الدولي في شرم الشيخ من خلال التصعيد الغير مبرر في اتخاذ موقف شائن وغير طبيعي في العلاقات الدولية المتعارف عليها أدى ذلك إلى أن يكون هذا الموقف المتشنج هو المدخل الحقيقي للرفض المبطن للسعوديين لوجود ألشيعه على رأس الحكم في العراق حسب مااوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد قالت : إن الموعد (المحدد لزيارة المالكي) رفض، ونقلت عن مصادر رسمية عربية وعراقية قولهم : إن هذا الرفض يجسد ازدياد التوتر بين البلدين وشكوك المسئولين السنة في المنطقة، إزاء الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة. واعتبرت الصحيفة أن "الصفعة" التي وجهها العاهل السعودي للمالكي تقلل من فرص الولايات المتحدة في التوصل إلى تهدئة التوتر الإقليمي، وبدء عملية تعاون إقليمي حول العراق. مما يؤكد أن للسعوديين الضلع الأكبر في أثارة الفتن والقلاقل داخل العراق وإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة الاميركيه على عدة محاور أهمها بأنهم موجودين وبنفس الحجم والثقل الإيراني في المنطقة عموما والعراق خصوصا ومن ثم أتبعة تصريح احد الدبلوماسيين العرب من أن السعودية أبلغتها تحفظها على سياسة المالكي في العراق وهو بالأساس الموقف الذي تتخذه السعودية منذ القمة العربية التي عقدت في الرياض بتاريخ28 و29 مارس، من خلال رفضها أن يكون المالكي على رأس الوفد العراقي المشارك في المؤتمر جلال طالباني وتغيب المالكي عنه. من ثم اعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس(( بأن الدول العربية ذات الغالبية السنية، المجاورة للعراق، ما زالت "متشككة" حيال المالكي)) الذي يبدو انه لن ينال رضا هذه الحكومات ألا بعد تنفيذ أجندتها التي تراها مناسبة لها وليس لمصلحة العراق كحكومة ذات سيادة وان غابت تلك السيادة في أجندة العمليات العسكرية الاميركيه على ارض الواقع العراقي الحالي. لذا تبدو زيارة نائب الرئيس الأميركي تشيني إلى العراق عمليا زيارة لغرض وضع حد لهذه المخاوف التي تقلق الولايات المتحدة جدا من خلال عدم تقل الواقع العراقي الجديد والنظر أليه بعين طائفية عوراء و أنها ستحمل بين طياتها فصل جديد من الضغوطات على المالكي من اجل تخفيف وطأة الخوف السعودي ومن خلفها محور مصري أردني غير واضح في الصورة لأسباب معروفة وهي مجرد زيارة جديدة سوف تبدءا بأوامر أميركية جديدة بالانحناء للعرب وتفويت ألفرصه على العراقيين ليمتلكوا بلدهم ويكونوا أسياد أنفسهم ولو لمرة واحده ومن اجل عيون ديكتاتوريات وكانتونات ودكاكين السياسة العربية الجديدة,,, فاحذر ياعراقيين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |