نانسي عجرم
لؤي قاسم عباس
loaay_kassim@yahoo.com
قرأتُ في صحيفةٍ محلية عن خبر مفاده ( أن رئيس وزراء دولة عربية قد استقبل الفنانة المتألقة نانسي عجرم معرباً لها عن ارتياحه الشديد للنجاح الذي حققتهُ تلك – الدلوعة- ) وتسألتُ مع نفسي ألم تحقق جماهيرنا العربية والأغلبية الساحقة " المسحوقة " نجاحاً منقطع النظير بالصبر على الجوع وإهدار الكرامة ؟
ألم تحقق جماهيرنا العربية رقماً قياسياً في تهميش دورها والرضوخ لدكتاتورياتها المستبدة بها منذ عشرات السنين ؟
أليس وطننا العربي يحتل المرتبة الأولى في عدد المهجرين والباحثين عن المتاعب في الغرب تاركين وطنهم لأولئك المستبدين بهم يعيثون بأحلامهم الفساد ويعبثون بمشاعرهم بوعودٍ كاذبة ويتطاولون عليهم بالعصي والهرّاوات ويقذونهم ذات اليمين وذات الشمال ؟
ألا تحتاج جماهيرنا العربية إلى تصفيقٍ حار لأنهم قادرين على افتراش الأرض والتحاف السماء ووضع الحجارة على البطون بشفاهٍ ذابلة وأنكسارٍ منقطع النظير ؟
ألسنا نحيا وبفخرٍ شديد بأعلى درجات التخلف نصارع الجوع والمرض والاستبداد تاركين العالم أمامنا يسابق الزمن ؟
ألسنا نحتاج إلى وسامِ مجدٍ وفِخار لأننا من أكثر شعوب الأرض من حيث عدد المعتقلات والمعتقلين فيها حتى صار شائعاً عندنا ( السجنُ للرجال ) وكأنه قدرٌ محتوم ؟
ألم تحتاج تلك الجماهير القابعة في زنازين أولئك الحكام والمكبلين بالأصفاد بلا كرامة والمنتظرين بفارغ الصبر ساعة الموت والخلاص إلى من يعرب لهم عن ارتياحهِ الشديد لخنوعهم وخضوعهم لأولئك الحكام ؟
أما كان من حقنا على حكامنا أن يأتي إلينا من يسأل عن جوعنا ونفاذ صبرنا ؟
هل تم وضع الحلول الكفيلة لكافة مشاكل وطننا العربي كـ ( الهجرة ، التخلف ، البطالة ، السكن ، الجهل ، التخلف ، ومشكلة المياه والطاقة ..و .. و ...) أم ان حكامنا يظنون ان رقصنا في الهوى طربا .
ألم يعلموا أن الطير يرقصُ مذبوحاً من الم ِ ؟
هل تم وضع اللبنات الأساسية للإصلاح العربي ، وهل تمت تسوية كل قضايا أمتنا ام إنها أفرغت من محتواها ولم تعد تستحق الرعاية والاهتمام حتى صارت نجاح نانسي عجرم شغل حكوماتنا الشاغل...
فمن يدري ربما تتغير سياسة حكامنا بعد قرأتهم لهذا المقال فلن يشغلوا بالهم بأستقبال نانسي ويتفرغوا تماماً لاستقبال الفنانة ( مايا نصري ) او الفنانة المتألقة (روبي ) فالسياسة بحرٌ عميق ...