|
نعم للحوار والتفاهم الوطني بعيدا عن فوهات البنادق المغلفة بباقات الزهور علي توركمن اوغلو لوحظ في الاونة الاخيرة قيام القيادات الكردية بأطلاق تصريحات متناقضة حول كركوك بصورة خاصة والشعب التركماني عموما ابتدأه السيد مسعود البرزاني في فضائية العربية وأكمله عندما تم استضافة سيادته من قبل اللجنة الخارجية في المفوضية العليا للاتحاد الاوروبي، حيث أتهم سيادته الجبهة التركمانية العراقية، الممثل الشرعي والقانوني الرئيس للشعب التركماني في العراق، بانها تسعى لخلق المشاكل وتأزيم الجو السياسي جريا على العادة الكردية باتهام القوى القومية السياسية التركمانية بألارتباط بالمخابرات التركية في تقليد واضح للمنحى الامريكي القائل "نحن ذاهبون لمقاتلة الارهاب فاختاروا ان تكونوا معنا او ضدنا". اي اننا لو نؤمن بما يؤمن الاخوة القوميين من الاكراد نصبح مواطنين أوفياء للدولة العراقية ، وأذا لم نؤمن بذلك وامنا بدل ذلك بأن ارضنا التي اقمنا عليها ستة امبراطوريات هي( توركمن ايلي ) وسعينا الى تعريف ذلك للعالم ، وبذلنا جل جهدنا لاحقاق حقوقنا بعيدين عن وصاية اقلية اخرى اصبحنا خونة ومشيعي فتن . نحن نعتقد بأن هذا المنحى في التفكير وهذا النهج في الخطاب السياسي قد يجد له اذانا صاغية لدى بعض الاوساط السياسية العراقية التي تتكسب من التملق لهذه القوى اوتلك ، ولكنها لم تعد مقنعة للمؤسسات السياسية العالمية التي تعتمد التقارير المحايدة العلمية لزيادة معرفتها عن مكونات الشعب العراقي لكي لاتقع في المأزق الامريكي نتيجة اصغائها لراي سياسي واحد واصمت اذانها عن سماع الراي المقابل ، وهذا ماحصل في جلسة الاتحاد الاوربي عندما تم محاصرة السيد البرزاني بأسئلة محددة علمية عن القضية التركمانية . ان تصريح الدكتور برهم صالح نائب رئيس المجلس الوزراء القائل"في حالة عدم تطبيق تطبيع الاوضاع في كركوك ومن ضمنه الاستفتاء فأننا سننسحب من الحكومة" هو مثال اخرللتصريحات المتشددة المبنية على استراتيجية الابتزاز السياسي المعتمدة على هشاشة الوضع السياسي والامني العراقي ، وفرض سياسة الامر الواقع ، وسياسة (اخطف واجري) الانتهازية . اما التصريحات غير المتشددة فمثال ذلك ماذهب اليه السيد محمد كمال عضو مجلس المدينة من الكتلة الكردية في المقابلة التلفزيونية مع الانسة زالة نفطجي عضوة مجلس المدينة من الكتلة التركمانية حيث قال "بان القيادات الكردية مستعدة للحوار والتفاهم مع التركمان حول تطبيع الاوضاع في كركوك" ... واردف قائلا "بان حقوق التركمان في الدستور ليست في مستوى الطموح!؟" وفي حوار"جدل العراقي" لفضائية الحرة الذي جرى بين الدكتور فاروق عبد الله عبد الرحمن الامين العام لحزب القرار التركماني والدكتور فالح عبد الجبار مدير معهد البحوث الاستراتيجية وبمشاركة عضو البرلمان من التحالف الكردستاني محمود عثمان ، تلفظ الاخير جملة ماكان له ان يتلفظ بها، حيث قال "ان التركمان انواع!" ، انا اعتقد بأن السيد عثمان وبهذه الجملة اعادنا الى نقطة البداية مرة اخرى. فاذا كان ما يقصده بتصنيف التركمان من وجهة نظر الاخوة الاكراد الى شرفاء وخونة فهذا التصنيف تم تطبيقه على الاخوة الاكراد من قبل صدام حسين سابقا، حيث صنف من كانوا يوالونه من الاكراد بالعراقيين الشرفاء وصنف القوميين والوطنيين من الاخوة الاكراد (وجميع قياداتهم الحالية ومن ضمنهم السيد محمود عثمان) بالخونة والمتعاونين مع الخابرات الاجنبية! واذا ماكان السيد محمو عثمان يقصد بأنواع التركمان ان هناك قوى سياسية اخرى غير القوى القومية فأقول ان هذا صحيح والشيئ نفسه يطبق على الاخوة الاكراد والعرب ايضا ، وهنا يكمن الثراء السياسي لشعب من الشعوب. واكمل السيد محمود عثمان حديثه قائلا ".....بأنه يؤكد بأن الاكراد اليوم اقوياء ولكنهم يريدون الحوار والتفاهم!!! انني ارى من الفائدة للجميع ان اكرر حقيقة تاريخية وهي "ان التاريخ العراقي الحديث لم يسجل اي تمرد عسكري او خيانة قومية للتركمان للوطن العراقي ، وفي المقابل لم يحصل التركمان من الوطن العراقي غير الاهمال والتهميش والتهشيم". وبالرغم من ذلك استمر هذا الشعب التركماني الاصيل في مشواره الصعب الطويل رافعا راية السلام والحوار الوطني المبني على احقاق الحق ورفض الوصاية من قبل الاقليات الاخرى والعيش على ارضه (توركمن ايلي) كجزء لايتجزء عن الوطن العراقي حرا، معززا، متمتعا بكافة حقوقه الدستورية التي تساويه بغيره من قوميات العراق. انني شخصيا اعتقد بأن جميع القوى السياسية التركمانية الشرعية المنتخبة من قبل التركمان ترحب بالحوار الشريف العادل مع الاخوة الاكراد للعيش بسلام واخاء في شمال العراق لتحويل هذه البقعة الغالية من ارض الوطن الى جنة تكون قبلة للناظرين من العراقيين ومن دول الجوار. ولكن هذا الحوار لكي يكون مفيدا و مستمرا، ومشيعا للسلام في العراق والمنطقة ينبغي تأسيسه على الاسس التي ذكرتها، اي احترام خيارات الشعب الكردي الشقيق في (كردستان) والشعب التركماني في (توركمن ايلي) بعيدا عن البرامج والمشاريع القومية المحتقنة والخيالية ، وبعيدا عن تبني الافكار الشوفينية الصدامية التي عانينا نحن والاخوة الاكراد منها لسنين طويلة ، وبعيدا عن لغة التهديد بأظهار فوهات البنادق المغلفة بباقات الزهور، سيما ان الشارع السياسي العراقي زلق ومن يمشي فيه متبخترا بقوته وشبابه وثروته واسلحته يمكن ان يجد نفسه فجأة ممتدا على ظهره وقد فارقه قوته واسلحته وشبابه الى غير رجعة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |