|
أنا مع الدعوة لعقد مؤتمر وطني للمثقفين العراقيين ولكن بتروي وأناة وداد فاخر / النمسا*
ما جاء في مقدمة الدعوة لعقد مؤتمر وطني للمثقفين العراقيين من ( توحيد المثقفين على أسس وطنية .. الخطوة الأولى نحو استئصال وباء " المحاصصة " من ثقافة وواقع الحياة السياسية والعامة في العراق ) ، هو حقا مطمح كل الجالسين تحت خيمة ( العراق الوطني ) الخالي من كل الموبقات السياسية والطائفية والمناطقية ، وبعيدا عن ثقافة السلطة التي تمثلها دائما وزارات الإعلام أو الثقافة في ( جمهوريات الموز ) في العالم الثالث . – رابط الدعوة في موقع الكاتب العراقي http://iraqiwriter.com/iraqiwriter/Observer/observer_10.htm - ولان أزمة الثقافة العراقية التي تفاقمت بعد سقوط نظام البعث الفاشي الذي مهد لاحتلال العراق ضمن النفس السلطوي للثقافة الحزبية الضيقة داخل مؤسسات النظام الفاشي الشمولي هي كما شخصها بيان الدعوة للمؤتمر( أزمة هوية وطنية ) ، كون ثقافة السلطة السابقة أسست لثقافة عبادة الفرد معجونة بـ ( الدعوات لثقافة قومية ) مزيفة . لذلك غرست تلك الممارسات مفاهيم ومصطلحات غريبة على الهوية الوطنية العراقية ، وهيأت لثقافة العنف الطائفي والقومي والمناطقي بعد احتلال العراق . والسؤال هو : كيفية الخروج من بوتقة تلك المفاهيم والأسس الخاطئة وفق الجو السياسي والاجتماعي الحالي الذي يمر به وطننا ، واحد المتضررين الرئيسيين من الوضع المأساوي الحالي هم جمهرة المثقفين الذين عنتهم الدعوة لعقد المؤتمر ؟؟!! . والعمل الأحادي ، واقصد به عمل جمهرة المثقفين الذين تنقصهم أداة العمل الرئيسي لجمع المثقفين ، وتنظيم عملهم ، والتنسيق مع وزارة الثقافة العراقية والمنظمات العلمية والفنية والثقافية ، وهي السيولة المالية هذا أولا . أما النقطة الثانية فهي أهمية تشكيل لجنة عمل أو خلية عمل تهيئ للمؤتمر من خلال الاتصالات الناجحة بين أطراف عدة تشمل المثقفين والمبدعين ومدى استعداد جمهرة معروفة بتوجهها الوطني للإنضمام ضمن جمهور المثقفين الرافضين للإرهاب والاحتلال وبناء هوية وطنية للمثقف العراقي بعيدا عن املاءات أي طرف وبضمنها السلطة أي كانت . كذلك الاتصال بوزارة الثقافة العراقية ، واللجنة المعنية داخل مجلس النواب العراقي بالثقافة والمثقفين ، ومنظمة اليونسكو ، والاتحاد الأوربي ، لكي يكون هناك دعما ماديا ومعنويا للمؤتمر على المدى القريب والبعيد ، وألا سيكون مصير المؤتمر مثل سابقيه ، فإما يصيبه الفشل ، أو يظل يراوح مكانه . وبرأيي انه يجب فرز حقيقي للمشاركين في المؤتمر ، وان لا يتم إلغاء أو إقصاء أو إهمال أي طرف وطني يؤمن بعراق حر فيدرالي ديمقراطي موحد وضمن المفاهيم الوطنية للمثقف الغير منحاز أو المدجن بواسطة السلطة أو القوى الطائفية والحزبية المتنافسة حاليا على السلطة ، وخاصة من الناشطين في منظمات المجتمع المدني العراقي والرافضين لكل القيم الخاطئة إن كانت من مخلفات النظام السابق المنهار ، أو المفاهيم الجديدة التي طرأت على الثقافة العراقية بعد احتلال العراق ، وظهور وباء المحاصصة . وهو إن تتبلور مفاهيم ثقافية وطنية تكون كتحصيل حاصل لاصطفاف وطني جديد يساهم في انتزاع البعض من المثقفين المصابين بوباء المحاصصة ودمجهم وفق المفهوم الحقيقي للوطنية العراقية داخل بوتقة الثقافة الوطنية ( من النواحي الدستورية والمجتمعية والمؤسساتية والتنموية والفردية ) ، لولادة المثقف الوطني البعيد جدا عن المحاصصة والأمراض التي طرأت على المثقف العراقي . لذلك فهناك حاجة كبيرة للتأني والتروي لعقد المؤتمر على أن يتم تكليف خلية العمل بالتهيئة التامة للمؤتمر بعد أن تقوم بكافة اتصالاتها بالجهات المعنية بالثقافة ، على أن تنشط في سبيل جمع المثقفين داخل بوتقة وطنية وبصورة مؤقتة وقبل انعقاد المؤتمر داخل حلقة تجمع الجميع في أول الأمر في غرفة بالتوك خاصة للقائهم وبلورة أفكارهم للخروج برأي موحد حول المؤتمر القادم .
* كاتب ومشرف على جريدة السيمر الإخبارية
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |