من يوقف هذا النزيف؟

إسراء القطبي

esraa_alqutbi@yahyoo.com

يلاحظ ان اعمال العنف المسلح قد تزايدت في جميع انحاء البلاد, ويلاحظ ايضا ان اعمال النهب والسطو في تزايد مستمر, كما ان حوادث اطلاق النار العشوائي وفي اوقات مختلفة مازالت تخلق توتراً واضحاً في المناطق الآهلة وفي جميع المحافظات على نحو اكبر.

وحيال هذا الانفلات المستمر في الاوضاع الامنية, نجد ان قوات التحالف تتعامل معه ببرودة اعصاب واحياناً بلا مبالاة, اذ انه على مقربة من تلك القوات تقع حوداث اطلاق النار ويسقط ضحايا ابرياء.. و تشتد المعارك بين عصابات السرّاق بأنواع الاسحلة.. و لا أحد يوقف هذا العنف والدمار.. لا قوات التحالف ولا الاحزاب التي جاءت مع قوات التحالف ولا القوى السياسية التاريخية المؤثرة في الحياة العامة..

من يوقف اذن نزيف الدم العراقي وكيف ؟!..

يقيناً ان نظام الطاغية المخلوع هو المستفيد بالدرجة الاساس من هذه الاوضاع, بل انه مستمر بتنفيذها وتطويرها وتغذيتها ليجعل منها اسلوباً واسع النطاق من اساليب البطش والارهاب التي يمارسها لاكثر من ثلاثين عاماً.

ويقيناً ان نظام الطاغية يدرك تماماً ان الانفلات الامني لن يؤدي الى اخراج القوات الامريكية والبريطانية من العراق وبالتالي العودة بالنظام السابق, لكنه يمارس نوعاً بشعاً من الانتقام من الشعب.

لقد اصدرت قوات التحالف قرارات تدعو الى تسليم كل الاسلحة المتوسطة والخفيفة لكنها اجازت حمل الاسلحة لبعض الجهات والاشخاص الذين تضطرهم الى حملها ظروف استثنائية, لكن هذه القرارات لم تلق الاستجابة الكاملة رغم انهاء المهلة المخصصة لنزع تلك الاسحلة... , بل لازال العبث بأرواح الناس وتهديد حياتهم وممتلكاتهم في تزايد مستمر.

ان التعثر في تنفيذ تلك الخطط صار سمة من سمات قوات الاحتلال, كما ان التلكؤ في حل هذه العضلات والتباطؤ في الوصول الى حلول جذرية, جعل الناس تضيق ذرعاً بكل شيء.

اذن اين تكمن الحقيقية, من هي الجهات القادرة على وضع حد للعبث بأرواح الناس الابرياء ؟ لاأعتقد ان قوات التحالف عاجزة على تأمين حياة آمنة لشعب العراق, لكنها بدت عاجزة حتى الان, ولا سباب ربما لايصح الحديث عنها في وقت مبكر, وهي ليست عاجزة ايضاُ عن خلع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة من ايدي العابثين والسرّاق, ولكنها تبدو عاجزة بالفعل, ولاسباب ربما ليس من المفيد عرضها الآن.

وهنا لابدّ ان نمد ابصارنا الى الباري عزت وجلت قدرته ان يهدي عباده الصالحيين كي يعودوا الى الصواب! ثم لابد ان يصل صوتنا الى الاحزاب والقوى السياسية الحية كافة كي تفعل شيئاُ ما من اجل وقف نزيف الدم الذي يراق في ارضنا دون مبرر ولتبدأ هذه الاحزاب بألقاء أسلحتها جانباً .. فمن لايخاف الشعب, لا يجدر به ان يشهر السلاح بوجهه.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com