|
من دفتر ذكرياتي في أبو غريب / (ليلة محاولة اغتيال عدي!!) (12) جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
من دفتر ذكرياتي في معتقل / أبوغريب ـ الحلقة الثانية عشر ـ محاولة أغتيال / عدي صدام حسين . لربما هنالك من يسأل : ما علاقة أغتيال / عدي بمعتقل / أبوغريب؟؟. أعطيه كل الحق، ولكن ليصبر على قليلاٌ ويقرأ الموضوع ، وحينها أنا الذي سوف يسأل : ياترى هل هنالك علاقة ..؟؟ أم لاء ..؟؟. إذن لنقراٌ ونرى !!. ********* الوقت ليلاً .. وفي تلك ألأوقات يكون القسم هادئاً جداً ، حيث ألأوامر هكذا.. وألأهم لمراعات المرضى وكبار السن الذين يخلدون الى النوم في ساعة مبكرة!!. نعم حتى صوت التلفاز يجب أن يكون واطئاً .. في تلك ألأوقات نكون قد أنتهينا من تناول العشاء وشرب الشاي، وحينها تبدأ تبادل الزيارات بين الغرف.. حلقات حلقات نتبادل ألأحاديث ونسمع من أساتذتنا الكثير ونتعلم منهم أكثر ..الحديث طويل والوقت أطول..لابد من أيجاد وسائل لتمضية ألأوقات ..هكذا كنا.. والله لو بأمكان الجدران تتحدث لحكت الكثير الكثير ولروت العجائب للأجيال القادمة ماتعرضنا من أنتهاكات وأعتداءات ..ولكن هيهات.. مع هذا وذاك لله الحمد..عشنا وبأمكاننا أن ننقل الحقائق للأجيال وكلها حقائق بأذن الله.. ولم لاء..لكون هنالك أكثر من الف شاهد على مذكراتي وأكثرهم ( لله الحمد أحياء ) ولازلت ولحد اليوم لي أتصال معهم.. منهم آلآن يتبؤ مناصب في الدولة سواء في العاصمة أو أقليم / كوردستان.. هنالك منهم [ وكلاء وزارات ومدراء عامون وضباط برتب كبيرة في ألأجهزة الخاصة والشرطة والجيش وبقية الدوائر الحساسة وغيرها ] .. مع هذا للأسف الشديد يأتي أحدهم و( يصفط) مجموعة من ألأفتراءات الخيالية من خياله ( المريض) وكأن الدنيا ( خان جغان ) لا شهود ولا أثباتات ولاغير..( شلح وأعبر ) .. هؤلاء ويشهد الله دوائهم دواء ( العقرب) أي الضرب على الرأس حتى يصحى الضمير والوجدان..إن كان هنالك ضمير ووجدان .......... ولكن لا أعتقد!!. قبل فترة كتب أحدهم ( تحت أسم مستعار طبعاً) بأنني كنت في غرفة خاصة كغرف فندق ( شيراتون )!!.. يا للعجب.. هل كان معنا في أبو غريب؟؟؟... وياترى هل يكذب آلآف الشرفاء الذين كانوا معي في ذلك القسم..؟؟. لله الحمد أحتفظ بصورة التقطت ( سراً) وحينها ليرى القارىء الكريم تلك الغرفة البائسة!!!.... لايهم تلك ألأمور من شأن المرضى النفسيون فقط.. اللهم أصلحهم ودلهم على طريق المستقيم. للعودة الى الموضوع : كانت الساعة / الحادية عشر و15 دقيقة من ليلة الخميس على الجمعة 12/12 / 1996.. كنا نشاهد الفلم العربي [ الحب الضائع ] من بطولة / سعاد حسني ورشدي أباظة والممثل التونسي المرحوم / علي بن عباد وزبيدة ثروت وغيرهم !!. فجأة نزل أحدهم من الطابق العلوي وهو يصرخ : ــ أنتباه ... أنتباه.. لقد أطلقوا النار على ( أستاذ عدي!!!) .. نعم ، لقد تعرض الى محاولة أغتيال!!. الخبر كان كالصاعقة !! .. ياربي ما العمل.. حزننا !!! لكوننا كنا نعرف النتائج الوخيمة ..الله يستر من النتائج!!. ــ إذا كان ( المنفذون ) من تنظيمات / حزب الدعوة ألأسلامي .. ستكون النتائج وخيمة على معتقلي ذلك الحزب.. حتماً ستتم إعادة محاكمتهم وسيعدم العشرات بسبب تلك المحاولة !!. ــ إذا كان المنفذون من التنظيمات الكوردية.. نفس النتائج!!. ــ وأذا كانوا من من تنظيمات الحزب الشيوعي والعمال الشيوعي ..فأيضاً كارثة ، لكون كان العشرات من التنظيمين بيننا!!. ــ ونفس الشىء بالنسبة الى ألأخوة / التركمان و الكلداني ألأشوري السرياني واليزيدية وغيرهم !!. لذلك ياترى ما العمل ؟؟. تلك الليلة لم ننام ولالحظة.. وبما أننا لم نكن نملك ( راديو ) لكونه من الممنوعات.. لذلك كنا نستنجد بالحرس لينقلوا لنا ألأخبار ساعة في ساعة !!. في الصباح علمنا من الحرس مايلي: أن حالة / عدي مستقرة.. وهو آلآن راقد في المستشفى.. وألأهم أن المنفذون لاذوا بالفرار ولم يلقى القبض على أحد!!. لله الحمد.. لقد تنفسنا الصعداء.. وأصبحنا في حالة أفضل.. وبتنا نتبادل التهاني بهذا الخبر وأبعاد هذه الكارثة منا.. نشكرك يارب!!. في المساء ومن خلال التلفاز عرفنا المزيد من تلك الحادثة ، حيث كان ( تلفزيون الشباب ) ينقل الكثير الكثير.. لابل أصبح متفرغاً لتك المسألة !!. بعد المواجهة سمعنا الكثير من ألأهل حول تفاصيل العملية ووضع / عدي .. وألأحتفالات التي تجري في مكان الحادث حيث خروج آلآف من الناس للأستنكارو نحر الذبائح وإقامة الولائم وخروج المظاهرات وغيرها!!. بعد أيام جائنا / المعاون السياسي لمدير ألأمن ( رائد / سلام ) وطلب منا مايلي : ــ يجب أن يتبرع الميسورون لشراء عدد من ألأغنام ونحرها بمناسبة سلامة ألأستاذ ، وسيحضر المدير شخصياً تلك المناسبة .. ومن غير نقاش!!. فوراً ومن غير مناقشة ( طبعاً ) قمنا بتبرع ـ سخي ـ لشراء أربعة خرفان.. وتم تحديد صباح أحد ألأيام وبحضور المدير وكافة المسؤلين ، أجتمعنا في الساحة ألأمامية للأحتفال بمناسبة نجاة ( ألأستاذ!!) من محاولة ألأغتيال!!!. الغريب ..لقد أمر المدير / بحمل الخرفان ووضعها في سيارته .. وباي باي!!. وآلآن لابد أن يؤيدني القارىء الكريم بكوني على حق حينما ربطت تلك المحاولة بوضعنا في / أبو غريب!!. عشنا وشفنا.. أيام صعبة لاتنسى.. لنا حلقات أخرى بأذنه تعالى.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |