العراق حيّ لا يموت

حسين الفنهراوي / بابل 

أستبشرالملايين من العراقيين خيرا بعد أن رأوا بأم أعينهم سقوط التمثال في ساحة الفردوس في التاسع من نيسان 2003 وكان الحلم الذي يراود الملايين هو انتهاءمرحلة الدكتاتورية التي عانى منها الشعب العراقي كثيرا ..وتغلغل الفساد الاداري في كل مفاصل الدولة العراقية حتى وصل الى القضاء بسبب السياسة الخاطئة والدكتاتورية المقيتة للنظام السابق وممارسة التجويع والخوف ضد أبناء الشعب فأنتهى الأمر .وال ما ال اليه العراق بعد السقوط وتحرر الشعب ومرحلة (الحواسم) التي أوصلت الالاف من العراقيين الى قمة الغنى المادي وحضيض الرذيلة بسرقة أموال الشعب من دوائر ومؤسسات الدولة بحجة انها ملك لصدام وأعوانه . وكان الحلم هو أن نعيش في بلد امن دون خوف ودون أضطهاد ودون دكتاتورية .. ولكن لم تدم طويلا حتى جاء الواقع المرير وهو مرحلة الدكتاتوريات المتعددة والفساد الاداري الذي زاد أضعاف ما كان عليه في زمن النظام السابق . أناس يحللون ماحرمه الله ويحرمون ماحلله بأسم الدين والجهاد وبأسم الديمقراطيه وبداعي التضرر من النظام السابق . ولنجد البعض ممن لايستحقون أن يكونوا في أدنى وظائف الدولة مسؤولا أو مديرا عاما في أحدى الوزارات بسبب التحزب والمحاصصة وعدم أختيار الشخص المناسب في المكان المناسب . ولم يتحقق الحلم العراقي بسبب السياسة الخاطئة في العراق التي مازال الكثير من مسؤولين ووزراء ومدراءعامين ومدراء دوائر يبحثون عن مصالحهم ومنافعهم الشخصية ضاربين المصلحة العامة ومصلحة الشعب المظلوم عرض الحائط وجعلوا مصالحهم فوق مصلحة الجميع وفوق القيم والمباديء والأخلاق ولربما الشرف .

أقول قولي هذا وأنا أطلع على طلب قدمه مجموعة من الأطباء البيطريين والكوادر الساندة للشركة العامة للبيطرة والتي طالبوا بشمولهم بمخصصات بدل عدوى نتيجة لطبيعة عملهم في مجال الصحة الحيوانية أسوة بزملائهم العاملين في مجال طب الاسنان والصيادلة لما لهذا العمل من مخاطر على صحة الأنسان وتأثيرات الأمراض الانتقالية الحيوانية عليها .. وسبق أن تقدموا بنفس الطلب الى دولة رئيس الوزراء وحصلت الموافقة على شمولهم بهذه المخصصات في 22/ 10 / 2006 ووجه بخصوصه كتاب الى وزارة المالية يؤيد موافقته .وأرسلت وزارة المالية كتابا في 2 / 12 /2006 يوضح أمكانية منح هذه المخصصات لمن يمارس العمل ويتعرض للخطورة فقط . وليس من يعمل في الأدارة . ولكن المسؤولين الذين لم تشملهم المخصصات أخفوا كتاب وزارة المالية كونهم يعملون في الأقسام الأدارية وحرموا فئة كبيرة من الأطباء البيطريين والعاملين في مجال الطب البيطري من هذه المخصصات لأنهم يعملون لمصالحهم الشخصية وعندما تضررت أخذوا بالمثل القائل ( عليّ وعلى أعدائي ) فحرموا الجميع من هذه المخصصات .

ولكن ماهو دور الوزارة في هذا الشأن وأين دور القانون ولجان النزاهة والمفتش (الخاص ) عفوا العام في محاسبة من أخفى كتاب صادر من وزارة المالية لستة أشهر ؟ وكيف سمحوا هؤلاء الناس بقطع أرزاق الأخرين دون رحمة وعطف على عيالهم ؟ ودون علم أحد .

ومثل هذه الحكايات كثيرة بالتأكيد في دوائرنا ومديرياتنا ووزاراتنا ومؤسساتنا ممن وجدوا في الفساد تحقيق لمصالحهم الشخصية . غير ابهين بما يتعرض اليه الأخرون. ولربما ظل العراق يعاني أكثر من 35 عاما من الجراح والألم والدكتاتورية والحروب والجوع والقهر . ليأتي البعض بعد السقوط ليحاول أطلاق رصاصة الرحمة عليه .

ولابد من القول مهما حاول الظالمون في محاربة الحق وأطفاء شمس الحقيقة بغرابيلهم فأنهم خاسرون ومنهزمون لا محالة وأن العراق حي لا يموت .. ان العراق حي لا يموت ..

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com