|
الأوضاع في العراق من وجهة نظر مبرمج كومبيوتر .. الجزء الأول: الميليشيات أبو طه الكاظمي / ماجستير برمجه كومبيوتر قد يسأل البعض: "ما علاقة البرمجة بما يحدث في العراق” جوابي على ذلك هو أن المبرمج الجيد عندما يبدأ بالبرمجة يبدأ بمرحلة التخطيط للبرنامج يبدأ أولا بكتابة اانقاط الأساسية التي يحتاجها للوصول إلى هدفه "البرنامج: استقرار العراق”. بعد الخطوط الأساسية يبدأ المبرمج بتقسيم برنامجه إلى كلاسات (classes) “وزارة الداخلية، وزارة الدفاع، وزارة الخارجية...... ” ولكل واحدة من هذه الكلاسات ملف تعريف (Headers) يبدأ بتعريف الكلاس ويقسمه إلى فروع وأقسام يديرها الكلاس الرئيسي (main class). وبعد انتهائنا من البرنامج من المؤكد ستكون هناك أخطاء كبيرة ليست مسؤولية المبرمج أي رئيس الوزراء "وباقي الرئاسات الثلاث” وحده اكتشافها بل المستخدم "الشعب العراقي" هو الذي سيكتشفها ويطلب من المبرمج تصحيحها وفي بعض الحالات إن كان مبرمجا أيظا سيرسل التصحيح إلى المبرمج الرئيسي ليسهل عليه عمله. لهذا السبب من الخطأ علينا أن نلوم المبرمج على أخطاء لم نعطه أسبابها أو لم يتسع له المجال لتعديلها. نرجع إلى موضوعنا وهو الأوضاع في العراق وهدفنا الذي هو خلق نظام ديمقراطي يعيد الاستقرار والاستقلال والكرامة للعراق، أو لنقل بصراحة تعديل برنامج خاطيء وضعه بول بريمر. وبما أننا لا نصنع برنامجا جديدا بل نصحح أخطاء مبرمج اخر أعطانا إياه بعد أن قبض الثمن وهرب "أقصد رجع إلى بلده”، فكل ما علينا هنا هو أن نصل إلى الأخطاء ونعدلها بدل أن نبدأ برنامجا جديدا يتطلب منا ثلاث سنوات أخرى لتتبلور عندنا الصورة عن أخطائه.
المشكلة الرئيسية / وزارتي الدفاع والداخلية: بدأت المشكلة عندما حلّ بريمر وزارتي الدفاع والداخلية وبدأ بنائهما من الصفر وفي رأيي الشخصي أن هذا لم يكن بالتصرف الخاطئ لو أنه كان قد جهز لهذا القرار من قبل، كأن يؤسس وزارة دفاع أو داخلية قبل بداية الاحتلال في إقليم كردستان مثلا أو يكون الحاكم العسكري الذي سبقه قد أسس نواة تقوم عليها هاتين الوزارتين. بما أننا لسنا بصدد التباكي على ما حل بنا من أخطاء غيرنا ونريد حلا سريعا لنرجع إلى المشكلة الرئسية التي تواجه المبرمج الحالي وهو الدكتور المالكي ولنحاول أن نساعده وأنفسنا بوضع أيدينا على الأخطاء ونعطي رأينا بالحلول المناسبة لها. إن أكبر الأخطار في الساحة العراقية والتي تهدد برنامجنا هي المليشيات بجميع أنواعها أكانت إرهابية أو تحمي الشعب العراقي أكانت شيعية أم سنية.
ما معنى الميليشيات؟ الميليشيات هي فصائل مسلحة تدين بولائها لزعامات سياسية أو لدول أخرى أكثر منها للحكومة التي تؤثر على ساحتها، ففي العراق مثلا عندنا عدّة ميليشيات منها من يدمر العراق مثل ميليشات الإرهاب التكفيري والعفلقي ومنها من يقف إلى جانب استقرار العراق في الوقت الحالي مثل مجلس إنقاذ الأنبار وقسم من جيش المهدي الذي يحمي الكاظمية في الوقت الحالي. قد يقول القائل أن مجلس إنقاذ الأنبار ليس ميليشيا وهو ليس بالمشكلة الكبيرة، للأسف فهذه النظرة خاطئة فمجلس إنقاذ الأنبار يدين بولائه للعشائر التي انبثق منها وليس للحكومة وقد يكون المشكلة الرئيسية في العراق بعد انهائه لوجود تنظيمات القاعدة والإرهاب.
ما هو الحل؟ لن نقول أن الحل سيكون بإبعاد الميليشيات عن الوجود فمنها ما هو سبب أساسي لاستقرار بعض المناطق وبإبعادها ستكون هذه المناطق عرضة للإرهاب كما حدث في مدينة الصدر عندما أبعدنا عنها جيش المهدي الذي كان يحميها فأصبحت تحت رحمة الإرهابيين والجيش الأمريكي. الحل في رأيي وقد يكون الحل الصواب إن شاء الله هو في احتواء الميليشيات تحت لواء الجيش العراقي ووزارة الداخلية بأن ينظموا رسميا لهذين القطاعين وأن يأخذوا راتبا رسميا من هذين القطاعين وأن يتم تدريبهم تدريجيا فهم يستحقون أن يصبحوا أبطالا للعراق إن كان ولائهم للعراق وحده وإلا فيحول إلى التحقيق كل من يثبت عدم ولائه للعراق، كما أننا يجب أن نعمل بهذا الأمر بأسرع وقت ممكن قبل أن تخف قوة الإرهاب في مناطق هذه الميليشيات العشائرية المتحدة فتتمزق ولائاتهم وترجع إلى عشائرهم التي جمعها الخطر الإرهابي الذي دمر مناطقهم فإن زال هذا الخطر زال ما كان يجمعهم. أما قطعات الجيش العراقي فيجب ألا يجمعها إلا ولائها للعراق كما هو حال لواء الذئب الذي بناه أبو الوليد وأشرف عليه إلى أن انتقل ليؤدي واجبه كقائد شرطة كربلاء المقدسة، وبقي لواء الذئب على حاله يرعب الإرهاب فولائه لم يكن يوما لقائده الذي يستحق الولاء بل كان للعراق فقط.
النتيجة والتوصيات: إن استقرار العراق ليس بإنهاء الإرهاب وحسب بل ببناء جهازي دفاع وداخلية قويين لا تقسمها الولائات، وعدم بناء أجهزة تابعة لأشخاص وعشائر قد تكون قريبة من الحكومة في الوقت الحالي ولكنها قد تشكل الخطر الأكبر عندما تنتهي الأهداف التي تجمعها مع الحكومة. أما بخصوص توصياتنا فهي كالاتي: 1- بناء قسم خاص في وزارة الداخلية والدفاع لإدماج المليشيات وتثبيت ولائها للحكومة. 2- تقسيم قوات مجلس إنقاذ الأنبار إلى أقسام تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع وإعطائهم الرواتب والحوافز من الحكومة مباشرة وبأسمائهم الشخصية وليس لعشائرهم ومن الحكومة نفسها وليست من عشائرهم. 3- إنجاز المراكز الثابتة لهم كمراكز الشرطة والجيش وتخصيص قيادات لهم يأخذون منها أوامرهم ومكافئاتهم. 4- في المناطق المحررة من الإرهاب والمناطق الامنة استيعاب كوادر الميليشيات تدريجيا في الشرطة وإعدادهم إعدادا عقائديا وفكريا ليكون ولائهم للحكومة العراقية لا لغيرها وتدريبهم تدريجيا لعدم كفاية مراكز التدريب لتدريبهم دفعة واحدة. 5- متابعة العناصر التي كانت تتبع الميليشيات والتأكد من ولائهم للعراق وفصل من لا يتمكن من ذلك و تحويل المقصر إلى التحقيق. 6- المعملة بمبدأ الثواب والعقاب لجمبع قطعات الجيش والداخلية. 7- سيكون هناك الكثير من المندسين والذين يحاولون تغيير الولائات بين صفوف وزارتي الدفاع والداخلية فعلى الحكومة متابعتهم ومعاقبتهم عقابا علنيا ليعتبر من يعتبر وييئس من تسول نفسه بذلك. 8- بعد استيعاب قوات مجلس إنقاذ الانبار وإنقاذ مناطقهم من الإرهاب يجب أن تستفاد الحكومة منهم لتنقذ باقي العراق من شرور الإرهاب. 9- أن تتصل الرئاسات الثلاث شخصيا بقيادة الخط الصدري وجيش المهدي ومنظمة بدر وغيرها من المليشيات التي يمكن أن تحمي مناطق تواجدهم ويطلب منم أن يأمروا أتباعهم بأن ينظموا إلى الشرطة وأن يكون ولائهم للعراق وحده إن كانوا يحبونه حقا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |