|
دعوة القوّاد إلى إعلام يمثل جميع العباد ضياء الهاشم / العراق قد يكون من المنطق والحكمة أن يتبع المرء قولا سديدا فيه من الحكمة ما يجنب البشرية جمعاء آلاف المشاكل والأزمات ولا أجد بدا من أن أتمثل بقول النبي الأكرم (ص): (( الساكت عن الحق شيطان أخرس )) لاستهل كلامي هنا للخوض في جدلية الكلام والسكوت متمثلة بثنائيات الحق والباطل والصدق والكذب والصواب والخطأ ، وحيث أن ساحة العراق وما تمثله اليوم من خصب جدلي تعتبر رافدا حيويا لكثير من الآراء والأفكار المتناقضة والمتصارعة ، فأنها ستكون حتما محطتنا للوقوف على بعض من هذه الآراء ، سواء كان متبنيها يستحق الإشارة إليه أو لم يستحق ذلك . يستحق الإشارة إليه أو لم يستحق ذلك . ليس حبا في حكومة المالكي وما يتبعها من مؤسسات إعلامية أو رسمية ، ولست بصدد الدفاع عنها أو لغاية أتزلف ولا التملق لها ، فأنا والحمد لله بعيد كل البعد عن الزمن الخاسر وما يمثله لنا كعراقيين العهد الجديد من دلالة معنوية أو مادية ، ولا أقول كلامي هذا هنا لكي أرضي به أو اشبع غاية كانت وراءها شهوة العداء والثأر من أحد ، فالمواقف تعبر عن أصالة أصحابها وحجم تفكيرهم . أنما أن يذكر جمع من الناس بسوء أو بخير فليس ذلك معناه أن من يذكرهم خالي من الخطأ ومعصوما من الزلل . وأود أن أكون محايدا قدر المستطاع ففي جانب الحيادية تكون الغاية من الوصول إلى الحقيقة أنصع من البياض وانقى وارق من زهر الرياض . وقد يوصى المرء أحيانا كثيرة بالسكوت عن كثير من الأشياء ويكون السكوت هنا بمعنى أن يغض الطرف ولا يهم الإنسان نفسه بالرد على من بادر بالإساءة ، أو يكون السكوت أحيانا أخرى سلبيا إذا كان فيه نوعا من التسامح مع المخطئين ، فتكون النتيجة أن يساوى بين الحق والباطل . وقد يكون لزم السكوت إيجابيا لعدم الوقوع في الخطأ وقد قيل من قبل أن من قل كلامه قل خطأه . في جلسة من جلسات ما يسمى بالمنتدى الوطني لاعادة الثقة بالحكومة العراقية والمنعقد في عمان تحدث سعد البزاز وقد قدم نفسه رئيسا لمجموعة الأعلام العراقي المستقل ، ( فضائية الشرقية وجريدة الزمان) طبعا ، متمنطقا برؤيته بأعلام حر يمثل الضمير الجمعي في العراق ، حيث عادة الكلاب أجلكم الله ، أنها لا تنبح إلا أمام عتبة أصحابها ، تهجم قوّاد ألامس على الحكومة العراقية واصفا إياها ب( حكومة الدشاديش) وأنها لا تظهر إلا في شاشات التلفزيون وقد أكد في كلامه انه لا توجد حكومة في العراق أصلا ، وأنّ ما موجود في العراق ألان هي حكومة ظل لحكومة المستشارين الذين يقررون في الليل بملابس نومهم للعراق وفي الصباح يعلنون ما قرروه ليلا أمام شاشات التلفزة بملابسهم الرسمية حسب ادعاءه . وأضاف قواد المقبور عدي أنّ الحكومة الموجودة ألان في العراق هي حكومة غير مؤهلة لان يتبع لها أعلام وطني يعبر عن الحقيقة ، وأطلق على الحكومة لفظا إنكليزيا وأظنه توهم التعبير مستخدما مفردة virtual ولا أدري فيما إذا كان يعرف معناها أم التبست عليه معاني الكلمات وهو ينبح منتشيا والمعنى الواضح من هذه المفردة هو الدلالة على صفة الفضيلة والخلق وهو بصدد التهجم على الحكومة العراقية بأنها غير مرئية ولا تخرج من مقرات عملها الرسمية إلى الشارع . والمتتبع لتحركات وأفعال هكذا شخصيات مبتذلة ، يعرف جيدا حجم الأحقاد التي تدفع بها تلك النماذج الضحلة وحين تصب جام غضبها على الحكومة العراقية بدافع نفعي شخصي لا بدافع وطني يصحح من خطأ ارتكب هنا أو هناك ، فعندما يتحدث أحد مثل سعد البزاز المأجور والمدفوع له مسبقا ليس كما هو غيره من العراقيين الذين لا فارق لديهم من أن يكونوا في صفوف الحكومة أم من معارضتها ، فهم لهم دورهم الوطني والذي لن يزيد من رصيده شيء مشاركتهم الفاعلة مع الحكومة أو وقوفهم خارج نطاق طاقمها . وجميعنا يعرف أن الحكومة العراقية التي جاءت مشكلة من أطياف متعددة من ألوان الشعب العراقي ، وأغلب أعضائها كانوا من المناضلين المجاهدين في زمن الطاغية لا ولن يشرفها أن يكون من بين رجالها واحدا من أمثال سعد البزاز الذي لم يدخر جهدا في مساندته للنظام السابق قبل وبعد خروجه من العراق ولجوءه إلى لندن ، ولو كان سعد البزاز قد حصل على وظيفة قدر حجم تلك التي كان يتمتع بها في زمن الطاغية في هذه الحكومة الحالية ( باستثناء القوادة) لما تفوه بكلمة واحدة مما لفظه لسانه وشفتاه عن الحكومة العراقية الحالية .وهو مع حنقه على مستشاري رئيس الوزراء كان ولا زال يتمنى ويمني نفسه لو أنه كان واحد منهم . حيث أننا نعلم أن من بينهم المجاهد الذي أفنى شبابه طيلة عقود من السنين معارضا لنظام هدام المجرم ومن بينهم ايظا الشاب المتخصص في مجال من مجالات العلوم المختلفة التي درسها في الخارج وجميعهم عراقيون واشرف بكثير من شخص مثل سعد البزاز ، بماضيهم وحاضرهم . ثم أن هذه الحكومة لم تضم مع من ظمت في طاقمها الاستشاري أي من المستشارين الأمريكان فلماذا لم يتهجم سعد البزاز على الحكومات السابقة والتي كانت تظم بل وتعتمد وكان يسيرها طاقم كبير من المستشارين الأمريكيين و أين هو من أولئك الذين لم يعتمدوا في وزاراتهم على المستشارين العراقيين؟ ! أم أن ما في نفس سعد من سموم لا يمكنه نفثه على أسياده من الأمريكان وغيرهم ولم يجد إلا حكومة العراق التي يحاصرها الإرهاب والتدخلات الأجنبية وألا عداء من كل مكان يناهضونها من الداخل والخارج وتركات الفساد المستشري في عموم كيانات المؤسسات المنحلة وغير المنحلة . ولهذا فهو تراه يلمع بصورة المحتل الأمريكي وأعلامه ويدعي أن الأعلام الأميركي كشف الكثير من الإجرام ولا أدري من المجرم الذي أكتشف الإعلام الأمريكي جريمته غير المحتل نفسه؟ أن من الغباء حقا أن يتهم شخص يدعي الثقافة حكومة فيها مستشارين وقد يفسر هذا أنه لا يمكنه تصور رؤية حكومة في العراق إلا التي كان يخدمها بكل ما أوتي من حيلة ليصل إلى مرتبة القوادة لابن رئيسها حيث لا يستشير فيها الدكتاتور وان استشار فهو لا يأخذ بمشورة من استشاره إذا أراد أن يقوم بشن حرب أو الهجوم على بلد شقيق أو قتل الملايين من أبناء الشعب العراقي وتلك لعمري لا تسمى بحكومة بقدر ما هي عصابة كان البزاز سعد أحد أذنابها . ولم يكتفي سعد البزاز بهذا القدر من التهجم على الحكومة العراقية إذ انه تسور محراب الصحافة المأجورة ومما دعاه إلى أن يتصور انه صاحب أكبر مؤسسة أعلاميه تضم بينها أكبر عدد من الراقصات الممتهنات للدعارة وليس الإعلام أو الفن إلا وظيفة ثانوية أعرب عن نزاهته حيث قال انه في حالة طلب منه أن يكون شاهد زور فلن يكون إلا مراقبا مخلصا للحقيقة ولا أدري فيما إذا كان هذا التصريح من سعد البزاز أعلانا منه عن توبته مما أرتكبه من تزوير أم أنه يتحدث عن أية حقيقة أتلك التي كلفته سمعته وكرامته لاجل التقرب من الطغاة أو التزلف للحكام الظلمة أم التي كلفت مموليه دفع ملايين الدولارات لتغطية افتراءاته وكذبه على بعض أعداء أصحاب نعمته من العربان الأجلاف الذين فضلهم على وطنه وأبناء شعبه من أجل حفنة من المال ليكون عبدا ذليلا لهم مدى الحياة . وهذا التعبير من قبله أنما يأتي نتيجة نداءات نفسيه من داخل شخصيته الخاسرة للقيم والخلق والمثل العليا والتي تغذت بمبادئ البعث المجرم وتنم عن رغبته بسماع خبر مفاده أن في العراق حكومة تحتاج إلى خدماته الرذيلة وأقول له ولامثاله أن العراق اليوم وما دام فيه مخلصون لن يأتي اليوم الذي يدعى فيه أمثال سعد البزاز ليكون جزءا منه ولن يحتاج العراق الجديد لهكذا نموذجا قذرا بل إلى شخصيات همها الوحيد هو الوطن والمواطن وليس حب الذات أو بيعها في سوق النخاسة لمن يشتري وببخس الثمن ، وليعرف سعد البزاز وأمثاله أنه لا يمثل سوى نفسه وأولئك الغلمان الذين قدر لهم في غفوة من الزمن أن يتحكموا بمصير العراق وابنائه يوما من الأيام فخسفت بهم الأرض وستخسف حتما بسعد من بعدهم لا محالة ، وإذا كان المدعو سعد هذا نزيها إلى الدرجة التي يتصور فيها انه سيستدعى ليكون شاهد زور في العراق الجديد فأقول أن زمن شهادة الزور الذي عرفه قد ولى بلا رجعة فيه مع أسياده وإذا كان شرف المهنة لا يسمح له بذلك فأين هو من شهادات زوره التي توج بها إعلام هدام يوم كان المطبل فيها أيام الحرب مع أيران والمتخم بالزور والتزوير وتلميع صورة الطواغيت بكل ما أوتي من ألوان ؟ وما أختتم به قواد عدي كلامه عن الحكومة مدعيا انه سيساعدها بتدفق المعلومة بسلاسة وليس بإخفائها وبأنه سوف لن يقوم بما سيطلب منه بأن يظلل الجمهور ولست أعرف سوى قناته الشرقية من هو اقدر على التظليل والتزوير والشواهد كثيرة على ذلك وبالأمس كادت تغطي على جرائم الإرهاب البعثي التكفيري فتحجب عن جمهور واسع فعلة البعثيين والمجرمين الخونة في الزرقة بالنجف وتبعد عنهم الشبهات لتزور الحقائق مدعية بان ما حصل كان تشابك أفرادا من قوة الشرطة العراقية مع بعض العشائر العراقية التي كانت ذاهبة لزيارة الإمام الحسين (ع) لتربك الرأي العام المتوتر وتثير الفتن بين أبناء الوطن الواحد ولتقلل من إمكانيات القوات العراقية البطلة في التصدي للمجرمين بشتى مللهم ونحلهم. وأختتم كلامه كعادته بتلميع صورة الإعلام الأمريكي الذي حسب ادعائه انه كشف الجرائم بحق العراقيين في أبي غريب وقتل المدنيين في الفلوجة ويتناسى أن في العراق محتل أجنبي يساهم بأضعاف الوسائل الاعلاميه الوطنية كما يضعف التلاحم بين أبناء الوطن الواحد وليس هذا فحسب بل ، انه يريد أضعاف العراق بجميع مكوناته ومقوماته والنتيجة أن المحتل لا يريد الخير بأي بلد يقوم باحتلاله ، حينما يطلق العنان خاصة لجميع أتباعه من مؤسسات وأفراد للعمل معه أينما حل لتقويتهم على حساب أضعاف الوطن المحتل وأهله ، وإتاحة المجال أمام مرتزقييه لعمل كل ما يحلو لهم فعله من جرائم على حساب تكميم أفواه أبناء الوطن ومحاصرتهم بل ومنعهم من كل شيء . وإذا كان من سعد البزاز من خير يرتجي لحد ألان ، فالأجدر به أن يكشف المزيد من جرائم طاغية العصر هدام وهو الذي كان تابعا وشاهدا على الكثير منها حيث تقربه من الظالم لم يكن إلا بدافع منه لغرض كسب الكثير من المنافع الشخصية ولو كان بالشجاعة التي يتحلى بها الرجال أو الإعلامي صاحب الرسالة الشريفة لكان قد زار العراق وأطلع على ما يعانيه شعبه من آلام وجروح ومعاناته لن تطول لو أن سعد البزاز وغيره تضامنوا مع الوطن والمواطن وتآزروا جميعا لخدمة بلدهم في تعضيد دور الحكومة بما يستطيع أن يقدمه ويوفره لها من نصح أو مساعدة حقيقية لتقوية مشاريعها الوطنية ودعمها وليس للتآمر عليها خدمة للأجنبي ولكسب المزيد من المكاسب الشخصية الضيقة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |