|
بلد العتبات المُهدَمَة
مهدي الحسني لايكاد يوجد بلد في العالم تعرضت فيه دور العبادة بكل أنواعها الى التهديم والتفجير مثل ماتعرضت له تلك الاماكن في العراق وماكاد أن يمر يوم ألا ويضيف الارهابيون رقما جديدا الى عدد دور العبادة المدمرة من جوامع وحسينيات وكنائس ومراقد مقدسة . لقد تعرضت دور العبادة والعتبات المقدسة الى تدمير وتهديم منهجي منظم عبر تاريخ يمتد الى أكثر من مئتي عام من الغزوات الهمجية لاعداء الانسان والتاريخ والمنطق, ضد الانسان والارض العراقية وبدون مبالغة فان ماتعرضت له دور العبادة في العراق خلال فترة ثلاث سنوات قد يفوق ماتعرضت له خلال عقود , وان هذا الاستهداف المنظم ضد العتبات المقدسة وخاصة ماتعرض له مرقد الامامين العسكريين في سامراء واخيرا مرقد الشيخ عبد القادر الكَيلاني في بغداد لهو دليل قاطع على أن تلك الشرذمة الضالة من القتلة انما فشلت وأنهزمت فكريا أمام عظمة هؤلاء ألأموات ولكنهم الاحياء بفكرهم وشعاعهم الذي يُبهر اتباعم ليأتون اليهم قاصدين من كل بقاع الدنيا لأنهم أولياء الله . وليس خافيا على أحد في العالم أن من يرقد في تلك العتبات تأتيه أفواج الزوار من بقاع الأرض والقارات السبع فكلنا نشاهد الهندي والاندنوسي والصيني والروسي والباكستاني وغيرهم يأتون لزيارة أصحاب تلك المراقد وغيرها وهذا الشئ هو الذي يؤرق البهائم التكفيريه ويسلبها نومها لانها لاتريد أن ترى قبرا لرمز من رموز الاسلام او الديانات الاخرى وقد سبق لتلك البهائم ان فجرت مقام الخضر وغيره من أثار الانبياء في ارض العراق الغنية بتلك الحضارات الخالدة ولو أردت أيها القارئ الكريم أن تعلم وتعرف من يقف وراء تلك الجرائم النكراء فما عليك ألا أن تقوم بزيارة قبر الرسول الاكرم (ص) واصحابه (رض) وتقف عند قبر أحدهم رافعا يديدك للدعاء وقراءة الفاتحة حتى يأتيك السوط على ظهرك ورأسك لترى وجهاً متعجرفاً يقول لك أبتعد من هنا يامشرك , نعم من يفجر تلك المراقد هم حملة هذا الفكر لانهم يرون أن كل من دخل تلك المراقد المقدسة وصلى هناك لله تعالى فأنه مشرك ومن يبني المساجد حول تلك القبور فهو مشرك ومن يطعم ألأرامل وألأيتام في تلك المراقد فهو مشرك ومن يصلي فيها ويعظم شعائر الله فهو مشرك وماله وفيئه وعرضه حلالا للمسلمين...!. هؤلاء هم سبب الدمار الذي لحق ويلحق بالمسلمين في كل مكان في العراق وفلسطين ولبنان وفي كل بلاد الدنيا لأن هؤلاء قد شوهوا هذا الدين الحنيف . وليعلم المواطن العراقي الكريم الاصيل مهما كان دينه أو قوميته أن اكبر تحدي يمكن ان يزعج ويقلق بهائم التكفير تلك هو أن يتم أعادة بناء كل مرقد وجامع وكنيسة ودور عبادة فورا وبلا تأخير وان لانعطي الفرصة لأي أرهابي لاعاقة الأعمار بل وعلينا توفير الحماية للبنائين أن كانت الحكومة غير قادرة على ذلك وعلى العراقيين التبرع طواعية لاعادة الاعمار في حضرة سامراء والكَيلاني في بغداد وبقية دور العبادة والكنائس ليثبتوا لهؤلاء التكفيريين الاوباش ان وحدتهم فوق كل ارهاب وفوق كل تفرقة ولأن بقاء تلك المراقد بدون أعادة أعمارها أنما يشكل دعماً معنوياً لهؤلاء المجرمين مما يجعل أيديهم تتطاول لمزيد من ألأستهانة بكرامة ومقدسات الناس ليس في العراق وحسب بل في كل الدول ألأسلامية وغيرها . ويجب في نفس الوقت أخذ الحيطة والحذر من بعض وسائل ألأعلام التي غرست أنفها في الوحل وليس لها هم أو غم ألأ توزيع وأطلاق التهم ضد هذا الطرف أو ذاك بألمسؤلية عن تفجير الحضرة القادرية المقدسة ولم تمر على تلك الجريمة النكراء ألأ دقائق فقط وبدون أن يكون لديها أدنى دليل رغم أن بصمات التكفيريين واضحة على تلك الجريمة من خلال الهدف والتوقيت والأسلوب حيث هدفها اشعال فتنة طائفية وتوقيتها من خلال تفجيرها لحسينية ألأئمة في حي العامل في اليوم التالي وأسلوبها بالسيارات المفخخة والبهائم الأنتحارية . مرة أخرى فأن التهاون وعدم التعاون الشعبي لكافة شرائح المجتمع من اجل أعادة بناء تلك المراقد المقدسة سيبعث الهوان في نفوس المواطنين وسوف تجعلهم يشعرون بأن ألأرهاب والتكفير هو المنتصر في كل المراحل والعصور وهذا الشعور سيجر الى كوارث أخرى وأسوءها زيادة الهجرة والهروب خارج وداخل الوطن الجريح .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |