|
التحالفات العشائرية والتحالفات السياسية
مهدي الحسني أثبتت التحالفات العشائرية وخلال أشهر قليلة نجاحها في القضاء على التنظيمات الارهابية في المنطقة الغربية من العراق والحد من نشاطاتها في ترويع سكان المنطقة بشكل خاص وتحجيم بعض نشاطاتها في مناطق اخرى وقد جاء هذا النجاح في وقت أثبت بعض السياسيين وتكتلاتهم شللهم التام وعدم قدرتهم على تحقيق الحد الادنى من واجب مكافحة الارهاب . وبالطبع جاءت هذه النجاحات بعد جهود كبيرة من قبل الحكومة وبعض الاطراف السياسية الاخرى وبأخلاص النية من العشائر وقياداتها وعزمهم على تخليص مناطقهم وكل العراق من هذه آلآفة الارهابية التي أخرت تقدم العراق والعملية السياسية وبناء القوات الامنية واعطت الذريعة اللازمة لفكرة بقاء القوات المتعددة بلا تحديد لوجودها وعملها , ولابد من العمل على خلق الظروف والصيغ اللازمة لتعميم تجربة الانبار الى كل مناطق العراق وخاصة تلك التي لازالت تئن من أعمال الارهاب الوحشية , وقد اشرت في مقال سابق قبل عدة أشهر على ضرورة أيجاد صيغ للتعاون بين عشائر العراق وأنشاء مجالس صحوة ونخوة في كل اجزاء العراق وتنظيم التنسيق فيما بينها لتبادل الخبرات في مكافحة الارهاب لآنقاذ ماتبقى من ارض الوطن وشعبه قبل أن يبتلعه الطامعون والتكفيريون , وانصح بتشكيل مجلس عشائري للامن الوطني على غرار المجلس السياسي للامن الوطني وليكون استشاري وحركي وبالتنسيق التام مع السلطة التنفيذية للحكومة ولايوجد مانع دستوري من انشاءه وليكون مستقلاً في عمله عن المجلس السياسي لآن بعض أعضاء المجلس السياسي هم قادة لبعض الجماعات المسلحة أو أعضاء فيها . حين بدأ مؤتمر العشائر في بغداد فقد أنتقد البعض التركيز على المصالحة الوطنية العشائرية أكثر منه على المصالحة الوطنية السياسية ولكن يبدو أن سلطة العشيرة واثر قيمها على أبناءها أقوى من سلطة بعض السياسيين على أتباعهم وحين تنهى القيادات العشائرية ابناءها عن بعض الافعال تجد اذناً صاغية فيما نجد الصورة معكوسة عند الأتباع السياسيين مما يعني الالتزام هنا والتسيب هناك . وهناك اهمية بالغة في أن تتمتع القيادات العشائرية بسلطة تسليم المطلوبين الارهابيين الى سلطات الدولة الامنية وليس الى القوات الامريكية لأنه من خلال تجارب كثيرة ومتتالية وبناءً على تصريحات القيادات العشائرية فأن القوات ألأمريكية تطلق سراح من يُسلم اليها رغم الدلائل الكثيرة على تورط هؤلاء في اعمال أرهابية في حين ان السلطات الامريكية في الولايات المتحدة لاتتوانى في اعتقال اي شخص مشكوك قيامه بنشاطات أرهابية ولو كانت الشبهة ضعيفة وقد يُرسل الى سجن غوانتناما ولكن حين يتعلق ألأمر بقتلة الشعب العراقي فيطلق سراحهم واحيانا تُعطى لهم دفعة مالية حسب بعض الاخبار الموثوقة وهذه أحد اسباب أستمرار العمليات ألأرهابية . أن تطور التحالفات العشائرية وأستمرار أنضمام الواحدة تلو ألأخرى يشكل مصدر أزعاج وقلق عند بعض من تقمص السياسة والمشيخة ولذلك كالوا لهم التهم ولفقوا ضدهم ألأكاذيب واتهموهم بأنهم قطاع طرق في حين أن تلك التسمية والتهمة تنطبق على من يطلقها وقد أثبتت العشائر ولاءها للعراق وغيرهم أثبت عمالته لأعدائه واثبتت العشائر أن قيمها وشيمها لأتزال حيه فيما أثبت غيرهم السقوط وانعدام القيم وأثبتت العشائر أنهم حماة العراق فيما أثبت غيرهم أنهم حُماة أعداءه وأثبتت العشائر أنها ضد الطائفية وعرضت مشاركتها لتطهير كل مناطق العراق في الوسط والجنوب فيما أثبت غيرهم أنهم يعملون على تفتيت ارض العراق وشعبه . فعلى المخلصين الحريصين على خير البلد من السياسيين أن يستفيدوا من هذه التجارب ويوحدوا كلمتهم وبما أنهم سياسيين فليكن تفكريهم سياسياً لاطائفياً وعراقياً لاخارجياً ولينظروا الى ماحولهم من الدول فأن قمت بزيارتها ستجد اليافطات في جميع الطرق تنادي بأولوية الدولة والولاء لها وهذا هو سر الصراع ألأقليمي على أرض العراق لأن مصالح تلك الدول تأتي في الدرجة ألأولى والعاقل يفهم .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |