حـــــــرب ألاحصاءات ...!!!

ستار ألشاطي

tootyst@yahoo.com

حرب اخرى من نوع جديد يحاول المناوؤن للعملية السياسية في العراق ادخالها بالتزامن مع متبنياتهم الاخرى التي اضطلعوا بممارستها منذ فجر التغيير الذي اطاح بنظام البعث النافق وحتى الساعة علها تسهم في التأثير على الرأي العام وبالتالي تصب في مصلحتهم الداعيه لاسقاط مشروع دولة العراق الجديد والعودة به الى ماكان عليه ليتسنى لهم ترتيب الاوراق من جديد .

 لقد تمثلت تلك المتبنيات بالدعم الكامل للفصائل المسلحة بدعوى مقاومة المحتل وتبني ادوات الارهاب القادم من الخارج بدعوة ( رسميه ) والمنبثقه من الداخل بدعوة ( سياسيه ) وجعلها ورقة ضغط للتلاعب بها مع المحتل الذي رفض التفاهم واياهم والرضوخ لمطالبهم التي لاتنسجم معه وهو المحرر القادم بتسهيلات دول عربيه سرعان ماغيرت بوصلتها حينما احست بالخطر القادم الذي افرزته قوانين الديمقراطية والانتخابات  التي لم يستطيعوا ردها بأرهابهم ووسائلهم التأمريه وأعلامهم ألمفضوح ويحاولون الان احتواءها على الاقل عبر استخدام اساليب جديده لعل منها مانحن بصدد الحديث عنه وهو ماأطلقنا عليه حرب ألاحصاءات .

 حرب الاحصاءات هذه ليست بالجديده في أجندة تلك القوى المناوءه لعملية التغيير او دول الاقليم التي اعتبرت نفسها الخاسره منه . ولعلنا نتذكر ماقدمت من احصاءات مشوهة عن الواقع السكاني للعراق سرعان ما فضحته النتائج الانتخابيه التي انتصرت لعرقيتها ومذهبيتها . ولعلنا نتذكر ايضا الاحصاءات التي كانت تتحدث عن عدد القتلى الاميركان بغية الانتصار والترويج للمقاومه او تلك التي تتحدث عن ارقام الذين يسقطون صرعى من العراقيين دون الاشاره الى الكيفية بالطبع او حتى ماتشير للذين ينتمون الى طائفة معينه الغرض منها تأليب ألرأي العام عموما والعربي خصوصا لأستجداء دعمهم حتى ولو كانت بطرق غير مشروعه أو شريفة وهي كذلك !!.

 ومن تلك الاحصاءات ايضا مااضطلعت بمهمته دول عربيه ومنها الاردن على وجه الخصوص الذي حاول ان يقدم صوره احصائيه مشوهة للعراقيين المتواجدين على اراضيه لاغراض عديده منها الاستفزاز والضغط على الحكومة العراقية الفتيه التي لاتلائم هواهم من جهة وابتزاز المجتمع الدولي للحصول على مساعدات مادية من جهة اخرى . اما الغرض الاهم فهو الانتصار لتلك الجماعات التي ترنو للسلطة والتسلط في العراق من جديد من الذين لازالت عمان وعواصم عربيه اخرى تحتويهم وتقدم لهم كل انواع الدعم .

 اخر الاحصاءات  - ولعله ليس الاخير - هو ماتقدمت به احدى المؤسسات الاميركيه بالتعاون مع احد الاطباء المقيمين في عمان من ذوي التوجهات البعثيه التي تحلم مع ابليس في العودة الى جنتها . تشير الاحصائيه البعثيه الى ان مايموت من اطفال في العراق منذ عام 2003 وهو عام سقوط الامبراطوريه البعثيه هو طفل واحد من كل 8 اطفال وهو مانفته تماما منظمة اليونسيف التي كانت قد اعدت دراسة هي الاخرى بالتعاون مع وزارتي التخطيط والصحة العراقيتين والتي توصلت منه الى ان نسبة الوفيات عند الاطفال لاتتجاوز 43 بالالف بعد عام 2003 في حين كانت النسبة تشير الى وفاة طفل واحد من كل 5 اطفال قبل العام 2003 . كما يشير تقرير اليونسيف الى ان نسبة الوفيات عند الاطفال في العراق في فتره السبعينيات كانـــــت 78 بالالف وهو على العكس مما جاء في تقرير المؤسسة الاميركيه التي اشارت فيه الى ان فتره السبعينيات شهدت تطورا صحيا كبيرا واقل نسبة وفيات بين الاطفال في عملية فاضحة القصد منها اعطاء صوره ناصعة لنظام البعث النافق الذي كان حاكما في تلك الفتره متجاهلين ماكان يقوم به ذلك النظام الساقط ابان فترة الحصار حينما كان يمنع الدواء عن الاطفال العراقيين وتسيير جنائز جماعيه للموتى منهم بغية الضغط على المجتمع الدولي لفك حصاره عن النظام وليس عن الشعب .

 تلك واحدة من حروب الاقزام التي سوف نشهد منها المزيد وبانواع مختلفه مازالت تلك القوى تتربص بالعراق الجديد والتي تحاول جاهدة اشاعة حالة من الفوضى والدمار فيه لغرض الاثبات للاخر الى كونهم ممن لايمكن تجاهلهم لقدرتهم على اثارة المتاعب في حالة عدم الحصول على مبتغاهم والذي لايمكن له ان يتناغم مع مايرنو اليه الشعب العراقي الذي وقف شامخا ومنتصبا امام كل تلك التحديات التي تحاول ان تعيده الى تلك المنطقة المظلمة التي غادرها بعد ان قدم دماء الكثير من الابرياء للانعتاق منها قربانا لشمس الحريه.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com