صراع اميركا الداخلي وتأثيره على الواقع العراقي

ستار عواد الحاجي / تجمع عراق المستقبل

cairaqs@yahoo.com

لم يعد العراق سوى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتنازعة فحسب بل اصبح ساحة للنزاعات الداخلية في البلدان التي لها تأثيراً واضحاً في العراق ولعل سبب مأساتنا هي تلك الصراعات الخارجية التي ليس للشعب العراقي فيها ناقة ولا جمل فهو يدفع كل يوم خيرة أبناءه ويستنزف ثرواته وتحطيم بناه التحتية. فلا ننسى ان الصراع العربي الاميركي وخوف الحكام العرب من ان يزحف مشروع بوش (الديمقراطي) الى دولهم وتنهار عروشهم التي بنوها على رقاب الفقراء وخصوصاً ان تلك الدول لا تقدم يد العون للولايات المتحدة الاميركية وهي تستمر بنشر الديمقراطية ومحاربة الارهاب فهي دول (ليست صديقة ) على حد تعبير بوش. فخذ مثلاً سوريا والسعودية ودورهما في تأجيج العنف في البلاد ودعم الجماعات المسلحة وتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي لافشال مشروع التغير في العراق وهذا ليس تكهناً او تحليلاً بل ما اثبتته الحكومة العراقية من خلال القاء القبض على مجاميع من السوريين والسعوديين وكذلك حسب اعترافاتهم هذا من جانب ومن جانب اخر الصراع الايراني الاميركي والتي تحاول كل من هاتين الدولتين اثبات وجودها في المنطقة والسيطرة عليها وكذلك وجود الجماعات المسلحة التي تستهدف القوات الاميركية المنتشرة وسط وجنوب العراق مستغلة بذلك وجود تلك القوات بالقرب منها فهي تزود عدداً من المجاميع التابعة لها سلاحاً حديثاً ومتطوراً يوازي ما تمتلكه القوات الاجنبية. فهي بذلك تشكل عبئاً على المشروع العراقي الذي يسير وفق خطة متكاملة تمثلت بأخذ السيادة واستلام الملفات الامنية شيئاً بعد شيء. لذا فأن دول الجوار تشكل عائقاً امام اي مشروع تقدمي امني يحل الامن وتنعم به البلاد بالاستقرار ولا يهم تلك البلدان الشعب العراقي مهماً خسر من ارواح فهي تريد مصالحها وهذا ديدن السياسية والسياسيون في كل بلدان العالم، كل هذه التدخلات حاولت الحكومة العراقية حلها عبر الحوارات والزيارات المتكررة رفيعة المستوى الى تلك البلدان لكن دون جدوى تذكر والمؤتمرات والمشاورات مستمرة للوصول الى حل مع تلك الدول التي تريد افشال مشروع التغير في العراق وخصوصاً بعد ان جاء على يد القوات الاميركية. لكن هذا الوضع المعقد بكل اشكاله تنظر اليه الولايات المتحدة وتحاول جاهدة على انهاء تلك التدخلات وتحث تلك الحكومات العربية على ضرورة مساعدة العراق للخروج من محنته. لكن المصيبة الكبرى هنا عندما يتحول الصراع الاميركي بين الديمقراطيين والجمهوريوين الى العراق وتبدو تلك الاختلافات ذات مساس وتأثير بالوضع العراقي المعقد فالديمقراطيون منذ ان حصلوا على الاغلبية البرلمانية يحاولون تقديم مشروع لسحب القوات الاميركية وايقاف التمويل لها الامر الذي يجعل الجمهوريين يصرون على ارسال عدد اضافي الى العراق لانجاح المشروع والقضاء على الارهاب. لذا يرى المراقبون من احتمالية دعم جهات اميركية للمجاميع المسلحة لعرقلة مشروع الرئيس بوش ممثل الحزب الجمهوري وذلك للضغط على الجمهوريين لسحب القوات وايقاف الدعم.

وكذلك لا تستبعد الجماهير العراقية من وجود مؤامرة من تلك النوع بين مراكز القرار الاميركي فهنالك احاديث لعدد من المسؤولين العراقيين وخصوصاً الامنيين منهم من ان هنالك تعمد واضح في بعض قطعات الجيش الاميركي تمد بعض جماعات العنف وكذلك تغض الطرف عن مناطق وبؤر للتوتر. كل هذه النزاعات الداخلية الاميركية بين الجمهوريين والديمقراطيين يدفع ثمنها ايضاً الشعب العراقي فالوضع العراقي يتفاقم يوماً بعد يوم وامكانية الوصول لحل يتجاوز هذه المرحلة بدأ شبه مستحيل ما لم تقوم الحكومة العراقية بأتخاذ خطوات عديدة بذلك الشان بعد ان تشخص مواطن الخلل وتضع خطوط حمراء مع تلك الدول التي تتجاوز على العراق ومن ضمنها اميركا ولعل مناسبة انعقاد مؤتمر شرم الشيخ فرصة للتركيز على مثل تلك التجاوزات وفرصة لبداية علاقات عراقية مع دول العالم وخصوصاً دول الجوار قائمة على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وان كان هذا (النشيد) تسمعه الحكومة يومياً عند كل لقاء لكنها بحاجة الى مواثيق ومعاهدات توقع بموجبها وتجعل العقوبات الدولية بأشراف الامم المتحدة هي التي تراقب تلك المواثيق التي نأمل ان تكون ناجحة لبناء عراق مستقر ومستقل.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com