|
إتبعوا رجال الإيمان عدنان الجعفري / مؤسسة اليوم الموعود الثقافية / الكوفة المقدسة عندما تتعرض الأمة إلى أزمة في رجال الدين لديها نتيجة الأهواء التي فرقتهم ودهاليز السياسة الدنيوية ضيعتهم عن مسؤولياتهم الحقيقية واستدرجتهم شؤون الانتخابات والمحاصصة الطائفية مما تسبب خذلان الهمة في الدفاع عن الدين والمقدسات والمستضعفين من المؤمنين، وعندما يفشلون في الطرح الإسلامي الشمولي ومواقفه السامية والنبيلة ويفشلون أيضاً في طرح الإسلام كنظام متكامل وشمولي لكل البشرية وعندما يفشلون في عرض التمثيل الحقيقي لما يراه الله سبحانه وتعالى ورسوله الأكرم محمد)ص) وعندما يفشلون في لم الفتات للمسلمين تحت خيمة ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ) فعلى الأمة أن لا تبتعد عن الدين بحجة اليأس من المعممين وعلى الأمة أن لا تتخلى عن مسؤولياتها ومشروعها الإصلاحي والتوعوي الذي أرسى دعائمه النبي محمد(ص) والأئمة الأطهار (ع ( والأصحاب والتابعين النجباء والعلماء الناطقين.. على الأمة أن تتمسك بالدين وأن لا تنسب الدين إلا لله سبحانه وتعالى وليس في شخصا كانت الأمة تعتقد بأنه رمز من رموز الدين فثبت العكس، وفي أحد الأيام جاء شخص إلى أحد مراجع الدين العاملين فقال له ) سيدنا لقد رأيت معمم حرامي !!!... فقال المرجع : لا تقل ذلك !! بل قل : رأيت حرامي لابس عمامة (، لأن الشطر الأول للسائل جعل من رمز العمامة رمزاً للسرقة والقناع المزيف بإسم الدين، أما الشطر الثاني الذي صححه له ذلك المرجع : إن المعمم من المتسلقين والسراق بلباس الدين ) إذن على الأمة لا تنسب الدين إلا لله وتثق به سبحانه بأنه لن يتخلى عن شريعته التي شرعها ونظامه الذي أرسل من أجله الرسل والملائكة وشرع مشروع الشهادة من أجله، كما أن الباري عز وجل لن يبخل على الأمم بالهداية فما شاء الله أن يكلفنا بالهداية ولا يعيننا عليها فليس هذا من سننه سبحانه وسيرته مع خلقه، وعلينا التمسك بحديث أمير المؤمنين في معرفة الحق ومن سار بركبه كما في الرواية ))نحن نعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال(( أي أن – المقياس لا يكون بالمظهر الزائف فيكون كل من يلبس الزى الديني هو مصداق الحق بل نعرف الحق ونقيس تصرف الفرد – أياً كان – على ميزان الحق فعندما يتخلى كبار رجال الدين عن الثورة الإلهية وغاياتها فهذا لا يعني أن نتخلى عن الدين وهذا لا يعني أيضاً أن الله سبحانه لن يبعث من ينصر به دينه، كل ما علينا أن نثق به سبحانه ونتوقع مدده ونسقط شروطنا فهو سبحانه أعلم بمصلحتنا... فلا نشترط أن يكون الفقهاء أو المجتهدين هم دائما قادة النهضة وقادة الدفاع عن الإسلام فكراً وعقيدةً وأن يكون حصناً لدين الله من التسييس والسير بركب المشاريع الأستكبارية، فقد يكون أحد طلاب العلم قد بث الله في قلبه قوة الأيمان وبصيرة الإرشاد إلى الحق أكثر من كل الفقهاء والمراجع الذين أكتفوا بالقدر الميسور من إصدار الفتاوى التي أصبحت لا تجدي نفعا لأن المجتمع يطالب بميدانية العلماء وحضورهم الفاعل فعلينا أن لا نعترض على الله سبحانه ونقول كما قال المعترضون ( ِلمَ لَم تبعث لنا رجلاً من القريتين عظيم ونكون كالذين اعترضوا على طالوت بقيادة الجيش) وأمثال ذلك. بل حتى لا نشترط أن يكون من طلاب الحوزة الدينية، فحوزة الله ورسوله والإمام المهدي كبيرة ومفتوحة لكل المخلصين المعممين وغير المعممين ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتي الحكم فقد أوتي خيراً كثيراً ). فالحوزة تشمل كل الناطقين الصالحين سواء كانوا داخل الحوزة الدينية أو خارجها. وأعلموا أن رجل إيمان واحد وهبه الله قوة الدفاع عن الحق وشريعة الله خير من ألف رجل دين من الذين شغلتهم المحاصصة الطائفية وجعلوا همهم في المطالبة بحقوق طائفة دون أخرى أو حصر الدين بهموم الماء والكهرباء والنفط والأمور الإدارية وتناسوا وظيفة رجل الدين التي شرعها الله ولا نقصد أن يكون رجل الدين يجب أن ينفصل عن السياسة فبالعكس فأن رسول الله وأهل بيته(ع) دعوا إلى الإسلام ونصروا الإسلام وطالبوا بحاكميته ولم يتناسوا إدارة شؤون الأمة ومصالحها وهذا هو تعريف السياسة لديهم وهذا الرجل الواحد خير من ألاف رجال الدين الذين سيطر عليهم مشاعر الخوف وهيبة الظلم الإستكباري وسطوته أو كالذين سيطرت عليهم مشاعر الحسد والحقد لالتفاف الناس حول رجل الأيمان ولم يلتفوا حولهم رغم الأموال التي بذلوها ( ولو أنفقت ما في الأرض ما ألّفت بين قلوبهم، الله ألف بين قلوبهم ) ( وجعل أفئدة الناس تهوي إليهم (. وأعلموا أيها المؤمنون أن طالب العلم الذي يدافع عن الحق ويكشف زيف الباطل هو معلم لكل أساتذته من الفقهاء..... فلا تعجبوا أن جعل الله نصرة دينه على يد أحد طلاب العلم ولم يجعلها على يد كبار أساتذة الحوزات، فالله أعلم حيث يجعل رسالته...... وليكن القرآن نوراً ينير لكم دربكم من ظلمات الوهم والشبهات وإقرأوا القران وأقرأوا قصصه لتعلموا كم مرة عمل الله سبحانه بغير القواعد المتعارف عند الناس في حينها وإن جاءكم من فتى لم يبلغ مراتب الحوزات ما بلغ غيره الساكتين في الدفاع عن الإسلام والمقدسات والمؤمنين التي تنتهك يوما بعد يوم وليس خفياً بل أمام الملأ وعلى شاشات الفضائيات فأتبعوا الفتية المؤمنين وأعلموا أن النبي (ص) كما روي عنه يقول (( لا خير في العيش إلا لعالم ناطق ومستمع واعٍ )) وكما روي عن الإمام الصادق (ع) عندما قال : )) العلماء هالكون إلا العالمون و العالمون هالكون إلا العاملون والعاملون هالكون إلا المخلصون و المخلصون على خطر عظيم ))..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |