|
الحياة والمجتمع الحي عدنان الجعفري / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة قال تعالى (( يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) سورة الأنفال آية-24- ... فقد وصف القران الكريم بأن رسالات الله بأنها حياة ((تحيكم)) أي استجيبوا لما يعطيكم الحياة ، والحياة هي القوه الكامنة في الشيء تعطيه القدرة على اكتساب الأشياء الأخرى وأذابتها في بوتقة واحدة في اتجاه معين والحياة الدنيا هي الفترة التي نبني بها للحياة الأبدية ، قال تعالى ((الدار الآخرة لهي الحيوان )). فالمجتمع يكون بذلك إما مجتمعاً حياً يزهو بالفكر والعطاء والإبداع أو مجتمعا ميتا منطوياً بعيداُ عن الحركات الرسالية والثورات التحريرية التي ترفع الاستعباد لها فالمجتمع الحي هو تماما كالبذرة الحية التي عندما تتوفر لها فرص النمو من أشعة الشمس وصلاح الأرض والماء .... الخ فأنها تتحول هذه البذرة إلى شجرة كبيرة . وبذلك يكون المجتمع الحي هو المجتمع الذي يملك ألقدره على استقطاب وامتصاص جميع الأمكانات المادية والبشرية ويصبها في هيكلية بناء المجتمع الميت مثله كمثل ألبذره الميتة التي سرعان تتحلل لتمتصها المواد ألمحيطه بها .ومن يريد أن يتأكد فعليه أن يتصفح التاريخ ونرى الفرق بين العرب قبل رسول الله (ص) وبعدهُ والمسلمين قبل ثورة الإمام الحسين(ع) وبعده فتجد أن هذه المجتمعات قد أحياها الله بعد الموت وذلك لوجود البذرة الطيبة هذا من الناحية ألاجتماعيه و الاقتصادية والروحية إما في وقتنا الحاضر نجد أن المجتمع الأوربي هكذا فأوربا بالنسبة للعالم صغيرة ألمساحه وفقيرة من ناحية المواد الطبيعية ولكن وجود المجتمع الحيوي استطاع أن ينشر حضارته وفكره على العالم حتى أصبح الغزو الأوربي للعرب والإسلام غزوا ثقافيا واقتصاديا وفكريا وذاك لأنهم وجدوا الأمة الإسلامية متفككة وانقسمت إلى دول انطوت كل واحده منها على نفسها بتجاهلهم للرسالة السماوية وخطوات ألنبوه فأصبحت ألامة الإسلامية ((مجتمعا ميتا)) وما نراه اليوم في ضل الاحتلال الجاثم على صدور العراقيين فأن هذا الشعب بأكثريته مجتمعا اسلامياً ولكن لا يستطيع أن يسن دستورا اسلاميأ لأن أبواق العلمانية والليبرالية المدعومة من الفكر الغربي تؤثر على القيادات الاسلاميه فترى نجل أحد المرجعيات الدينية في زمانه يصرح لتقوية شوكة قوى الظلام ((أننا لا نريد حكومة إسلامية ))بعد أن قاتلوا وضحوا من اجل هذا المبدأ ثلاثة عقود ونصف ثم تأتي عمامة شيعية ويكتب على الفضائيات ((مفكر إسلامي )) وهو يقول ((نحن نريد دستوراً على غرار الدستور السويدي.....)) فهل يا ترى الدستور الإسلامي نظام غير متكامل وهل الإسلام نظام لا يضمن حقوق البشر ؟ هذا ما يريد أعداء الإسلام أن يروجوه في مجتمعاتنا الاسلاميه . فنقول لهم أذن لماذا يكون الإسلام هو الحاكم في آخر الزمان عند ظهور الرجل المنقذ للبشرية جمعاء وهو الإمام المهدي (عج) وهل يا ترى سيحكم العالم بدستور علماني وهو سليل الدوحة المحمدية ـ معاذ الله اللهم أنا نبرأ أليك من كل من يدعو الى الشيطان و من دستور لا يدعوا الى رسالاتك و سننك .فان وجود الاحتلال في ارض الأنبياء لا لأجل النفط والخيرات فقط بل الأهم لديهم هو مسخ الهوية الاسلاميه الأصيلة وبناء الإسلام الديمقراطي الليبرالي و وضع دستوراً إسلامياً في الظاهر ولكن مقيد بقيود الليبرالية والعلمانية الغربية فالمسلمون يحيون ما حيا الإسلام وقوانينه وتشريعاته وتهميش الإسلام كنظام يقود الحياة هذا يعني ان الذين اقروا ذلك الدستور هم من مرروا المشروع الأمريكي المعادي لانتشار وتوسع الإسلام (ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه). فلا يمكن أن تكون مجتمعاتنا الاسلاميه حيه بدون الإسلام ونظمه وبدون انتشار الوعي الفكري والثقافي وبنائه على أساس العقائد ألحقه والأسس الرصينة التي وضعها القران والشريعة المحمدية ولا يمكن أن يتصور أي فرد ان الإسلام ان يقف عقبه بوجه التطور التقني والتكنولوجي لئن الشريعة منذ نزولها الى المجتمع فهي تدعو الى العلم والتعلم وبناء الحضارة الاسلاميه وفق الرؤى العلمية والأدلة على ذلك كثير ولا يسعنا الإطالة في هذا المجال لأنه يحتاج الى مجلدات من الكلام والمصادر كثيرة فمن شاء الاستزادة فليراجع.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |