المالكي في مرمى نيران الأصدقاء والأعداء

ساهر عريبي

sailhms@yahoo.com

 يتعرض رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي وفي الذكرى السنوية الأولى لتشكيله حكومة الوحدة الوطنية, الى هجمة شرسة من بعض الأصدقاء والأعداء على حد سواء, مما يثير الكثير من علامات الأستفهام حول أهداف  هذه الهجمة  التي تأتي في ظل ظروف صعبة يمر بها البلد وفي أجواء مؤامرات خارجية تحاك هنا وهناك تهدف الى الأطاحة بهذه الحكومة ومن ثم تعطيل العملية السياسية الجارية في العراق.

 لقد بدأت هذه الحملة الشرسة عدد من الفعاليات السياسية المشاركة في هذه الحكومة والمسؤولة بشكل او بأخر عن تردي الأوضاع الأمنية وبعد ثبوت ضلوع عددمن رموزها في دعم الأرهاب وفي تمويل العديد من الأعمال الأرهابية التي إستهدفت الشعب العراقي طيلة السنوات الماضية التي أعقبت سقوط الطاغية. فهذه القوى لاتدع مناسبة تمر دون ان تلقي باللائمة على الحكومة وشخص رئيسها محملة إياه مسؤولية تردي الوضع الأمني التي تساهم هي في تعقيده بشكل أو بأخر.

 هذا في داخل الوطن وأما في خارجه فهناك لوبي عربي ضاغط يقود حملة إعلامية وسياسية واسعة تهدف إلى إسقاط هذه الحكومة والتحريض على العنف في العراق وتعطيل العملية السياسية وبالتالي إدخال العراق في نفق مظلم لا أحد يعلم نهايته. ولايطرح هذا اللوبي العربي سوى بديلا واحدا ألا وهو إعادة الزمرة الصدامية السابقة الى الحكم بحجة قدرتها على القضاء على تنظيم القاعدة في العراق محاولين إقناع الأدارة الأمريكية بذلك في حين يعلم الجميع بان الزمر الصدامية هي الحليف الأكبر لتنظيم القاعدة في العراق بل إن تنظيم القاعدة يتحرك وفقا لتوجيهات هذه الزمر وبما تراه مناسبا لتحقيق مصالحها.

 وفي الواقع يمكن تفهم دوافع هذه الدول لمعاداة الحكومة العراقية الحالية ورئيسها بالذات وهي غير خافية على احد إلا ان ما لايمكن تفهمه دوافع بعض الأصدقاء الذين صبوا جام غضبهم على المالكي وكأنه المسؤول الوحيد عما يجري في العراق اليوم متناسين العديد من الإنجازات التي حققها رئيس الوزراء طيلة السنة الماضية ومنذ توليه لهذه المهمة التي لم يكن يوما راغبا بتوليها لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر. ولقد ورد في الحديث المأثور ما معناه ان من نصح أخاه في السر فقد زانه ومن نصحه في العلن فقد شانه, ولذا فإن مايكتب هنا وهناك للطعن في المالكي بحجة النصح والحرص على العراق هو في الواقع تدمير ومساهمة في تعقيد الوضع وإثارة العقبات في وجه رئيس الوزراء.

 وممالاشك فيه أن هذه الحكومة قد أخفقت في مجالات ونجحت في أخرى فهل يمكن تحميل رئيسها مسؤولية هذه الأخفاقات ؟ وهل يمكن تبرئة ساحة الأخرين المشاركين في العملية السياسية في النهار والحاملين للسلاح بوجهها ليلا؟ إن هذه الحكومة ليست حكومة المالكي ولم يختر رئيس الوزراء أعضائها بمحض إرادته بل إنها حكومة الكتل والأحزاب التي إختارت من تشاء من أعضائها لتولي المهام الوزارية . ومن ناحية أخرى فجميع المراقبين يعلمون بأن هؤلاء الوزراء يمتثلون لأوامر كتلهم وأحزابهم قبل ان يمتثلوا لرأي رئيس الوزراء الذي لايملك القدرة على تغييرهم بسبب سياسة المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية . وبالتالي فإن أي تقصير في أي وزارة ينبغي أن تتحمله الكتلة المعنية والحزب المعني الذي يمثله الوزير وليس رئيس الوزراء الذي لاينطبق على حاله سوى قول الشاعر (ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ............إياك إياك ان تبتل بالماء) فهو مكتف من قبل الكتل المشاركة في الحكومة وهو مكتف من قبل القوات المتعددة الجنسيات ومن ثم يراد منه أن يؤدي مهمته على احسن وجه.

 ورغم كل هذه الظروف فلقد نجح رئيس الوزراء ومن خلال مبادراته الشخصية في تحقيق إنجازات عظيمة وبالغة الأهمية وأهم هذه الأنجازات هوتغييره لوجهة المعركة مع الأرهاب من معركة طائفية الى معركة شعبية بين الشعب العراقي بكافة طوائفه وإرهاب القاعدة وذلك من خلال نجاحه في دعم عشائر النبار البطلة التي وقفت وقفة تأريخية بوجه الأرهاب وهو اليوم بصدد تكرار هذه التجربة في محافظة ديالى.

 ولقد نجح السيد المالكي في طرحه للعديد من مبادرات المصالحة الوطنية اليت سمت فوق الجراح وفوق الألام التي عانى منها العراقيون طيلة عقود رغبة في رؤية عراق مستقر ومزدهر وأمن. وإن كان بعض هذه المبادرات لم يكتب لها النجاح فالسبب يعود إلى ان البعض لم يعطها أذنا صاغية لأن هذا البعض لايريد سوى الكعكة كلها ويريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وها مالايرضاه رئيس الوزراء ولا الشعب العراقي.

 ولقد نجح رئيس الوزراء العراقي في مد غصن الزيتون لجميع دول الجوار رغم مواقف بعض هذه الدول المعادية للشعب العراقي والمتباكية على الهمجية الصدامية , فإن لم يجد لمبادراته هذه تجاوبا من هذه الدول فإن الخلل فيها لأن لهذه الدول أجندتها التي تتعارض مع مصالح الشعب العراقي.

 إن هذه النجاحات تثبت وبما لايدع مجالا للشك قدرة رئيس الوزراء على إدارة الدولة رغم كل هذه الصعوبات والمعادلات الصعبة التي لم يمر العراق بمثلها عبر تأريخه, وإن كان رئيس الوزراء قد أخطأ هنا وقصر هناك فمن من القادة العراقيين ممن هو فوق الخطأ والزلل؟ وهل هناك قائد سياسي عبقري فذ لازال في قمقمه ولم يخرج للعراقيين لرؤيته والتعرف عليه؟ إن الساحة السياسية مكشوفة للجميع ولقد ولى وإلى الأبد زمن القائد الضرورة والأوحد ولقد مر الجميع بإختبارات طيلة السنوات التي أعقبت السقوط ولقد سقطت رموز وكبت أخرى ولايوجد رمز اليوم فوق الخطأ والزلل إلا أن المطلوب في هذه المرحلة هو عدم تتبع العثرات والزلات لئلا نكون كالذباب الذي لايتتبع سوى المواضع الفاسدة!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com