|
اللاهثون في بلادي علي المطلبي كثيرون جدا هم اللاهثون في وطني،فهذا الشعب المغلوب على امره قدر له ان يكون مرهقا ولاهثا منذ عقود طويلة.ولكن في السنوات الاخيرة كانت اشدها ارهاقا وتعبا على كاهل المواطن العراقي. اذ لم نر ولم نسمع مثل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها ابناء هذا الشعب..الكل هنا مشمولون بسباق المارثون الطويل،سباق لا نهاية له.الكل يركض من اجل ان يضمن اقل معدلات العيش البسيط.، الكل يلهث بدون استثناء ، وخاصة المواطن العادي والذي يصنف من الدرجة العاشرة في الوقت الحالي (حسب التصنيفات التي وضعتها الحكومات المتعاقبة على كرسي الحكم في العراق)!! فهنالك إناس يلهثون وراء لقمة العيش من خلال اعمال البيع والشراء والذي بالكاد يسد متطلبات القوت البسيط للعائلة..وإناس يلهثون داخل طوابير الوقود، وإناس يلهثون داخل طوابير البطاله يحلمون بعمل يبعد عنهم شبح المجاعة ،و إناس يلهثون خلال المراجعات المميته لدوائر الدولة،وإناس يلهثون من إنعدام الخدمات البسيطة (الكهرباء والماء)لانهم يدورون في حلقة فارغة بين شراء المولدات وبين توفير الوقود لها وبين العطلات المستمرة لهذه المولدات والتي تم الموافقة على استيرادها من قبل الجهات المسؤولة و من مناشئ واطئة جدا.وإناس يلهثون داخل دوائر الجوازات للحصول على جواز سفر يضمن خروجهم بسلام من هذا الوطن المثخن بالجراحات،وإناس يلهثون حول انفسهم ويدورون في نفس الحلبة دون جدوى!! وحتى الاطفال في بلدي يلهثون في تقاطعات الشوارع وعند الاشارات المرورية يبيعون بضاعتهم البسيطة يلهثون خلف السيارات علهم يرجعون ببعض المال الذي يسد رمق عوائلهم المسحوقه، وإناس يلهثون بحثا عن الامان الذي فقدوه بسبب القتل الجماعي والتطهير العرقي،،وحتى المسؤولين والموظفين الكبار في الدولة يلهثون ايضا بسبب الصراع الدائم والمستمر على المناصب والكراسي التي وصلوا اليها بفضل هذا الشعب اللاهث دوما ويلهثون اكثر واكثر كلما زادت ارصدتهم في البنوك العالمية،،هذا ويعد المواطن العراقي من اكثر سكان الارض رشاقة والاكثر من حيث سرعة نبضات القلب حسب اخر احصائية لمنظمة(لاهثون بلا حدود العالمية) لانه الشخص الوحيد الذي يلهث دائما وبشكل متواصل!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |