الفدرالية مفخرة الإنجاز العراقي

عمار العامري

Ammaryasir76@yahoo.com

بعد أن أصبحت القضية حتمية ويجب الاعتراف فيها وبعدما كانت فكرة أصبحت أمر ضروري، دمار وخراب قتل وتهجير حرمان ومظالم هذا ويزيد ما يعاني منه أبناء العراق وبالخصوص محافظات العراق واقصد محافظات الوسط والجنوب أو-إقليم جنوب بغداد - بعدما رفض الكثير ما طالب به زعيم الائتلاف العراقي الموحد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم من حق مشروع يتمتع به الكثيرون من أبناء العالم أكثر من 80 دولة تعمل بالنظام الاتحادي مشروع عارضه جل العراقيون ولكن ما حدث بعدما لحق ما لحق وباستمرار في الشارع العراقي اقتنع الكثير لا لأكون توافقت مزاجاتهم بأن النظام الاتحادي أو ما يطلق عليه- الفدرالية- هو الحل الأسلم.

ولكن من الإنصاف الذي يرضاه كل محروم ومهضوم عانى ما عانى من ويلات وشرور جففت الأراضي وأراضي أخرى تحولت إلى جنان ،أعدمت وسجنت شباب وشباب تلهى وتلعب دمرت عوائل وخربت مناطقها و عوائل ومناطق أخرى همها ما تحصل عليه، ملوك ذلت عروشها ورئاسات سلبت منها هيبتها و حثالات عززت،سلبت حقوق وضائعة منافع كل هذه الأمثال نتيجة الكرسي والسلطة ماذا يريد من يرفض الفدرالية وهل ما يدعي به صواب.

كل شيء يكون بإرادة الله والأعذار غير مقبولة الكوادر والطاقات والخبرات موجودة لان العراق مصنع العقول ومنبع الأفكار وما في أرجاء العالم من خبرات وعقول عراقية شاهد تبقى تصفى النوايا وتصليح الإرادات إذا ابتعدنا عن ما هو مبني على - ألانا - وحب ألذات- هذا أمر مطلوب رغم بساطته ولكنه ضروري ماذا تعني لو أصبحت التسع محافظات إقليم واحد ألا يعني ابتعاد عن التجزئة ولو أردنا الاعتماد على فكرة كل محافظة إقليم ماذا سوف يحل بنا غير التجزئة والتفرقة والتناحر والتقاتل بالصميم لماذا لو قلنا إذا أصبحنا- فدرالية محافظات- أليس ما نختلف عليه هو أكثر من- فدرالية إقليم واحد- لو أسسنا لبناء واحد وهو - بصري ونجفي بابلي وسماوي عماري وكربلائي ناصرية وديوانية و واسط - كل هذا الطيف بسنته وشيعته بكل شرائحه بعيد عن دوامة الإرهاب مع الحفاظ على حقوق الجميع ومراعاة لطقوسهم الدينية والعرقية مقابل الحفاظ على حقوق الشيعة وكل الطوائف الأخرى ضمنيا في الأقاليم الأخرى أيضا.

وهذا يدلل على أن إقليم الوسط والجنوب أو- إقليم جنوب بغداد- وما نسعى إليه ليس على أسار طائفي أو عرقي بقدر ما هو تكوين جغرافي تاريخي يحفظ حقوق الجميع، ما نختلف عليه ويسعى البعض سلبه منا هو تحت جناح المركزية المقيتة.

لم يأتي الإنكليز بسعادة الملك عام 1921من المناطق الثائرة ولم يعطوا أبناءها حق النيابة الحقيقية في مجالس النواب والأعيان والتأسيسي ولكن كانت حصة أبناء الوسط والجنوب التجنيد الإلزامي ومصادرة أرزاقهم بيد أعوان السلطة من الإقطاع وهذا يعني أن القرار والمال بيد أقلية قليلة ناهيك عن الجيش والوظائف والبعثات والدراسات كل شي صار لمجموعة دون كل العراق واستمر الحال حتى في عهد الجمهوري وما بالك اليوم ولو حدث انقلاب اسود جديد وسيطر أصحابه على كل شيء ماذا يحدث سوف لا يغفروا لنا هذه الأربع سنوات بل لا يبقي لنا ذكر فإذا ما هي إلا أعذار رفض الفدرالية مقابل هذا التصور البسيط .

لم ينوي سماحة السيد الحكيم من مطالبته بالفدرالية كرسي أو مال أو جاه بقدر ما نعتبره مطالبة وهي امتداد لما سعى إليه السياسيون العراقيون في سنوات الجهاد والمعارضة واستشهد لأجله السيد محمد باقر الحكيم والتي كانت الفدرالية تمثل أهم الثوابت الأساسية في أفكاره العملية لم يختلف السيد عبد العزيز الحكيم عن ما يريده سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني ولكن سماحة السيد السيستاني يؤكد على مصلحة الشعب العراق وما يراه المواطن العراقي صالح فان سماحته يعطي الحرية للشعب في الاختيار النظام الذي يحكمهم كما إعطاءهم الحرية في التصويت على الدستور فهناك حسابات يجب أن يعرفها كل مواطن أن سماحة السيد عبد العزيز الحكيم لم يأتي بهذا المشروع أنيا بقدر ما هو مشروع سياسي متبنى منذ سنوات المعارضة العراقية ومتفق عليه من كل الفصائل السياسية وما حصل عليه الأكراد خلال من 1991 إلى ألان هو تجربة تجعل السياسي على محك من الاختبار إما إن يكون ناجح أو فاشل ولا اقصد من يعارض هذه الفكرة مخطئ بقدر ما أدعو كل مواطن متوافق معها أو لا أن يدرس الأمور بشكل مستفيض لان هذه العملية - اختيار الفدرالية - تحتاج إلى دراسات عميقة ومن حق كل إنسان أن يدل برأيه ولكن يبقى الاتفاق على الاستعانة بالعقل والحسابات المنطقية لا الاعتماد على الرغبة والاستفادة الضيقة والتي تتأثر بتأثيرات الأهواء والمزاجية فأن النظام الاتحادي نجح في كل الدول التي عملت عليه عكس تبني المركزية واعتماد الأنظمة التي ثبت فشلها وألت إلى دمار شعوبها ناهيك على إن الاتحادية والأقاليم صوت عليها الشعب العراقي ضمنيا في الدستور بإرادته والذي دعم من كل الجهات العالمية والإقليمية من المرجعية الدينية والقيادات السياسية وهذا مكسب لا يناله شعب من الشعوب بحجم ما يناله العراقيون.

ومن يطبل على أن سماحة السيد الحكيم يريد إعطاء هذا الإقليم لإيران فهذه من سخافات المبتكرين لان أرادة العراقيين بأيدهم وذلك من خلال التصويت وليس بيد سماحة السيد الحكيم ورغم أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي الدولة الوحيدة التي احتضنت شريحة واسعة من العراقيين بعد أن رفضت الدول العربية والقومية استقبالهم وبعد سقوط النظام صارت الادعاءات حول تلك الخدمة المقدمة لمن شردهم وهجرهم النظام ضريبة لسلب حقوقهم وأصبح من كان يطارد العراقيون في الزمن الماضي حتى في كسب رزقهم وطني ويدعو إلى عدم تقسيم العراق متخذ من الفدرالية كلمة حق يراد بها باطل مع علمه بأن الفدرالية هي خير نظام يحكم به بلد كالعراق وما هذه ألا تزيف للحقائق ومصادرة للمساعي ولكن يبقى الأمل قائم لان ارض العراق قدستها دماء مظلومة واحتضنتها نفوس بريئة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com