أنا وليلى وهو والحور العين ! .. لقاء خاص مع إرهابي

ساهر عريبي

sailhms@yahoo.com

 منذ أن أعلنت خفافيش الظلام الأرهابية حربها الخاسرة ضد الشعب العراقي وأنا في حيرة من أمري في تحليل سلوك هؤلاء البربري المعادي لكل مظاهر الحياة الأنسانية. فمالذي يدفع شبانا يافعين لقتل انفسهم وسط حشود النساء والأطفال والرجال الخارجين لطلب الرزق لعوائلهم, ومالذي يدفع هؤلاء لقتل أكبر عدد ممكن من طلبة الجامعات العراقية؟ ومالذي يدفع هؤلاء لتهديم بيوت الله وكنائسه التي يعبد فيها ويذكر فيها إسمه؟

ومالذي يدفع هؤلاء لنسف شارع الثقافة والعلم وسط بغداد؟

 ورغم أني أملك بعض الأجوبة للعديد من مثل هذه التساؤلات التي تجول في خاطري حول سلوك هؤلاء البعيد كل البعد عن كل القيم الأنسانية إلا أنني كنت أتمنى اللقاء بأحدهم لأحاوره رغم علمي بأنهم سيعيرونني أذانهم الصماء لأنهم طبع على قلوبهم فهم صم بكم لايفقهون. إلا أن محاولة إظهار الحقائق لاضير فيها, ولذا فعزمت على لقاء أحد هؤلاء في طرقات بغداد وبالفعل خرجت أتجول في طرقاتها التي تفوح منها رائحة الموت والحياة في ان واحد على أمل أن ألتقي بأحدهم من غير سابق موعد أو إنذار!

 وفي الطريق كنت أستجمع أفكاري وأنظم أسألتي التي املك أجوبتها لكي يطمئن قلبي وتلك التي لا أعرف لها جوابا! ومنها من أي جامعة تخرج هؤلاء بهذه الروح المدمرة لكل ما هو إنساني وعلى يدي من؟فأنا أعلم بأن هذه القنابل البشرية الموقوتة يجري تصنيعها على أيدي شيوخ السوء المنتشرين في بلاد العرب ممن إتخذوا دين الله لعقا يحوطونه ما درت معائشهم فيغرون هؤلاء الشبان الفارغين والمهزومين في زحمة هذه الحياة التي يسود فيها العلم والثقافة بأن لديهم قضية مقدسة وهدف سام وانا أعلم أن لاقضية مقدسة طالما تحالفت مع الموت.

  وأنا أعلم بأن ثقافة هؤلاء هي ثقافة الحقد والأقصاء التي نجد جذورها في أعماق التأريخ وأنا أعلم بأن هؤلاء يجري غسل أدمغتهم بإسم الدين وبأن العراقيين مشركين ينبغي إزالتهم من الوجود وبأن قتالهم وإبادتهم هي أولى من قتال القوات الأجنبية في العراق. فهؤلاء وقبل قدومهم الى العراق يجري تقسيمهم حسب رغبتهم إذ تعرض عليهم إستمارات فيها جملة من الأسئلة ومنها أي الأصناف التالية ترغب في إبادتها في العراق , العراقيين ام الأمريكان؟وكم كانت دهشة أحد مسؤولي الدول العربية كبيرة عندما وصلته معلومات تفيد بأن غالبية هؤلاء يفضلون قتال العراقيين على الأمريكان!

 وكنت أود ان أوضح له بأن الأمريكان موجودون في بلاد العرب لديهم قواعدهم العسكرية وسفاراتهم التي تتحكم بالأنظمة القائمة ولديهم شركاتهم التي تحقق أرباحا طائلة في منطقتنا فلماذا لاتحاربوهم هناك؟ وكنت اود أخباره بأن علماء الأسلام وملوكه ممن يدعون اليوم الى قتال الأمريكان هم ذاتهم من أفتى بجواز الأستعانة بهذه القوات لأخراج جيوش صدام من دولة الكويت قبل سنين وهم من سمح لهم بإقامة القواعد على مقربة من مساجدهم وقصورهم.

 وكنت أود إطلاعه على ان هؤلاء الدجالين قد أرسلوا أبناءهم للدراسة في خيرة الجامعات الأمريكية بينما هم يرسلون أولاد الخائبة من أمثاله الى محرقة الموت في العراق. وكنت اود إطلاعه بان هؤلاء الدجالين الذين يعدونك بالحور العين وبأنهار الخمر يتزوجون الصبايا وهم في أرذل العمر كما فعل شيخهم السفهاوي وهم يحتسون الخمر من أيدي الغلمان في قصورهم.

 وبينما أنا أفكر بذلك وإذا بصوت يدوي بالقرب مني فعلمت بانه قد قدم فقدوم هؤلاء مصحوب بدوي كدوي الرعد وشعرت بحبيبات من الزجاج تتناثر فوق رأسي  فذهبت مسرعا نحو مكانه فرأيت جثث العراقيين متناثرة ورأيت الرعب في عيون الطفال والنساء وأما هو فرأيته ملقى على قارعة الطريق رأسا بلاجثة فكان كما توقعت ذو ملامح ظلامية قادمة من أعماق الصحراء فوقفت على رأسه الذي تتقاذفه بساطيل الشرطة على قارعة الطريق, فسألته لم تركت الرتل الأمريكي  يمر بسلام ومن ثم قتلت العراقيين؟ ثم قلت له لا تجب فأنا أعلم بأنك مختص بقتل العراقيين.

ثم سألته أين أنت الأن وكم حورية تحلق حولك ؟ فرأيت في عينيه حسرة فقلت له لاتجب فأنا أعلم أن لاحورية قد أستقبلتك أتعلم لماذا؟ لأنك أرعبت ليلى في بغداد , لأنك تركت عيون المها بين الرصافة والجسر مذهولة ولقد حرم الله على كل من يرعب ليلى الجنة والحور.

 ثم أردت أن أغيضه فقلت له أتعلم الى ألى أين أنا ذاهب اليوم وهو ينظر الي بعينين غائرتين فقلت له سأخبرك ولكن بشرط أن تعدني بالأنتحار  مرة أخرى ولكن  في جهنم بين من سبقوك من سفاحين وطاغين , إني ذاهب ورغم انفك   لأقضي الليل بالتمتع بالنظر في عيون المها وحتى الصباح وحين تكف ليلى عن الكلام المباح!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com