الانفجار الذي نعرفه خير

سعد الركابي

rikabisumar@yahoo.com

أنفجارية ...هذا ما اعتدنا ان نسمعه عن الميزانية العراقية لهذه السنة ...المرات الكثيرة التي نحاول فيها ان نجد عزاءا ملائما نهرب اليه من جحيم الواقع المؤلم لانجد أمامنا سوى الأنفجار الموعود الذي طال انتظارنا له على امل ان يقلل من المعاناة المستعصية في بلد الانفجارات ..

وعلى الرغم من اننا نجهل السر الذي يغري المسؤولين على الاستعمال المفرط لكلمة الانفجارية كلما تحدثوا عن الميزانية ...فينبغي الاعتراف بان الوقع الذي تحدثه تلك الكلمة يتناغم تماما مع لوحة الرعب التي تلونها اصوات الانفجارات بالاسود والاحمر...الحنكة السياسية والبلاغية لمن تمشدق بهذه الصفة تقودنا  الى الشك بان الذي قاد الى اختيارها أستند على حقيقة كونها الاكثر أستعمالا في القاموس الاعلامي العراقي والمسبب الاول للأرق الى جانب الكهرباء واخواتها والتي لازالت تصعد من وتيرة مؤامراتها وخاصة في الأشهر التي يكشر فيها الصيف العراقي عن نابه الملتهب ...

ولأن السنة الحالية التي نسمع عن ميزانيتها الخرافية قد بدأت تقترب من منتصفها ...فان من المحتمل ان لا نستلم  (الدشداشة التي انتظرناها طويلا لانها  لازالت عند الخياط) ولا ندري هل ان الكهرباء ام ( تسخيت الخياط ) هي التي تقود الى التأخير ...وعليه فمن المحتمل جدا  أن نلجأ  الى سياسة التعري الذي لايؤاخذنا احد بسببها  طالما ان كسوة الصيف ستلحق بكسوة الشتاء التي يحلف العراقيون بانهم سمعوا بها ولم يروها ...

انفجارية وما ادراكم مالانفجارية  ...عدوى المصطلح انتقلت بسرعة الى وسائل الاعلام التي راحت هي الاخرى ( تبغبغ ) على نفس اللحن  وبطريقة تبكي وتضحك في ان واحد  في اسوأ سمفونية مجهولة المخترع ومعلومة الضحية الذي هو ببساطة المواطن البائس الذي لايدري هل سيمهله الارهابيون حتى يدرك فوائد ذلك الانفجار المرتقب ام انه سيتقاعد في انفجار من  نوع آخر ... على  السادة المسؤولين ان لا يتوقعون منا ان نرقص طويلا على تطبيل وعودهم الكثيرة ليس لان الرقص محرم من وجهة النظر الطالبانية بل لاننا لم نعد قادرين على احتمال المزيد من التهريج ولم تبقي لنا الطبول الارهابية ارجلا نستطيع المشي بواسطتها...السؤال الاكثر الحاحا هو هل سيكون في وسعنا ان نستمر في المسير ( عفوا في الزحف ) لنصل الى نهاية ماراثون انتظار الانفجارية ...ام ان الاخوة الارهابين سيطلقون علينا عبوة الرحمة ويخلصونا من كل هذا الضيم على طريقة (الانفجار اللي نعرفه خير من الانفجار اللي ما نعرفه ).

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com